تعتبر معسكرات اليرموك وحمزة والتكبالي من أهم المناطق التي سيطرت عليها قوات الحكومة الليبية (AP)
تابعنا

سيطر الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية، على جميع المعسكرات الاستراتيجية بالعاصمة طرابلس، التي تمثل نقاط ارتكاز سواء في الدفاع أو الهجوم.

وتأتي هذه السيطرة بعد اندلاع معارك شديدة خلال الأشهر الماضية، في عدة نقاط من بينها 3 معسكرات تم تحريرها في الفترة بين 22 و24 مايو/أيار الجاري.

وتمثل هذه المعسكرات الخمسة (اليرموك، حمزة، التكبالي، النقلية، بالإضافة إلى قيادة الأركان)، مفاتيح السيطرة على العاصمة، وبإحكام القوات الحكومية سيطرتها عليها، تكون قد أقفلت أبواب طرابلس في وجه الجنرال الانقلابي ومرتزقته.

معسكر اليرموك.. الأكبر والأهم

ويعتبر معسكر اليرموك أحد أكبر وأهم المعسكرات في طرابلس على الإطلاق، ويقع بمنطقة "خلة الفرجان" على طريق "صلاح الدين" الرابط بين منطقة قصر بن غشير ووسط العاصمة، حيث لا يبعد سوى 15 كلم عن قلب طرابلس.

وتكمن أهميته في أن عدة معسكرات تقع بالقرب منه إلى الجنوب باتجاه قصر بن غشير، تتمثل في الصواريخ، والشرطة العسكرية، وغريبيل (بمنطقة الخلة)، ومن الطبيعي أن تسقط المعسكرات القريبة منه بمجرد سقوطه.

وتمكنت القوات الحكومية من تحرير معسكر الصواريخ في 23 مايو 2020، الذي كان في قبضة مليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2019.

في المقابل، ثمة نقطة ضعف في معسكر اليرموك تتمثل بسهولة استهدافه بالمدفعية والصواريخ، لذلك يمثل الدفاع عنه مهمة مكلفة لأي طرف، حيث سقط فيه عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين في عمليات كر وفر، طيلة أشهر، ولم تتمكن القوات الحكومية من تثبيت سيطرتها عليه إلا في 24 مايو/أيار، بعد يومين من القتال.

وتسمح السيطرة على معسكر اليرموك للقوات الحكومية بالزحف نحو قصر بن غشير (بعد اقتحام معسكري الشرطة العسكرية وغريبيل)، وهي المواقع التي تمثل نقطة التمركز الرئيسية لمليشيات حفتر جنوبي طرابلس، والتي تضم مطار طرابلس القديم الذي بدأ الجيش الليبي بالتقدم نحوه منذ الثلاثاء.

وإذا وضعت القوات الحكومية يدها على قصر بن غشير والمطار القديم، فهذا يعني أنها نجحت في طرد مليشيات حفتر من العاصمة، حتى وإن بقيت بعض الجيوب في محوري عين زارة ووادي الربيع.

معسكر حمزة.. قاعدة رئيسية

أما المعسكر الثاني فهو معسكر حمزة الذي يقع بمنطقة "مشروع الهضبة"، على بُعد 15 كلم من وسط العاصمة، بموازاة معسكر اليرموك تقريباً، وكان يمثل قاعدة رئيسية لمليشيات حفتر المتقدمة نحو حي "أبو سليم"، أكبر أحياء طرابلس من حيث الكثافة السكانية.

وسيطرت عليه مليشيات حفتر منتصف ديسمبر/كانون الأول 2019، وتسبب توغلها في الأحياء المحاذية لـ"أبوسليم"، بوقوع العديد من القتلى في صفوف المدنيين، بل ووصل الأمر إلى قصف مستشفى الخضراء، الذي يعالج مصابي فيروس كورونا.

ورغم أن القوات الحكومية شنت عدة هجمات على محور "مشروع الهضبة" وسيطرت على عدة أجزاء منه، منذ إطلاقها عملية "عاصفة السلام" في 25 مارس/آذار الماضي، إلا أنها لم تتمكن من تحرير "معسكر حمزة" إلا في 23 مايو.

وبذلك تكون القوات الحكومية قد أكملت سيطرتها على منطقة "مشروع الهضبة"، بالإضافة إلى شارع "المطبات"، لينتقل القتال إلى منطقة "الخلاطات"، مما يسمح لسكان "أبوسليم" والأحياء المجاورة بالتخلص من تهديد المعارك لحياتهم.

معسكر التكبالي في قلب العاصمة

أما معسكر التكبالي فيعتبر الأقرب إلى قلب العاصمة، إذ لا يبعد عن قلعة "السراي الحمراء" التاريخية سوى 10 كلم، ويقع في منطقة "صلاح الدين"، التي تضم عدة مؤسسات حكومية، مثل مصلحة الجوازات والجنسية، وكلية الشرطة، وقسم البحث الجنائي، التي حررتها القوات الحكومية جميعها في 22 مايو/أيار.

وتعتبر هذه المنطقة حرجة جداً لوجودها بالقرب من أحياء سكنية ومناطق حكومية حساسة.

وأوقعت المعارك بحي "صلاح الدين" قتلى من المدنيين بعد استعمال مليشيات حفتر الأسلحة الثقيلة، كما اتهمها وزير الداخلية فتحي باشاغا، في أبريل/نيسان الماضي، باستعمال أسلحة كيماوية، استناداً إلى تقارير أولية.

ففي محور صلاح الدين، ألقى مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية بثقلهم في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، فمكّنهم ذلك من السيطرة على معسكر التكبالي والمناطق المجاورة رغم المقاومة الشرسة للقوات الحكومية.

لكن بعد وصول الدعم التركي تم وقف زحف مليشيات حفتر ومرتزقة "فاغنر"، واستعاد الجيش الليبي المعسكر مجدداً في 2 يناير/كانون الثاني 2020، ولم يكن واضحاً متى أعادت مليشيات حفتر السيطرة على "التكبالي" للمرة الثانية، غير أنه جرى إجبارها في 22 مايو/أيار على الانسحاب منه ومن كامل محور "صلاح الدين" إلى محور "اليرموك" ثم محور "الخلة"، على مسافة تتجاوز 8 كلم، تاركين خلفهم جثة مرتزق من "فاغنر".

وإلى جانب المعسكرات الاستراتيجية الثلاث، هناك معسكر "النقلية" بالإضافة إلى مقر قيادة الأركان، وهما اللذان لا يقلان أهمية عن باقي المعسكرات، وجرى استعادة السيطرة عليهما منذ أشهر، فمعسكر النقلية، الذي يقع على طريق المطار، يبعد 20 كلم عن وسط العاصمة، ورغم قربه من معاقل مليشيات حفتر في المطار القديم (5 كلم فقط) إلا أن الأخيرة لم تتمكن من السيطرة عليه إلا لفترات قصيرة، آخرها في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي لكن لساعات فقط.

ونظراً لحصانة هذا المعسكر، لجأت مليشيات حفتر إلى الالتفاف حوله والتقدم على طريق المطار نحو قلب طرابلس، وسيطرت على مقر رئاسة الأركان في 27 ديسمبر/كانون الأول، إلا أن عملياتها فشلت واستُعيد المقر في 2 يناير/كانون الثاني الماضي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً