وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الأحد عن استشهاد مُسن فلسطيني(70 عاماً)، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
ونفذت الطائرات الإسرائيلية المسيّرة مساء أمس السبت، غارتين على مدينة جنين شمالي الضفة، مما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين. واستهدفت الغارة الأولى دراجة نارية، مما أدى إلى استشهاد فلسطيني، كما استُشهد في الغارة الأخرى مجموعة من الشبان بالحي الشرقي في المدينة، ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين -بينهم طفل- وممرض وإصابة آخرين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" باستشهاد الطفل أحمد عبد الحليم السعدي (14 عاماً)، وإصابة مواطنين آخرين مساء السبت، جراء قصف طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي، الحي الشرقي من مدينة جنين.
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعرضت في وقت مبكر اليوم الأحد لإطلاق نار خلال اقتحامها مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال شرقي الضفة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية منعت طواقمه من إسعاف مريض في مخيم الفارعة، كما أجبرت قوات الاحتلال عائلات فلسطينية على النزوح من منازلهم بمنطقة الجبل في بلدة طمون.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات إسرائيلية احتجزت شابين على مدخل بلدة الفندق شرق قلقيلية، واعتقلت ثالثاً بعد اقتحام منزله في بلدة عتيل شمالي طولكرم، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة اللبن الشرقية جنوبي نابلس، وأطلقت قنابل الصوت والغاز باتجاه المنازل، حسب المصادر نفسها. وشملت الاقتحامات أيضاً قرى وبلدات في مدينة رام الله وسط الضفة.
وفي جنوبي الضفة، أُصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها منطقة جبل أبو رمان في الخليل، وشملت الاقتحامات مدينة حلحول وبلدة صوريف شمالي الخليل.
وبالتوازي مع الاقتحامات، أحرق مستوطنون مساء أمس السبت، مسجد قرية عرب المليحات في المعرجات شمال غرب مدينة أريحا، وفق ما أكدته منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، كما هاجم مستوطنون منزلاً في منطقة خربة الطوبة بمسافر يطا في الخليل، وفق مصادر فلسطينية.
عدوان مستمر على طولكرم
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت مساء السبت، تفجير وهدم المزيد من المنازل في مخيم طولكرم، في إطار عدوانها المتواصل عليه وعلى المدينة لليوم السابع.
ونقلت عن شهود عيان من المخيم، أن قوات الاحتلال صعّدت من عمليات تفجير المنازل في الحارات الداخلية للمخيم، وزادت وتيرتها مع استقدامها جرافة من النوع الثقيل (D10)، كما هدمت منازل أخرى وعدة محال تجارية في حارتي السوالمة والحمام، وسوّتها بالأرض.
وأضافت أن قوات الاحتلال دَهَمت عشرات المنازل ودمرت محتوياتها، وأحدثت فتحات في جدرانها لاقتحام المنازل الملاصقة لها، وبثت حالة من الخوف والذعر في صفوف سكانها، وبخاصة الأطفال وكبار السن والنساء، وأجبرتهم على مغادرتها تحت تهديد السلاح.
كما واصلت قوات الاحتلال الاستيلاء على المباني العالية داخل المخيم ومحيطه، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، تزامناً مع انتشار واسع لفرق المشاة بين المنازل والأزقة.
وفي وقت سابق السبت، استُشهد وحيد عمر وحيد ماضي "صباغ" (51 عاماً) متأثراً بإصابته الحرجة في الصدر برصاص قناص تابع للاحتلال في حارة قاقون بالمخيم.
وتواصَل نزوح مزيد من العائلات من منازلها قسراً من مختلف حارات المخيم، بعد أن أجبرتها قوات الاحتلال على مغادرتها، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي خلفها العدوان المتواصل على المخيم، الذي تسبب في تدمير كامل البنية التحتية وانقطاع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وإنترنت واتصالات، وما رافقه من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، حسب "وفا"، عدداً من المواطنين من المخيم وضاحية ذنابة المجاورة له.
وما زالت قوات الاحتلال تحاصر مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي بمدينة طولكرم، وتستولي على المباني المحيطة بهما، وتعرقل عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، كما تواصل الاستيلاء على المباني التجارية والسكنية وسط المدينة والأحياء الغربية والشرقية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.
وينتشر جنود الاحتلال المشاة في مختلف أحياء المدينة، ويدهَمون منازل المواطنين، وسط عمليات تفتيش بين المنازل والأزقة، ووقف المركبات والمواطنين والتدقيق في هوياتهم، والتنكيل بهم .
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على مدينة ومخيم جنين وبلدات أخرى في المحافظة، أدى إلى استشهاد 20 فلسطينياً حتى مساء السبت، فيما وسع عدوانه الاثنين الماضي ليشمل مدينة طولكرم، التي استشهد فيها 3 فلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد نحو 900 فلسطيني، وإصابة قرابة 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.