جنود بجوار دبابة ليوبارد 2 تابعة للقوات المسلحة الألمانية أثناء مشاركتهم في تدريب / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء بقرار ألمانيا تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2، قائلاً إنها ستساعد كييف على الدفاع عن نفسها والانتصار كدولة مستقلة.

من جانبه أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز الأربعاء، أن ألمانيا تفعل ما هو "ضروري" لدعم أوكرانيا من خلال الموافقة على إرسال دبابات ليوبارد 2 لكنها تريد منع "تصعيد" النزاع الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

في المقابل، ندد السفير الروسي في ألمانيا الأربعاء بقرار برلين تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا. وقال على حساب سفارته على تليغرام "إنه قرار خطير للغاية من شأنه أن ينقل النزاع إلى مستوى جديد من المواجهة".

وأضاف أن "ذلك يجعلنا نقتنع من جديد بأن ألمانيا، مثل أقرب حلفائها، لا تريد حلاً دبلوماسياً للأزمة الأوكرانية، وتريد تصعيداً دائماً". كما اتهم السفير الروسي برلين بأنها بتسليم الدبابات "عادت عن تعهداتها التاريخية" المرتبطة "بجرائم النازية" خلال الحرب العالمية الثانية.

وألمح السفير الروسي في البيان إلى أن الدبابات الألمانية استخدمت في فترة الحرب العالمية الثانية، وكان يجري تمييزها بوجود الصليب النازي المعقوف.

وأشار أيضاً إلى أن قرار إرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، جاء قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية لنهاية الحرب العالمية الثانية.

وأردف: "القرار يدمر بقايا الثقة المتبادلة (بين موسكو وبرلين) ويسبب ضرراً لا يمكن إصلاحه للحالة المؤسفة بالفعل للعلاقات الروسية الألمانية، ويدعو إلى التشكيك في إمكانية تطبيعها في المستقبل".

وفي وقت سابق، أعلنت ألمانيا عزمها إرسال 14 دبابة قتالية من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، وقال متحدث الحكومة ستيفن هيبيستريت في بيان، إن الخطوة "جرى اتخاذها بالتنسيق مع الشركاء الدوليين"، مضيفاً أن هدفها "تشكيل سريع لكتيبتين من الدبابات لأوكرانيا بينها دبابات ليوبارد 2".

وأوضح هيبيستريت أن ألمانيا ستسمح أيضاً لحلفائها بتصدير دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.

وكانت كييف ناشدت تسليمها دبابات ليوبارد 2 الألمانية، إلا أن الحصول عليها حتى من الدول التي تمتلكها (بينها بولندا وفنلندا) يتطلب موافقة برلين.

وفي وقت سابق، قالت الرئاسة الروسية "الكرملين" إن "تقديم الغرب دبابات لأوكرانيا لن يغير شيئاً على الأرض، ولن يوقف روسيا حتى تحقيق أهدافها".

وتخشى دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن تتسبب بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا بتصعيد وتيرة الصراع، وتحوله إلى حرب مع روسيا.

وتتميز ليوبارد 2 بحماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.

فضلاً عن احتوائها على أنظمة تبريد بمقصورة الطاقم، ومولد طاقة إضافي، وهاتف يسمح للطاقم بالاتصال الخارجي.

استمرار القتال

ميدانياً أكدت كييف، الأربعاء، انسحاب قواتها من سوليدار بعد أسبوعين تقريباً من إعلان روسيا استيلاءها على المدينة الواقعة بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وقال سيرغي تشيريفاتي، متحدث المجموعة الشرقية للجيش الأوكراني، لهيئة الإذاعة العامة، جرى اتخاذ القرار بهدف "إنقاذ حياة الأفراد بعد أن أنجزت قواتنا مهمتها الرئيسية في المدينة".

وأوضح المسؤول الأوكراني قائلاً: "لقد منعنا العدو من اختراق قواتنا بشكل منهجي في اتجاه دونيتسك". و أشار تشيريفاتي إلى أنه "لم يجرِ القبض على أي جندي أوكراني في المنطقة في إطار جهود القوات الرامية إلى تجنب الحصار".

وأضاف: "هذه حرب.. كل قائد عسكري يفكر فيما هو أفضل لقواته"، واستدرك قائلاً: "على عكس روسيا، فإن أوكرانيا لا تلقي بمقاتليها في المجزرة".

وحول تكتيكات الحرب، أفاد تشريفاتي: "نحاول المناورة، والتهرب أحياناً من المواجهة وتبادل إطلاق النار بهدف إرهاق العدو قدر الإمكان".

من جانبه، قال دينيس بوشيلين. حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية، الأربعاء، إن وحدات فاغنر العسكرية الخاصة تتقدم في بلدة باخموت، فيما يدور القتال في أحياء سكنية كانت تحت سيطرة أوكرانيا.

ولم يتسن لرويترز التحقق مما قاله بوشيلين الذي نصبته روسيا حاكماً للمنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عنه قوله "الوحدات، بالتحديد وحدات فاغنر، تتقدم في أرتيوموفسك (الاسم الروسي لبلدة باخموت) نفسها".

وأضاف: "القتال يجري بالفعل على المشارف وفي الأحياء التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة العدو".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً