بيتشر يرسم جدران المستشفى / صورة: AA (AA)
تابعنا

لم تمنع إعاقة محمد نور بيتشر تحقيق أهم أحلامه، إذ اجتمع القدر مع موهبته في الرسم وقاداه إلى تحقيق هدفه في أن يصبح مدرساً للفنون.

بيتشر، المصاب بإعاقة سمعية، تسلم وظيفة بمستشفى كعامل نظافة، ثم رسم لوحة وأهداها إلى كبير الأطباء، الذي أعجب باللوحة وطلب منه رسم لوحات على جدران المستشفى، حتى زيّن جدران المستشفى بلوحات متنوعة قبل تعيينه مدرساً للفنون بإحدى ثانويات المدينة.

تلونت جدران مستشفى التدريب والأبحاث بولاية وان التركية بلوحات متنوعة رسمها محمد نور بيتشر، وهو ابن (27 عاماً) ويقيم في الولاية الشرقية ذاتها.

محمد ينثر البهجة بلوحاته على جدران المستشفى (AA)

يهتم محمد بالرسم منذ صغره، وتخرّج في كلية التربية بجامعة "وان يوزونجو يل" عام 2020، وباشر مطلع العام الجاري العمل في "مستشفى وان للتدريب والأبحاث" كعامل نظافة.

وبعد مباشرته العمل في المستشفى واصل موهبة الرسم التي يمتلكها، وكانت سبباً في تغير طبيعة عمله ومجرى حياته، بعد رسمه لوحة بالقلم الرصاص أهداها للدكتور رمزي صري قايا، كبير الأطباء في المستشفى.

نالت اللوحة إعجاب “قايا”، الذي أدرك براعة وموهبة بيتشر في الرسم، وطلب منه أن يرسم لوحات أخرى، ولكن على جدران المستشفى.

وحظيت أعمال الشاب بتقدير كبير من موظفي المستشفى، وإثر ذلك بدأ يقضي عدة ساعات يومياً في رسم لوحات فنية متنوعة على جدران ممرات جميع الأقسام، لتحسين الحالة النفسية للمرضى والموظفين، بالتزامن مع التحضير لامتحان اختيار الموظفين العموميين.

رسومات بيتشر نالت إعجاب من بالمستشفى (AA)

وبفضل النتيجة التي حصل عليها في الامتحان عُيّن مدرساً للفنون في المدرسة الثانوية في قضاء مرادية التابع للولاية، ليحقق بذلك وظيفة التدريس التي لطالما كان يحلم بها منذ طفولته.

وأوضح بيتشر أنه كان يزيّن جدران المستشفى من جهة، ويحضّر للامتحان من أجل مزاولة مهنة التدريس، من جهة ثانية.

وأضاف: "رسمت عشرات اللوحات على جدران المستشفى لجعل العاملين به أو المرضى يشعرون بالسعادة”.. بتلك الكلمات عبّر “بيتشر” عن فرحته مضيفاً: “أوليت اهتماماً خاصاً للألوان في اللوحات، لأنها يمكن أن تبث السعادة في نفوس الناس، ونالت أعمالي إعجاب الجميع وتلقيت ردود فعل إيجابية".

محمد يهتم بالألوان في رسوماته على جدران المستشفى (AA)

وتابع: "ومع ذلك، لم يكن هذا العمل هو الوظيفة التي أردتها بالضبط، أردت أن أرسم لوحاتي مع الأطفال. والحمد لله، حققت وظيفة أحلامي، وبدأت العمل”.

وأكد بيتشر أنه لن ينقطع عن المستشفى: “لن أقطع التواصل أبداً مع المستشفى، فكلما احتاجوا إلى الدعم، سأحاول تقديم المساعدة بكل ما أستطيع".

من جهته، قال الدكتور صري قايا إنه بعد اكتشاف موهبة بيتشر، وضعا معاً هدفاً لنشر البهجة في بيئة المستشفى بلوحات من شأنها صرف الكآبة.

وأضاف الطبيب: "بعد أن لاحظنا موهبة بيتشر، عقدنا معه عدة اجتماعات. وفكرنا معاً في كيفية تقديم المساهمة البصرية للمستشفى".

وأردف: "بما أنني طبيب في قسم أمراض القلب، طلبت منه رسم لوحة مناسبة في خدمة تصوير الأوعية الدموية، فرسم لنا صورة مرئية لشرح انسداد شرايين القلب للمرضى".

محمد يستجيب للطبيب برسم صورة لشرايين القلب (AA)

وتابع: "في بعض الأحيان نشرح لمرضانا المشكلة من خلال هذه اللوحة، نحن سعداء لأن بيتشر تخصّص في مهنة التدريس التي كان يحلم بها، ولكننا حزينون أيضاً لأنه لم يعد ضمن فريقنا. يواصل دعمنا عندما نحتاج إلى المساعدة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً