توجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إلى أنغولا في بداية جولة إفريقية تشمل توغو ونيجيريا خلال الفترة بين 17 و20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ووصف الرئيس التركي العلاقات التي تربط بلاده بالدول الإفريقية بأنّها استراتيجية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي في إسطنبول قبيل انطلاقه في جولته الإفريقية.
وقال أردوغان: "تبرز تركيا شريكاً استراتيجياً للدول الإفريقية مع تجاوز حجم تجارتنا 25 مليار دولار بنهاية 2020".
وأكّد أن علاقة أنقرة بالدول الإفريقية تقف على أساس مبدأ "الربح للجميع"، وأردف: "لسنا كغيرنا ممّن يُجري العلاقات على أسس استعمارية مثل التي تتبعها بعض الجهات".
وأشار الرئيس التركي إلى أنه أجرى 38 زيارة إلى 28 دولة إفريقية حتى اليوم رئيساً للوزراء ورئيساً للجمهورية التركية.
زيارة خاصة إلى توغو وأنغولا
وعن زيارته إلى توغو وأنغولا أكّد الرئيس التركي أنها تتمتع بأهمية خاصة كونها الأولى رسمياً على مستوى رئاسة الجمهورية.
وبشأن أنغولا، أولى محطات زيارته، أكّد أردوغان أنّها ستكون بمثابة مرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين، لا سيما أنّها تأتي بعد 3 أشهر من زيارة نظيره الأنغولي جواو لورنسو لتركيا.
وحول برنامج الزيارة أشار أردوغان إلى أنّه سيلقي خطاباً في البرلمان الأنغولي، ثم يرأس مع نظيره لورنسو اجتماع منتدى الأعمال بين البلدين.
كما سيبحث مع الرئيس الأنغولي العلاقات الثنائية وعلى رأسها اتخاذ خطوات مهمة في مجالَي الدفاع والأمن.
وبخصوص المحطة الثانية توغو أفاد الرئيس التركي بأنّ سفارة بلاده في العاصمة لومي بدأت أعمالها في الأول من أبريل/نيسان الماضي، ليرتفع عدد سفارات تركيا في إفريقيا إلى 43.
وبيّن أنه سيبحث مع نظيره التوغولي فور غناسينغبي سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
كما أشار الرئيس التركي إلى أنه سيلتقي في توغو رئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابوري، ورئيس ليبيريا، جورج ويا، على مأدبة عمل برعاية رئاسة جمهورية توغو، إلى جانب لقاءات ثنائية مع كل منهما.
أما عن زيارته نيجيريا، المحطة الثالثة والأخيرة في جولته، فأشار إلى أنها مهمة لبلد عضو في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" ومجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية "D-8".
وسيبحث أردوغان مع المسؤولين النيجيريين سبل تطوير العلاقات، مبيناً أنّ نيجيريا أكبر شريك تجاري لتركيا في منطقة "إفريقيا جنوب الصحراء" بوصول حجم التجارة العام الماضي بين البلدين إلى مليارَي دولار.
ولفت إلى أنّ بلاده تهدف إلى رفع حجم التجارة إلى 5 مليارات دولار في المرحلة القادمة، مع الإشارة إلى وجود تعاون عسكري بين البلدين في مجالات الصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب.
نظرة تركيا نحو القارة السمراء الواعدة
وأشار أردوغان إلى أنّ مدينة إسطنبول تستضيف في 21 و22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري منتدى الأعمال التركي-الإفريقي الثالث، وتستضيف في 17و18 ديسمبر/كانون الأول القمة التركية-الإفريقية المشتركة.
وقال الرئيس التركي: "أنا على ثقة بأنّ دور القارة الإفريقية سيكون بارزاً على الساحة الدولية في القرن الواحد والعشرين، ولهذا نريد المضي قدماً بعلاقاتنا معها على أساس الربح المتبادل والشراكة المتساوية".
وشدّد أردوغان على أنّ بلاده تواصل تعزيز التقارب مع القارة الإفريقية في كل المجالات.
وتابع: "لا ننظر أبداً إلى علاقات التعاون مع الدول الإفريقية على أنها قصيرة الأمد وفي خدمة مصالحنا".
كما أشار الرئيس التركي إلى تقديم بلاده معدّات ومستلزمات طبية لـ159 دولة و12 مؤسسة دولية من أجل مساعدتها في مكافحة وباء كورونا.
وجدّد أردوغان تعهّد تركيا ببذل ما بوسعها لتقديم لقاحها المحلّي "توركوفاك" دعماً لكل الدول التي هي بحاجة إلى اللقاحات، عند جاهزيته.
ويرافق الرئيس التركي في زيارته إلى أنغولا وزراء الخارجية مولود جاوش أوغلو، والدفاع خلوصي أقار، والتجارة محمد موش، والطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون.
وكان في مقدمة مودّعي أردوغان في مطار أتاتورك بإسطنبول نائبه فؤاد أوقطاي ووالي إسطنبول علي يرلي قايا.
