مصر كانت تطالب بحصة سنوية لا تقل عن 40 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق، فيما دفعت إثيوبيا من أجل تقليص الحصة إلى 31 مليار متر مكعب (Reuters)
تابعنا

بعد سنوات من تعثّر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول مشروع سد النهضة الإثيوبي، طالبت مصر بوساطة أمريكية، تكثّفت خلال الشهر الماضي، الذي شهد جولات تفاوض في 13-15 يناير/كانون الثاني، و28-31 يناير/كانون الثاني، و12-13 فبراير/شباط، دون أن يعلن عن أي اتفاق.

وبالتوازي مع زيارة لوزير الخارجية الأمريكي إلى أديس أبابا هذا الأسبوع، راجت أنباء عن تقديم واشنطن مسودة اتفاق للأطراف الثلاثة، تركز خصوصاً على الخلاف الأساسي المتمثل في حصة مصر (ومعها السودان) السنوية من صبيب النيل الأزرق.

وتبدو المسودة التي سُربت تفاصيلها خطوة أمريكية متسرعة، تتجاهل تاريخاً طويلاً من الخلاف بين مصر وإثيوبيا بالأساس، وتتطلب تنازلات حقيقية من الطرفين، فهل تنجح واشنطن في مساعيها هذه؟

بومبيو في أديس أبابا

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي يزور إثيوبيا الثلاثاء، إن أطراف أزمة سد النهضة الأثيوبي تقترب من التوصل إلى اتفاق.

وأوضح أن "الرئيس دونالد ترمب جعل من العمل مع الدول الثلاث المعنية (مصر والسودان وإثيوبيا) أولوية، والحصول على نتيجة منها، وأن نتوسط"، وفق ما نقلته قناة الحرة الأمريكية.

وأضاف بومبيو: "يبقى أمامنا كثير من العمل، لكني متفائل أنه بإمكاننا التوصل إلى حل في الأشهر المقبلة"، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد أن "هدف الولايات المتحدة وأعتقد هدف القيادات الإثيوبية والمصرية والسودانية، هو التوصل إلى حل وسط يعود بالفائدة على الدول الثلاث".

وقال بومبيو إن "مهمتنا عدم فرض حل عليهم، بل جعل الدول الثلاث تلتئم معاً، ونحن نراقب ونرى أن كل دولة تهتم بهواجس الدولتين الأخريين".

تفاصيل مسربة لمسودة الاتفاق

نقل موقع مدى مصر عن مصادر خاصة قريبة من محادثات سد النهضة، قولها إن مصر والسودان وإثيوبيا تسلمت مسودة اتفاق مقترح من واشنطن، التي أمهلت الأطراف ثلاثة أيام لدراستها والتعليق عليها.

وتركز المسودة حسب المصادر ذاتها، على "تجاوز الخلافات بشأن حصة المياه السنوية التي تصل إلى دولتي السودان ومصر"، إذ كانت مصر تطالب بحصة سنوية لا تقل عن 40 مليار متر مكعب سنوياً من مياه النيل الأزرق، فيما دفعت إثيوبيا من أجل تقليص الحصة إلى 31 مليار متر مكعب.

وحسب المسودة فإن الولايات المتحدة تضغط في الوقت الراهن على مصر وإثيوبيا للتنازل عن شروطهما، والموافقة على حصة سنوية لمصر قدرها 37 مليار متر مكعب من النيل الأزرق.

ويتطلب التوصل إلى هذا الاتفاق تنازلاً كبيراً من جهتي مصر وإثيوبيا، وفي حال وافقت الأطراف عليه، فستقوم مجموعات عمل من الولايات المتحدة والبنك الدولي "بوضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة التي ستخضع لمراجعة نهائية من جانب وزراء الخارجية والري قبل الاحتفال الكبير الذي يأمل ترمب أن يُقام في واشنطن"، حسب ما نقله موقع "مدى مصر" عن مصدره.

ضغط أمريكي باتجاه اتفاق متسرع؟

تمارس واشنطن ضغوطاً على مصر وإثيوبيا، من أجل أن يخرج اتفاق في أسرع وقت، في حين وجدت مصر نفسها في "موقف تفاوضي ضعيف مع قليل من الدعم الخارجي، وتحت ضغط للموافقة على صفقة أقل مما ترغب"، حسب تصريحات مسؤولين مصريين لمدى مصر.

من جهة أخرى قال الباحث المختص في الشؤون الإثيوبية آديسو لاشيتو، إن على إثيوبيا ومصر والسودان أن تتخلص من اتفاق أمريكي متسرع، وبرر ذلك بالقول إن مشكلته الأساسية أنه سيكون مخرجاً لمسار مفاوضات متسرع، ما قد يحدث مخاطر مستقبلية لم تكن في الحسبان.

وفي ورقة نشرها مركز بروكينغز للأبحاث، أشار الباحث إلى أن أكبر منابع الخطر يكمن في عدم وجود آلية مستقلة تقبلها كل الأطراف لمراقبة وفرض الاتفاق، بالإضافة إلى التزام اتفاق لا يشمل خيارات خروج في سياق تعمه الريبة، لا بد أن يوصل إلى نفق مسدود في المستقبل.

بومبيو: يبقى أمامنا كثير من العمل، لكني متفائل أنه بإمكاننا التوصل إلى حل في الأشهر المقبلة (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً