أردوغان يتوعد بردّ قاسٍ على أي انتهاك من النظام السوري للهدنة في إدلب (AFP)
تابعنا

بعد توصُل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، بدأت خروقات النظام السوري وداعميه للهدنة، الأمر الذي قد يقود المنطقة إلى انفجار آخر إن لم يُوضَع حدّ للأمر.

ودعا الرئيس التركي روسيا إلى اتخاذ التدابير اللازمة مع النظام السوري لوقف الخروقات، مؤكداً أن موافقة تركيا على وقف إطلاق النار المؤقت "ليست بسبب عجزها عن مواجهة النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، بل لرغبتها في حلٍّ لأزمة إدلب يمكن قبوله من الأطراف كافة".

وأوضح أن تركيا لن تكتفي بالردّ المماثل على أصغر هجوم قد تتعرض له نقاط المراقبة التركية بسوريا، بل ستردّ بقوة أكبر، ولفت إلى أن مدى التزام النظام السوري وداعميه من المليشيات الطائفية باتفاق وقف إطلاق النار "ليس معلوماً".

نراقب من كثب تحشُّد النظام السوري وداعميه من المليشيات قرب خط وقف إطلاق النار، وسنوجه إليهم ضربات قاسية حال مخالفتهم وعودهم

الرئيس التركي - رجب طيب أردوغان

وتعكس العمليات التي أجرتها تركيا في إدلب بشكل فعلي طوال شهر كامل وعملية "درع الربيع" التي أطلقتها هناك، عزم أنقرة على منع التهديدات القائمة على الحدود التركية.

ولم تهمل أنقرة الجانب السياسي والدبلوماسي لحل الأزمة، فكانت من أكثر الدول سعياً لحلّها، رغم تضرُّرها أكثر من غيرها لقربها من الحدود السورية وهجرة مئات آلاف السوريين إليها، إلا أنها ما زالت تسعى لإنشاء منازل صغيرة في القسم الشمالي لمحافظة إدلب، بغية إيواء النازحين وتحسين ظروفهم المعيشية.

وما زالت تركيا تعمل على تحويل الوقف المؤقت لإطلاق النار بمحافظة إدلب إلى دائم، حسب ما جاء على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، إذ أعلن أن وفداً عسكريّاً جاء من روسيا إلى تركيا للتباحث حول التطورات في إدلب.

وفد عسكري روسي جاء إلى تركيا، ويتباحثون حاليّاً حول التدابير التي ستُتخذ لفتح طريق M4 أمام المرور بشكل آمن

وزير الخارجية التركي - مولود جاوش أوغلو

وأشار جاوش أوغلو إلى أن تركيا وجّهَت التحذيرات اللازمة إثر حدوث خروقات بسيطة لاتفاق وقف إطلاق النار بالمنطقة قبل يومين.

في السياق نفسه أفادت وزارة الدفاع التركية بأن المحادثات بين الوفدين العسكريين التركي والروسي تتواصل لليوم الثاني، في مقر الوزارة بأنقرة.

وتخطّط أنقرة لبدء تسيير دوريات مشتركة مع روسيا على الطريق الدولي M4 في سوريا 15 مارس/آذار، حسب تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، وهو اتفاق جاء إثر اللقاءات المتبادلة مع الوفد العسكري الروسي التي تتواصل بشكل بناء وإيجابي، وفق أقار.

وأشار أقار إلى أن الوضع الحالي في منطقة إدلب شمال غربي سوريا هادئ، عقب توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين أنقرة وموسكو. وأكّد أن وجود بلاده بعناصرها كافة، مستمرّ في إدلب.

وأعرب عن تمنّيه تحقيق وقف إطلاق نار دائم في إدلب، وتحقيق أجواء الاستقرار والأمن هناك لتأمين عودة المدنيين السوريين إلى ديارهم طوعاً.

مقوِّمات وقف إطلاق النار

وقال الصحفي المختص في الشأن التركي محمد العباسي في حديث لـTRT عربي، إن الرئيس التركي أراد التذكير بما اتُّفق عليه في موسكو، موضحاً أن الهدف الأساسي من هذا الاجتماع هو حماية المدنيين الذين لجؤوا من محافظات أخرى في منطقة خفض التصعيد إلى إدلب، وحماية الحدود التركية.

وأضاف: "تركيا ستحمي المدنيين وستؤدِّي واجبها الإنساني لأنها تعهدت بحمايتهم مع روسيا، وهنا يظهر الهدف الأساسي من العملية".

من جانبه أكّد المختص في الشأن التركي فؤاد أوقطاي لـTRT عربي، أن "تركيز الرئيس التركي على مسألة إدلب والتفاهمات التركية الروسية في موسكو، قادت إلى تجميد الاشتباكات، وهو حل مؤقت، على الرغم من الجهود المبذولة ووصول الوفود الروسية إلى أنقرة".

ونوّه بالحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن "هذا لن يكون إلا بانسحاب قوات النظام إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية، فأكثر من مليون شخص على الحدود التركية السورية ينتظرون العودة إلى منازلهم، وهذا يتطلب وقفاً فعليّاً لإطلاق النار".

أما المقومات اللازمة التي ستثبّت وقف إطلاق النار، فيشير أوقطاي إلى أن التمركز التركي في نقاط المراقبة لحماية المدنيين، هو أكبر ضامن لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى زيادة اهتمام العالَم بالقضية، مشيراً إلى أن إدراك أنقرة وموسكو أهمية العلاقات التركية-الروسية من مصلحة الطرفين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً