روسيا تشنّ هجوماً على مجمع آزوفستال (Uncredited/AP)
تابعنا

شنت القوات الروسية، للمرة الأولى، هجوماً بالدبابات والمشاة على مصانع الصلب في آزوفستال، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول، فيما يستعدّ الأوروبيون لفرض حظر نفطي على روسيا الأربعاء.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها نجحت في إجلاء أكثر من مئة مدني من مصانع الفولاذ حيث لجأ عشرات منهم إلى الأقبية الضخمة في هذا المجمع الهائل للصناعات المعدنية وعاشوا جحيماً لأسابيع.

وفي بيان على الإنترنت مساء الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أُجلِيَ 156 مدنياً ووصلوا إلى زابوريجيا، المدينة التي تسيطر عليها أوكرانيا وتبعد 230 كيلومتراً شمال غرب ماريوبول.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريتشوك الثلاثاء إن من المقرر إجراء عملية إجلاء جديدة الأربعاء "إذا سمح الوضع الأمني"، لكن لا شيء يدلّ على أن الظروف ستسمح بتحقيق ذلك، لا سيما بعد إعلان القوات الروسية الثلاثاء هجومها الذي شنّته بعد أسابيع من القصف المكثَّف.

وقال نائب قائد كتيبة آزوف الأوكرانية سفياتوسلاف بالامار في تسجيل فيديو على تطبيق تليغرام، إن "هجوماً عنيفاً على أراضي آزوفستال جارٍ حالياً بدعم من آليات مدرعة ودبابات مع محاولات إنزال قوات بمساعدة قوارب وعدد كبير من جنود المشاة".

قُبيل ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات ومدفعية الجيش الروسي و"جمهورية دونيتسك الشعبية" الموالية لروسيا بدأت "تدمير" مواقع إطلاق النار "الأوكرانية".

"فقدنا الأمل"

وحتى الآن كانت القوات الروسية تقصف بالطائرات ومن البحر مصانع الصلب التي يعود تاريخ بناء أنفاقها إلى الحرب العالمية الثانية ولجأ إليها مقاتلون ومدنيون محرومون من الماء والغذاء والدواء، دون أن تحاول دخولها.

وصرّح رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو بأنه ما زال في آزوفستال نحو مئتَي شخص، وبدأ الذين أُجْلُوا يتحدثون عن "الجحيم" التي عاشوا فيها منذ أسابيع.

من جهته صرّح منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني، الذي شارك في عملية الإجلاء الثلاثاء: "أبلغني الذين سافرت معهم قصصاً فاجعة عن الجحيم التي مروا بها. أفكر في الأشخاص الذين ما زالوا محاصَرين، وسنبذل جهوداً قصوى لمساعدتهم".

"توقف إنساني"

من جانبه عبّر الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أمله في إعلان "مزيد من مهل التوقف الإنساني" للقتال على غرار تلك التي نُظّمَت بين روسيا وأوكرانيا وسمحت بإجلاء المدنيين من آزوفستال، دون تحديد مواقع محتمَلة.

وفي محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نظيره الروسي فلاديمير بوتين "السماح باستمرار عمليات الإجلاء".

من جهته دعا الرئيس الروسي حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى وقف تسليم كييف أسلحة. وفي اليوم نفسه أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 355 مليون يورو.

فيما يبدأ الاتحاد الأوروبي الأربعاء دراسة عقوبات جديدة ضد موسكو، بما في ذلك حظر على النفط والمنتجات البترولية التي تُشترى من روسيا. لكن هذا الإجراء ما زال يثير تحفظات دول في الاتحاد الأوروبي تعتمد كثيراً على الشحنات الروسية.

وتقترح المفوضية الأوروبية توقفاً تدريجياً للمشتريات الأوروبية خلال فترة تمتدّ بين ستة وثمانية أشهر حتى نهاية 2022 مع استثناء المجر وسلوفاكيا.

وقال مسؤول أوروبي إن هذين البلدين اللذين لا يطلّان على بحار ويعتمدان كلياً على عمليات التسليم عن طريق خط أنابيب دروجبا، يمكنهما مواصلة مشترياتهما من روسيا في 2023.

وأوضح دبلوماسيون مطّلعون على المناقشات التي تجريها المفوضية أن هذا الاستثناء يسبب مشكلة لأن بلغاريا وجمهورية التشيك تريدان أيضاً الاستفادة منه.

هجوم في الشرق

ميدانياً، واصلت القوات الروسية هجومها في شرق أوكرانيا، وقالت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت صواريخ في مناطق عدة من البلاد بينها كييف وأوديسا ودونيتسك ولفيف، بهدف "تدمير البنى التحتية للنقل في أوكرانيا".

وأضافت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الأربعاء أنه في منطقة دونيتسك وحدها حيث تركز روسيا هجومها منذ أيام، صُدّت 12 هجوماً روسياً في الساعات الـ24 الأخيرة.

وقُتل 21 مدنيا وأصيب 27 آخرون بجروح في منطقة دونيتسك الثلاثاء، في أكبر حصيلة يومية منذ الضربة على محطة كراماتورسك التي خلّفَت 57 قتيلاً، كما ذكر حاكم المنطقة، بافلو كيريلينكو، على تليغرام.

وسقط عشرة من هؤلاء القتلى في غارة على مصنع في أفدييفكا وخمسة في ليمان، إحدى النقاط الساخنة على خط المواجهة.

وفي الجنوب أصبحت مدينة أوديسا الكبيرة مرة أخرى هدفاً للصواريخ الروسية.

يخشى الأوكرانيون أن يكون هذا الميناء الرئيسي من بين أهداف موسكو، بخاصة بعدما أكّد جنرال روسي أن الهجوم في أوكرانيا يهدف إلى إنشاء ممرّ من روسيا عبر أوديسا إلى منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية في مولدافيا.

وعلى تطبيق تليغرام كتب أندريتش سادوفي رئيس بلدية هذه المدينة الكبيرة في غرب البلاد، المحرومة جزئياً من الكهرباء، أن الصواريخ دمرت مساء الثلاثاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء في لفيف.

أما دبلوماسياً، فستقاطع روسيا الأربعاء، في خطوة نادرة، اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي مع اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، مما يدلّ على تدهوُر أكبرَ في العلاقات بين موسكو وشركائها في الأمم المتحدة، حسب دبلوماسيين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً