وفي الضفة الغربية، شارك مئات الفلسطينيين في مدن رام الله والخليل وطوباس، أمس السبت، في المسيرات المنددة بالمجزرة، مساندة لقطاع غزة، وسط دعوات للإضراب اليوم الأحد.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات تعبِّر عن التضامن مع غزة وتدعو إلى الوحدة الوطنية "من رام الله تحية لغزة الأبية، وحدة وحدة وطنية".
من جهتها، أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية "الإضراب الشامل، اليوم الأحد"، يستثني المرافق الصحية والصيدليات.
كما أعلنت محافظة قلقيلية، في بيان، أن اليوم الأحد هو يوم إضراب عام وشامل، يشمل كل مناحي الحياة"، وذلك "انسجاماً" مع إعلان حركة فتح والقوى الوطنية الإضراب "غضباً واحتجاجاً على المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في المواصي وفي أرض قطاع غزة والضفة الغربية وفي الأراضي الفلسطينية المنكوبة كافة".
كما انتشرت دعوات شبابية على مواقع التواصل تدعو إلى الإضراب، الأحد، "حداداً على أرواح شهداء غزة وتنديداً بالمجزرة".
وأدى قصف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي، أمس السبت، إلى استشهاد 90 فلسطينيّاً، نصفهم أطفال، فضلًا عن 300 جريح، وفق إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
تنديدات عربية ومظاهرات
وعقب المجزرة، أدانت دول عربية، عبر بيانات منفصلة، صدرت عن وزارات الخارجية في السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عُمان ومصر والأردن.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية "إدانة المملكة بأشد العبارات واستنكارها استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وآخرها استهداف مخيمات النازحين بمواصي خان يونس".
وجددت السعودية مطالبتها بـ"الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية للمدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة"، كما طالبت بـ"تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية".
كما أدانت وزارة الخارجية القطرية المجزرة التي وصفتها بـ"الوحشية والمروعة"، معتبرةً أنها "حلقة جديدة من جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء".
وقالت إن "تكرار جرائم الاحتلال الشنيعة يثبت يوماً بعد يوم الحاجة الملحّة إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء هذا العدوان الغاشم فوراً وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
فيما أدانت الإمارات والكويت وسلطنة عُمان والأردن، في بيانات، الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين في خان يونس.
وفي المغرب، شارك مئات في وقفة احتجاجية بمدينة مكناس (شمال)، أمس السبت، تنديداً باستهداف إسرائيل المنطقة الآمنة، المكتظة بالنازحين.
وفي باكستان، تظاهر آلاف في العاصمة إسلام آباد، السبت، للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالب المحتجون في إسلام آباد حكومة بلادهم بإرسال مزيد من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.
كما طالب المتظاهرون حكومة بلادهم بإدراج اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضمن قائمة "الإرهابيين" في باكستان.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم أمريكي- حرباً مدمرة على غزة، خلّفت قرابة 127 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وعلى مدار الأشهر السابقة، طالب الجيش الإسرائيلي سكان مناطق مختلفة من القطاع بالتوجه إلى منطقة "المواصي" بدعوى أنها "إنسانية آمنة".
والمواصي منطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، وتمتد على طول الشريط الساحلي للبحر المتوسط، على مسافة 12 كيلومتراً، وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس، وحتى رفح جنوباً.
وتُواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرارَي مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراَ، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.