تصدر الجنوب السوري مشهد الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد ووجود قوات أجنبية في البلاد، حيث شهدت محافظة السويداء احتجاجات غير مسبوقة لتردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية.
والأحد، شهدت السويداء تحركا من جانب قوات الأسد عبر إرسال تعزيزات إلى محيط مبنى المحافظة، لاحتواء شعلة احتجاج سلمي هو الأكبر لمواطنين من مختلف الفئات العمرية، تجولوا في الساحات الرئيسية بالمدينة.
صفحة “السويداء24” على “فيسبوك” التي توثق الاحتجاجات في المدينة، قالت إن استقدام التعزيزات، جاء تزامناً مع وصول وفد من ضباط ومسؤولين، ودخولهم إلى مبنى المحافظة، بغية عقد اجتماع على خلفية التطورات الأخيرة.
وأشارت الصفحة إلى أن مواطنين من السويداء دعوا على مجموعات الفيسبوك، لمظاهرة جديدة الاثنين، أمام مبنى المحافظة، مؤكدين على سلمية، وضرورة التزام المشاركين فيه بثقافة الاحتجاج السلمي للتعبير عن مطالبهم.
الدعوات إلى التظاهر بدأت الأسبوع الماضي، عبر صفحات على مواقع التواصل، تحت وسم “بدنا نعيش“، مطالبة بالتجمع وإغلاق المحال التجارية حتى إيجاد الحلول.
وأظهرت المقاطع المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي عشرات من أهالي المحافظة يجوبون الشوارع ويطالبون بخروج كل من روسيا وإيران من سوريا، كما طالبوا برحيل بشار الأسد.
ومن أمام مبنى المحافظة الأحد، انتقل المحتجون باتجاه دوار المشنقة مروراً بسوق المدينة، ورددوا هتافات غاضبة كـ “سوريا لنا وما هي لبيت الأسد“، وهتافات أخرى حملوا فيها النظام مسؤولية الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وعاد المحتجون إلى ساحة محافظة السويداء، مرددين “سوريا حرة إيران وروسيا برا“، و“يرحم روحك يا سلطان البلد صارت لإيران” حيث انضم إليهم آخرون، حسب السويداء 24.
الكاتب والباحث السوري عمر كوش قال لـTRT عربي: إن “المظاهرات التي تشهدها مدينة السويداء تشير إلى أن الاحتجاج ضد النظام لم يتوقف“.
وأضاف “كوش” أن: "أهل السويداء مثلهم مثل باقي السوريين ضد قمع واستغلال النظام وضد تجويعهم لذلك خرجوا بمظاهرات سليمة طالبوا خلالها برحيله وحملوه مسؤولية الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة وتفشي الغلاء والفساد".
وأوضح أن "كل مكونات الشعب السوري بما فيه الدروز الذين يمثلون المكون الرئيسي لسكان المحافظة، ضد ظلم النظام".
وأردف بالتالي استعادت السويداء أمس بمظاهراتها وعود وشعارات الثورة السورية الأولى وخاصة شعار "يلا ارحل يابشار" و"سوريا لنا وماهي لبيت الأسد".
يشار إلى أن السويداء لم تخض ثورة متواصلة على نظام الأسد كباقي المدن السورية، وبقيت على الحياد لفترة طويلة، ويعدها نظام الأسد إحدى المدن الهادئة والواقعة تحت سيطرته.
يشار إلى أن الليرة السورية شهدت اليوم الاثنين الانهيار الأكبر من نوعه، وسجلت رقماً غير مسبوق بعدما بلغ سعر صرفها 3000 ليرة لكل دولار، لتتأثر الأسواق السورية بشكل أو بآخر بذلك الانهيار، ما أسفر عن ارتفاع جديد للأسعار.
ويرى مراقبون أنه من شأن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها النظام، أن تدفع أركانه لإعادة النظر في حساباتهم بعد إدراكهم لمحدودية قدراته في تسيير شؤون البلاد في ظل عدم قدرة حلفاؤه على مساعدته نظراً لأزماتهم الداخلية.
