مجموعة من فلسطينيي الداخل يجلسون في بلدة حطين المهجرة على أنقاض منازلهم المدمرة (وسائل إعلام فلسطينية)
تابعنا

في اليوم الذي تهجر فيه ما يقارب مليون فلسطيني من ديارهم واقتُلعت ودُمرت 560 قرية، وبينما يتذكر الفلسطينيون التطهير العرقي الذي حصل بحقهم، حيث أفرغ الاحتلال الإسرائيلي معظم المدن الفلسطينية من سكانها، ليحل مكانهم مهاجرون يهود، تحتفل إسرائيل بيوم استقلالها الـ73.

وبعد ثلاثة وسبعين عاماً على ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي عشرات المذابح من دير ياسين إلى اللد وعيلبون بشكل ممنهج ومدروس، لزرع الذعر في نفوس الأهالي وتنفيذ سياسة التطهير العرقي، مازال الفلسطينيون يحيون ذكرى نكبتهم في يوم استقلال إسرائيل.

وأطلق فلسطينيون وسم "استقلالهم نكبتنا" تعبيراً عن رفضهم للاحتلال، وتحويل ذكرى نكبتهم وتهجيرهم إلى يوم استقلال، تحتفل به إسرائيل.

شكرا لكل من حضر وشارك ولبى نداء الحراك الفحماوي الموحد بالحضور الى مسيرة اللجون مشاة وفرسان، إعلاما ومنظمين، شيوخا...

Posted by ‎الحراك الفحماوي الموحّد‎ on Thursday, April 15, 2021

العودة إلى القرى المُهجّرة

ولإبقاء الذاكرة حية في عقول الشباب الفلسطيني، وتعبيراً عن عدم تنازلهم عن أراضيهم، شارك عدد من فلسطينيي الداخل في مناطق الـ48 بمسيرات ولقاءات وفعاليات، في قرى مهجرة بينها الدامون وحطين ومعلول وأم الزينات وصفورية والبصة واللجون، ورفعوا العلم الفلسطيني وسط إسماع النشيد الوطني الفلسطيني.

وانطلقت المسيرة السنوية في قرية الدامون المهجرة، صباح الخميس، تلبية لدعوة لجنة الدامون وبمشاركة العشرات من أهالي الدامون وعدد من فلسطينيي الداخل.

وجاء هذا النشاط الذي أطلقه المهجرون، منذ عدة سنوات، ضمن مشروع تحقيق العودة الذي يسعى إليه المهجرون من قراهم، لتجديد العهد والأمل بالعودة إلى بلداتهم.

وقال عمرو كيال، أحد المشاركين في فعالية "ليلة العودة إلى الدامون"، إن المئات من أبناء قرية الدامون المهجرة، عادوا إليها "للتأكيد على مشروع العودة لأبناء هذه القرية". وأضاف لـTRT عربي: "بعودتنا إلى بلدتنا المهجرة نحقق مشروعنا بالعودة التي لن نتنازل عنها".

ووصف كيال مشاعره قائلاً: "كلما دخلت هذا المكان أشعر بغصة كبيرة، فأنا لا أستطيع تخيل أن هذا الجمال وهذه الأراضي التي كانت ملكنا لم تعد لنا".

مسيرة العودة إلى اللّجون المهجرة

وفي قرية اللّجون المهجّرة والواقعة في أراضي منطقة الروحة، بالقرب من منطقة مجيدو، وتحت شعار"يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، شارك المئات من أهالي مدينة أم الفحم ومنطقة وادي عارة ومختلف البلدات العربية في مسيرة العودة الكبرى.

وتخللت مسيرة العودة التي نظمها الحراك الفحماوي الموحد في مدينة أم الفحم، مسار خاص للخيالة المشاركين ورسم على وجوه الأطفال، بالإضافة إلى فعاليات أخرى.

جانب من مسيرة العودة إلى قرية اللجون الفلسطينية المهجرة (الحراك الفحماوي الموحد)

الأرشيف الإسرائيلي يكشف الجرائم

يرى الكاتب سليمان أبو إرشيد، في مقال بعنوان "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، أن الاستيطان الإسرائيلي" ما زال ينمو على أنقاض الشعب الفلسطيني، الذي مازال ينازع بعد 73 عاماً على النكبة وفي مختلف المواقع، على وجوده الوطني، في وجه محاولات الإبادة المتواصلة المتمثلة بالحصار والإخضاع وتقطيع الأوصال والضبط والسيطرة على مجاله الحيوي".

واستعرض الكاتب ما جاء في مقال الكاتب الإسرائيلي، عوفر أديرت، والذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وكشفت جزءاً من مذكرات نحمان نير، الذي كان قائد كتيبة في لواء غفعاتي، وشارك في المواجهة العسكرية التي دارت مع إحدى وحدات الجيش المصري، كان بين صفوفها جمال عبد الناصر، في بلدة الفالوجة، جنوبي فلسطين.

وينقل الكاتب عن نير واقعة قيام وحدة غفعاتي، التي كان يقودها، بعملية انتقامية في قرية الفالوجة، بعد قتل سبعة من جنودهم بنيران صديقة، عن طريق الخطأ، في قافلة كانت متوجهة إلى كيبوتسي"غات"و"جلئون"المحاصرين من القوات المصرية، حيث يقول إنه"جرى اقتحام مركز بلدة الفالوجة وسط إطلاق نار عشوائي من مختلف الأسلحة التي كانت بحوزتنا، ثم جرى تلغيم مبنى البلدية وعدد من البيوت وتفجيرها، الأمر الذي دب الهلع في نفوس السكان وأدى إلى نزوح غالبيتهم عن البلدة".

كان في الجبهة الجنوبية 200 قرية أزيلت جميعها، وكان لا بد من تدميرها كي لا يبقي في الجنوب عرب مثلما بقي في الشمال

إفادة يتسحاك بونداك لصحيفة"هآرتس"عام2004

وتشير المصادر إلى أنه في 14 مارس/آذار 1948 في الساعة السابعة صباحاً، اخترقت قافلة عسكرية صهيونية الشارع الرئيسي لبلدة الفالوجة، وهي تطلق النار في جميع الاتجاهات، ثم قام بعض أفرادها، تحت الستار الناري، بزرع 100 كيلوغرام من المتفجرات في مبنى البلدية و150 كيلوغراماً في سلسلة حوانيت و 75 كيلوغراماً في مقهى وبيوت مجاورة له، وبعد أن غادرت القافلة المكان، فجّرت الألغام عن بُعد، ما تسبب بتدمير الشارع الرئيس للبلدة بالكامل، وقتل 15 شخصاً على الأقل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً