قالت المؤسسة الوطنية للنفط إن عدداً من السفن الحربية الليبية استخدمت ميناء راس لانوف (Reuters)
تابعنا

ما المهم: أرسلت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر سفينة حربية إلى ميناء راس لانوف النفطي، شرقي البلاد، بعد ورود أنباء عن مشاهدة سفينة تابعة للبحرية الفرنسية في الميناء، وانتشار عدد من قوات حفتر فيه.

نقلُ قوات حفتر الصراع إلى المنشآت النفطية، يترجم رغبة مستمرة لدى حفتر للسيطرة عليها. فعلى الرغم من أنه يسيطر على أغلبها شرقي وجنوبي البلاد، فإنه لا يسيطر تماماً على إيراداتها المالية.

وفي حال تمكن حفتر من السيطرة على إيرادات الموارد النفطية، فإنه سيستطيع تجاوز الأزمة المالية التي يعاني منها من جهة، وتقديم نفسه للمجتمع الدولي على أنه رجل الاستقرار الضامن لتصدير النفط بحرية من جهة أخرى، كما يرى مراقبون.

المشهد: قال المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري للصحفيين، إن الجيش أرسل سفينة الكرامة إلى راس لانوف بمنطقة الهلال النفطي الرئيسية في ليبيا، في إطار ما أسماه "مهمة تدريب" لزيارة غرفة العمليات، وتأمين المنشآت النفطية.

واستقبلت قوات حفتر السفينة التي كانت مملوكة في السابق لشركة عنوانها في الإمارات، بحسب تقرير للأمم المتحدة يراقب انتهاكات حظر الأسلحة في ليبيا.

وقال مهندس يعمل في الميناء إن رسو السفينة لم يؤثر على صادرات النفط، التي تسير بشكل طبيعي، ولم يتضح على الفور معرفة ما إذا كانت السفينة غادرت، حسب وكالة رويترز.

من جهتها، قالت المؤسسة الوطنية للنفط إن عدداً من السفن الحربية الليبية استخدمت الميناء النفطي بينما دخل عسكريون إلى ميناء السدرة المجاور، ولم تذكر المؤسسة المسؤول عن ذلك، لكن الميناءين يخضعان لسيطرة قوات حفتر.

وأدانت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، استخدام منشآتها لأغراض عسكرية دون أن تذكر قوات حفتر بالاسم، أو تحدّد من يقف وراء هذه العمليات.

وقالت "من بين الأحداث التي شهدتها المؤسسة مؤخراً، نذكر ما يلي: الاستيلاء على مهبط الطائرات بالسدرة بهدف استخدامه لأغراض عسكرية، ودخول عسكريين لميناء السدرة، ومحاولة الاستيلاء على قوارب تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، ورسو سفن حربية في ميناء راس لانوف، واستخدامه من قبل عدد من السفن العسكرية الليبية"، وأضافت "تعرب المؤسسة الوطنية للنفط عن إدانتها الشديدة لعسكرة المنشآت النفطية الوطنية في ليبيا".

وقالت المؤسسة أيضاً إن الإيرادات ارتفعت لأكثر من 1.5 مليار دولار في مارس/آذار الماضي، بزيادة بلغت 20٪ عن الشهر السابق، لكن القتال بين الفصائل المتناحرة يشكل خطراً كبيراً على الإنتاج.

وقال رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله "الأعمال العدائية التي اندلعت مؤخراً تشكل خطراً على عملياتنا، وتهدد كلا من الإنتاج والاقتصاد الوطني".

من جهة أخرى، نقلت مصادر في حكومة الوفاق الوطني، لوسائل إعلام محلية، خبر رسو ثلاث قطع بحرية، الخميس، في ميناء راس لانوف، إحداها تحمل العلم الفرنسي.

وتحدثت المصادر عن أن القطع البحرية أنزلت زوارق حربية وأسلحة هجومية، تحت إشراف قائد القوات البحرية لقوات خليفة حفتر.

NOC condemns militarization of oil facilities National Oil Corporation (NOC) strongly condemns the militarization of...

Posted by ‎المؤسسة الوطنية للنفط National Oil Corporation‎ on Saturday, 27 April 2019

الخلفيات والدوافع: تسيطر قوات حفتر على المواني النفطية والحقول النفطية في البلاد، لكن من الناحية العملية تُدير المؤسسة الوطنية للنفط هذه الحقول والمواني، لأن المشترين الأجانب يريدون التعامل مع المؤسسة التي يعرفونها منذ عشرات السنين، حسب وكالة رويترز.

ويقع مقر المؤسسة في طرابلس، وقد سعت للبقاء بعيداً عن الصراع بين الحكومتين لتتعامل مع صادرات النفط والغاز التي تمثل شريان الحياة في ليبيا.

وتسلم المؤسسة عائدات التصدير لبنك طرابلس المركزي الذي يعمل بشكل أساسي مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج المعترف بها دولياً، غير أن البنك يدفع أيضاً رواتب بعض موظفي الحكومة في شرق ليبيا الذي تسيطر عليه قوات حفتر.

ويتحالف خليفة حفتر مع حكومة موازية شرق البلاد، أنشأت شركة نفط خاصة بها، وسعت مراراً إلى السيطرة على صادرات النفط من المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.

بين السطور: قال المحلل الجيوسياسي ريكاردو فابياني إنه بالنسبة إلى حفتر تعد السيطرة على النفط "أداة يمكن أن يستخدمها ليعطي دفعة لشرعيته. بإمكانه الذهاب إلى المجتمع الدولي وإلى الغرب بالخصوص، ليقول لهم إنه يسيطر على النفط".

وأضاف فابياني أن حفتر إن تسنى له ذلك فسيتمكن من تقديم نفسه على أنه "الشخص القادر على إرساء النظام والاستقرار لقطاع النفط، وأنه لن يحاول بيعه بشكل مستقل".

السيطرة على مواني النفط، قد تمكّن حفتر مستقبلاً من تخطي الأزمة المالية التي يعاني منها. في هذا الصدد، قالت كبيرة الباحثين في مجموعة الأزمات الدولية كلوديا جاتسيني "تلوح أزمة مصرفية في الأفق قد تقوّض قدرات سلطات شرق ليبيا على تمويل نفسها في المستقبل القريب"، حسب وكالة رويترز.

ونقلت رويترز، أيضاً، عن دبلوماسي غربي قوله إن حفتر "ربما يحاول بيع الخام من الحقول النفطية والمرافئ بعيداً عن المؤسسة الوطنية للنفط"، وأضاف "إذا فشل الهجوم فربما يفعل حفتر ذلك في ظل شعوره بتشجيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب".

من جهته، أشار موقع بتروليوم إيكونوميست إلى أن سيطرة حفتر على أهم المنشآت النفطية، سيجعل مستقبل المشتقات النفطية في يديه وبالتالي مستقبل البلاد.

وأضاف الموقع أن المشهد غير بعيد عن العلاقات القوية بين حفتر وفرنسا، ففرنسا حاضرة بقوة في البلاد، وتدعم حفتر بشكل واضح، وتطمح للسيطرة على سوق النفط بشكل كامل، كما أن حفتر من جهته يقدم لها خدمات أمنية في المقابل، كان آخرها محاربة قوات المعارضة المسلحة شمال تشاد، التي تحارب الجيش والرئيس التشاديين المدعومين من فرنسا أيضاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً