مع سريان وقف إطلاق النار عادت أعداد كبيرة من العائلات النازحة إلى مناطق سكنها وأعادت نصب خيام النزوح المهترئة على أنقاض منازلها المدمرة في ظروف إنسانية صعبة / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأضافت الوكالة الأممية في بيان: "ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص نزحوا في غزة بسبب الحرب، واضطر عديد منهم إلى العيش في ملاجئ مؤقتة، مثل تلك الموجودة في منطقة المواصي جنوب غربي (قطاع) غزة".

وذكرت أن معظم المنازل إمَّا دُمِّرت بالكامل وإما أصبحت غير صالحة للسكن، وأوضحت أن "إعادة بناء البنية التحتية والعودة للحياة الطبيعية ومعالجة الصدمة في القطاع ستستغرق سنوات".

كما أعربت الوكالة الأممية عن "قلقها إزاء الوضع الإنساني المزري في غزة، خصوصاً شمال القطاع".

وأشارت المنظمة أيضاً إلى أنه "بمجرد سريان وقف إطلاق النار، عملت فرق أونروا بلا توقف لبدء توزيع المساعدات الغذائية في شمال غزة".

ولفتت إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون بين الأنقاض التي خلَّفتها أشهُر من القصف الإسرائيلي المكثف في "احتياج ماسٍّ إلى مساعدات منقذة للحياة".

وعلى مدار أكثر من 15 شهراً من الإبادة الجماعية، تعرض نحو 88% من البنى التحتية في القطاع، بما يشمل المنازل والمستشفيات والشوارع، للتدمير، وفق آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ومع سريان وقف إطلاق النار، عادت أعداد كبيرة من العائلات النازحة إلى مناطق سكنها وأعادت نصب خيام النزوح المهترئة على أنقاض منازلها المدمرة في ظروف إنسانية صعبة وسط دمار شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء إلى جانب الدمار الذي طال المنشآت الحيوية والخدماتية.

في سياق متصل، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إن "مليون طفل في قطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار" الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين طوال نحو 16 شهراً.

جاء ذلك، في جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت الخميس، بشأن وضع الأطفال في غزة بناءً على طلب روسي.

وفي حديثه عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة قال فليتشر: "على مدار 15 شهراً في غزة، قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد".

وأضاف: "وفق التقديرات، هناك أكثر من 17 ألف طفل في غزة يعيشون بعيداً عن أهاليهم".

وذكر أن نحو 150 ألف امرأة حامل وأم جديدة بحاجة ماسة إلى خدمات صحية، وأن بعض المواليد يموتون مع أمهاتهم في أثناء الولادة قبل أن يلتقطوا أنفاسهم الأولى.

وأوضح أن الأطفال في غزة يفقدون مدارسهم وتعليمهم، وأن المصابين منهم بأمراض مزمنة يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.

وتابع: "عقب وقف إطلاق النار في غزة، حسَّنت الأمم المتحدة أنشطتها بصورة كبيرة، حيث أصبحت المساعدات الإنسانية متاحة الآن بأمان ودون عوائق".

وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً