لم يكتف جاكوبس بنيل ذهبية 100م، بل لعب دوراً أساسياً في حصول إيطاليا وللمرة الأولى في تاريخها على ذهبية التتابع 4 مرات 100م (Kai Pfaffenbach/Reuters)
تابعنا

حققت إيطاليا أفضل نتيجة لها في تاريخ الألعاب الأولمبية بحصدها 40 ميدالية، بينها 10 ذهبيات، وذلك بفضل مجموعة من الرياضيين من خلفيات متنوعة، على رأسهم نجم البلاد الجديد العداء لامونت مارسيل جاكوبس المولود في تكساس والذي حقق مفاجأة مدوية بإحرازه ذهبية سباق 100م، الأمر الذي أعاد الجدل حول قانون التجنيس في البلاد.

وكان والد جاكوبس عسكرياً أمريكياً مقرّه في فيتشنزا الإيطالية حيث التقى زوجته. سرعان ما انتقل جاكوبس للعيش في إيطاليا بعمر السنتين في كنف والدته، ويعترف بأنه يواجه حتى صعوبة في التحدث باللغة الإنجليزية.

ولم يكتف جاكوبس بنيل ذهبية 100م، بل لعب دوراً أساسياً في حصول إيطاليا وللمرة الأولى في تاريخها على ذهبية التتابع 4 مرات 100م.

وانتصار جابوكس ساهم في اندلاع الجدل من جديد بعدما تذمّر رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية جوفاني مالاغو من الصداع البيروقراطي الذي يواجهه الرياضيون المولودون في إيطاليا، والذين يريدون التنافس تحت علم البلاد لكنهم لم يحصلوا على الجنسية.

وفي ظل المسار الحالي للحصول على الجنسية، تُعَدُ إيطاليا دولة صعبة المراس مقارنة بجاراتها في القارة الأوروبية، إذ تستند في منح الجنسية إلى روابط الدم بدلاً من استنادها إلى مكان ولادة الأطفال أو ما يعرف بـ"يوس سولي" أي "حق الأرض".

ويجب أن ينتظر الأطفال المولودون في إيطاليا لأبوين أجنبيين الاحتفال بميلادهم الثامن عشر قبل التقدم بطلب الحصول على الجنسية، لتبدأ بعدها عملية شاقة يمكن أن تستغرق أربعة أعوام.

وبعدما قالت وزيرة الداخلية لوسيانا لامورغيزي إن ما صدر عن مالاغو في مكانه، ردّ زعيم اليمين المتطرف ماتيو سالفيني، رئيس حزب ليغا الشعبوي، بأنه من الأفضل للوزيرة مراقبة حدود الدولة عوضاً عن منح الجنسية على أساس "يوس سولي".

وربط اليمين المتطرف الجدل حول الجنسية بأزمة المهاجرين المستمرة التي شهدت هذا العام وصول 31777 مهاجراً إلى سواحل البلاد، أي أكثر من ضعف الرقم خلال الفترة نفسها من العام الماضي وفقاً لأرقام وزارة الداخلية.

وقالت لامورغيزي لصحيفة "لا ستامبا" الثلاثاء: "أعتقد أن الشيء المهم هو أنه بالنسبة إلى هؤلاء الأطفال يجب أن نفكر في الاندماج الاجتماعي"، مشيرة إلى أن القضية تجاوزت مسألة الرياضيين الشباب في إيطاليا، وتابعت: "يجب أن يشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع".

"إيطالية بالكامل"

هناك طرق مختلفة للحصول على الجنسية في إيطاليا، فجاكوبس نالها من خلال والدته الإيطالية على الرغم من ولادته في الولايات المتحدة لأب أمريكي.

لكن الأمر الأكثر تعقيداً هو عملية تجنيس أطفال لوالدين أجنبيين، والمثال على ذلك لاعبة القفز بالزانة غرايت ناتشي، ابنة الـ17 عاماً التي ولدت في تورينو لأبوين نيجيريين.

بعدما حطمت الأرقام القياسية طوال فترة مراهقتها، فازت مؤخراً بلقب الناشئات محققة أفضل رقم شخصي بعدما قفزت 4.01 م في فبراير/شباط.

لكن أرقامها غير معترَف بها من قبل الدولة لأنها ليست إيطالية من الناحية الفنية، ولا يمكنها التنافس باسم إيطاليا في المسابقات الدولية.

وقالت ناتشي لصحيفة "لا ستامبا" الثلاثاء: "على الرغم من كوني إيطالية بالكامل، فإنني لا أستطيع تمثيل بلادي في الرياضة. أنا بطلة إيطالية لكن لا يمكنني إظهار ذلك خارج الحدود".

وتقدر وكالة الإحصاء الوطنية الإيطالية "إيستات" أن هناك نحو 800 ألف قاصر في إيطاليا سيحصلون على الجنسية الإيطالية إذا تم تبني "يوس سولي"، في حين أن نحو 60 ألف مولود جديد سنوياً سيصبحون إيطاليين بشكل تلقائي.

ووفقاً للجنة الأولمبية الإيطالية، فإن 46 من رياضييها الذين شاركوا في أولمبياد طوكيو هذا الصيف ولدوا خارج البلاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً