بدأ الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهن أنشطته السرية التجسسية عام 1961منتحلاً اسم “كامل أمين ثابت“ ودخل في قلب النظام السوري (وسائل إعلام إسرائيلية)
تابعنا

بعد 56 سنة من إعدامه شنقاً في سوريا، وإخفاء أي معالم أو آثار تدل على مكان دفنه، تسلّمت إسرائيل، الثلاثاء، "غرضاً شخصياً" تعود ملكيته للجاسوس إيلي كوهن.

وكشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية أن نظام بشار الأسد سلّم روسيا "غرضاً" يعود لكوهن الذي حوكم وأعدم شنقاً في 18أيار/مايو 1965في سوريا بتهمة التجسس، مشيرة إلى أن روسيا تبحث في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق عن رفاته.

وتدور التكهنات بالتحديد حول كهف في منطقة الديماس بريف دمشق إلى كهف في جبال اللاذقية إلى أحياء في حي المزة الدمشقي، لأن الحكومات السورية المتعاقبة آنذاك غيرت مكان دفن كوهين أكثر من ثلاث مرات بعد شن الموساد حملات بحث كبيرة لتحديد قبره، وحسب بعض المصادر كانت آخر مرة في عهد الرئيس السابق حافظ الاسد وجرت بسرية تامة ولم يعلم بها إلا ثلاثة ضباط توفوا جميعاً منهم وزير الدفاع آنذاك مصطفى طلاس.

وربما تكون دمشق الآن ليس لديها معلومات دقيقة عن المكان الحقيقي لرفات الجاسوس الإسرائيلي.

وقال مصدر من النظام السوري للقناة إن الروس نقلوا هذا الغرض إلى إسرائيل لفحصه، مشيراً إلى أنه غرض شخصي لكوهن، ومن الممكن أن يكون بقايا ملابسه، أو بعض من الوثائق التي تخصه.

وفي تطور لافت، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عملية البحث عن رفات الجاسوس كوهن في سوريا جارية بشكل فعلي في هذه الأيام.

وأكد نتنياهو في أوّل تصريح رسمي حول قضية الجاسوس الإسرائيلي والبحث عن رفاته أن"الأنباء التي تتحدث عن البحث عن كوهن صحيحة، هذا ما يمكنني قوله".

مصادر النظام السوري، تؤكد أن خلافاً مع روسيا لا يزال مشتعلاً حول "الثمن" الذي يجب أن تدفعه إسرائيل مقابل الحصول على معلومة إضافية تتعلق بجاسوسها إيلي كوهن، فيما يقول مصدر روسي إن"نظام الأسد قدّم خرائط تفصيلية للمنطقة المحيطة بمخيم اليرموك، بؤرة البحث عن رفات الجاسوس".

مؤخراً نشرت قناة “RT” الروسية الرسمية مشاهد عرضت لأوّل مرة تظهر الجاسوس الإسرائيلي كوهن وهو يسير في شارع 29مارس في العاصمة السورية دمشق، ما فهمه البعض على أنّه إشارة إلى تطورات تجري في قضية استعادة رفاته من سوريا.

وكانت قضية كوهن قد عادت إلى الواجهة من جديد خلال العام الماضي، إذ كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل عن قصته.

تطورات أم انتخابات؟

صوفي كوهن، ابنة الجاسوس الإسرائيلي تقول من جانبها إن"الحكومة الإسرائيلية تبحث عن رفات والدي منذ فترة طويلة، لا أعرف إذا كان نشر تفاصيل جديدة الآن له علاقة بالانتخابات القريبة أو يشير فعلاً إلى أن اختراقاً ما يجري".

وتضيف لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلة "أعتقد أنّه ليس لدي ما أقوله في هذا السياق، ما دامت ليست هناك أي تقارير رسمية".

وتقول إنها تشعر أن"ثمّة شعوراً بأنهم يتلاعبون بنا، بي شخصياً وبأفراد عائلتي وبمشاعرنا من خلال مواضيع تبدو غير منطقية، لقد علمنا أنهم يبحثون عن الرفات منذ سنوات طويلة وكأن علينا أن نحافظ على سرية الموضوع، لكننا نتفاجأ بأن الجميع يعلم، لا أدري فعلاً إذا كان نتنياهو يعلم شيئاً، عليه أن يقول لنا، لكنني أعتقد أنه سينشر كل ما يعرفه عبر الإعلام لاستخدام الأمر لمصالح شخصية".

صورة للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهن أثناء محاكمته في سوريا (AFP)

من جانبها، تقول صحيفة "معاريف" العبرية، إن وزير الاستخبارات "إيلي كوهن" نفى الأنباء المتداولة حول البحث عن رفات الجاسوس كوهن والتطورات في هذا الشأن، كما نفى تلقي تل أبيب أي أثر منه.

وقال "نعمل على مدار الوقت من أجل إعادة كل المفقودين، كل الذين حاربوا من أجل إسرائيل، إن إعادتهم بالنسبة إلينا ذات أولوية كبرى".

في السياق ذاته، يقول إبراهام كوهن شقيق الجاسوس الإسرائيلي لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن"ما يجري مثير جداً للأعصاب، يبدو أن هناك من يستغل الظروف من أجل أهداف غير مقدسة، لا نأخذ الأمور بجدية عادة، هل عثروا الآن فقط على شيء له علاقة بإيلي؟ كيف يقولون لا توجد تطورات؟ الحكاية كلها غير واضحة".

يُشار إلى أن إيلي كوهين بدأ أنشطته السرية في سوريا عام 1961منتحلاً اسم “كامل أمين ثابت“، وعلى مر السنين، تمكن من تطوير علاقات متينة وأصبح قريباً من رأس الحكومة السورية. وقد استغل ذلك في نقل معلومات استخباراتية قيمة لإسرائيل بشأن انتشار الجيش السوري في هضبة الجولان، وكان كوهين في ذروة نشاطه مرشحاً لمنصب نائب وزير الدفاع السوري.

TRT عربي
الأكثر تداولاً