تحمل خفافيش الثمار فيروس "نيباه" بداخلها، ومن خلال امتزاج فضلاتها بالأطعمة أو الاحتكاك بالحيوانات الوسيطة والبشر في مكان واحد قد يتحور ويصبح وباء جديداً  (CraigRJD/Getty Images)
تابعنا

بعد أن داهم العالم وباء كورونا وأدت تداعياته إلى تغييرات كبرى تعاني منها جميع البلدان، حذرّت منظمة الصحة العالمية من احتمال تفشي جائحة جديدة قد يسببها فيروس نيباه NiV.

جاء ذلك في صحيفة الغارديان البريطانية، التي لفتت إلى خطورته في حال تحول إلى وباء في المستقبل، إذ تتراوح نسبة وفياته من 40 إلى 75%، وهي نسبة مرتفعة جداً، بالإضافة إلى سرعة انتشاره إذ قد تصل فترة حضانته إلى 45 يوماً دون ظهور أي أعراض على المصاب.

ما سبب تحذير المنظمة؟

لم يحدث ما يستدعي القلق حتى الآن، إلا أن فيروس "نيباه" يمثل تهديداً قادماً مثلما اعتُبر فيروس كورونا تهديداً بعيداً منذ سنوات.

لهذا السبب تستعرض منظمة الصحة العالمية كل عام قائمة بالأمراض التي من المحتمل أن تتحول إلى أوبئة، وذلك لتقرير أولوية البحث والتمويل خلال فترة زمنية كافية قبل تفشّيها، ليكون العالم جاهزاً لاحتوائها لاحقاً.

وفي القائمة التي نشرتها هذا العام، وضعت الصحة العالمية فيروس "نيباه" ضمن الأمراض العشرة الأولى في هذه القائمة، بحسب شبكة BBC الإخبارية.

مدى الخطورة

سوبابورن واشارابلوسادي، مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي في بانكوك، أعربت عن قلقها الشديد من فيروس "نيباه" وفقاً للمعلومات التي جمعتها عنه مع فريقها البحثي ضمن مشروع "بريديكت"، المبادرة العالمية للكشف عن الأمراض التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر، مثل كورونا.

وقالت واشارابلوسادي: "فيروس نيباه يعد مصدر قلق كبير لأنه ليس له علاج، ومعدل وفياته مرتفع يصل إلى 75%، بحسب المنطقة التي يتفشى فيها".

تنتقل العدوى بهذا الفيروس عن طريق الملامسة المباشرة أو عبر تناول مأكولات ملوثة به خاصة الفاكهة أو الخضراوات غير المغسولة جيداً.

ويسبب الفيروس متلازمة تنفسية حادة، وتنكشف أعراضه في التهاب الحلق وآلام الجسم والإعياء والتهاب الدماغ، الذي يؤدي إلى نوبات تشنج تنتهي بالوفاة.

كيف ينتقل فيروس نيباه؟

تحمل خفافيش الثمار الفيروس بداخلها، وفي المناطق التي يحدث فيها احتكاك مباشر بينها وبين الحيوانات والبشر ترتفع احتمالية تحوله إلى وباء.

من بين هذه المناطق التي تصنف "عالية الخطورة" سوق باتامبانغ في كمبوديا، إذ يقول عنها رئيس وحدة علم الفيروسات فيسنا ديونغ: "يمشي الناس والكلاب الضالة تحت هذه الأشجار المملوءة بالخفافيش ويتعرضون لمخلفاتها يومياً".

وتابع ديونغ: "إن هذا النوع من التعرُّض للخفافيش قد يتيح للفيروس فرصة التحور، ليصيب البشر ويسبب جائحة"، بحسب تصريحه لـBBC Future .

وقد انتشر فيروس نيباه في الماضي مرتين لكن بشكل محدود، في ماليزيا عام 1998 وراح ضحيته 100 شخص، كما سجلت 11 حالة لتفشي الفيروس في بنغلاديش بالهند من عام 2001 حتى 2011، وأسفرت عن إصابة 196 شخصاً مات منهم 150.

وما تزال هناك عديد من الأسئلة تواجه العلماء والباحثين في محاولتهم فهم فيروس نيباه وإيجاد علاج له، حتى يمكن مواجهته إذا تحول إلى وباء في المستقبل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً