تعتبر ولايات الحوض الشرقي للبحر الأسود بتركيا وفي مقدمتها ريزة وطرابزون وآرتفين وأوردو وغيراسون أكثر الولايات إنتاجاً للشاي  / صورة: AA (AA)
تابعنا

يشتهر الشاي التركي الفاخر على مستوى العالم بطعمه المتفرد وطريقة تحضيره، كما أن حقوله الممتدة بمنطقة البحر الأسود تثير فضول السياح لرؤية طريقة زراعته ومراحل نموه وحصاده قبل أن يصل إلى متناول الشاربين.

يحلو التصوير الفوتوغرافي وسط مزارع الشاي التركي، إذ إن غطاءها الأخضر الذي يتشكل كأسنان المشط يمتد على مد البصر بسفوح جبال البحر الأسود لا سيما المناطق الشرقية منه.

وتغذّي مزارع الشاي البلاد بمنتوج وفير يسد استهلاكها المكثف من المنتَج المميز، إذ تعتبر من أكثر بلدان العالم استهلاكاً للمشروب الأحمر بحصيلة فردية تصل سنوياً إلى 2.3 ك.غ، حتى بات المشروب الدافئ بكوبه المميز جزءاً من ثقافة الشعب التركي.

موطن الشاي التركي

وتعتبر ولايات الحوض الشرقي للبحر الأسود بتركيا، وفي مقدمتها ريزة، تليها طرابزون وآرتفين وأوردو وغيراسون من أكثر الولايات إنتاجاً، ويقدر إجمالي المساحة المزروعة فيها بـ849 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) حسب أرقام وزارة الغابات والزراعة لعام 2019.

وفي منطقة "شاي إيلي" التابعة لولاية ريزة (شمال شرق) يتدفق السياح إلى مزارع الشاي، حيث يقصدها يومياً مئات الزائرين ضمن جولاتهم السياحية للمنطقة.

ويهدف السياح إلى معرفة كيفية زراعة الشاي ومراحل نموه وحصاده والحصول على المعلومات حول هذه المراحل جميعها، فضلاً عن التقاط الصور التذكارية، حيث يجذب جمالها الأخاذ الأبصار ويغري بتوثيق لحظاتها الجميلة.

في حقول شاي إيلي تمكن رؤية العمال وهم يحصدون أوراق الشاي عبر أدوات خاصة تُقطف وتجمع في أكياس لتنتقل إلى المراحل اللاحقة من التجفيف والتغليف ونقلها إلى الأسواق الداخلية والخارجية.

تاريخه

تشير معلومات وزارة الغابات والزراعة التركية إلى أن تاريخ إنتاج الشاي وزراعته يعود إلى عام 1917، حيث جرى إرسال وفد لدراسة المنطقة، وأفادت الدراسات بأن شرق البحر الأسود مناسب لإنتاج الشاي.

وسنّ البرلمان التركي قانوناً عام 1924 لزراعة عدة منتجات بينها الشاي لتنمية المنطقة بخاصة في ريزة استناداً إلى التقارير الحكومية السابقة.

وجرى إنتاج أول ورقة شاي خضراء وجافة عام 1938، وبعدها بعامين جرى وضع إنتاج الشاي تحت حماية الدولة، وهو ما ساهم في توسع المساحات المزروعة منه، وزيادة تنمية المنطقة.

ويزرع الشاي على السفوح المرتفعة إلى علو ألف متر فوق سطح البحر، وبسبب الارتفاع فإن الجو يوفر له الحماية من الميكروبات، وعدم استخدام الأسمدة لمكافحة الأمراض والحشرات.

ثقافة الشاي

ويحتفل العالم كل عام باليوم الدولي للشاي، المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم بعد الماء، حيث حددت الأمم المتحدة عام 2019 يوم 21 مايو/أيار من كل عام يوماً دولياً للشاي بهدف "زيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر".

ويعتبر الشاي جزءاً لا يتجزأ من الثقافة التركية، وأصبح مشروباً تقليدياً ووطنياً في وقت قصير جداً، رغم دخوله الحياة اليومية في تركيا في وقت متأخر نسبياً.

كما يُعد الشاي رمزاً للصداقة والضيافة في تركيا، ويعد النوع التركي ثالث أكبر سوق عالمي بعد الصين والهند، بينما تحتل تركيا المرتبة السابعة في العالم من حيث مساحة حقول زراعة الشاي.

وتعتمد طريقة تحضير الشاي التركي على استخدام إبريق شاي من طابقين، أحدهما للماء المغلي والآخر للشاي، ويضاف الماء إلى منقوع الشاي لتخفيفه، ويقدم في أكواب الشاي التركية التقليدية.

بلجيكا الأكثر استيراداً للشاي التركي

احتلت بلجيكا المرتبة الأولى بين الدول المستوردة للشاي التركي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وحسب بيانات أحصتها وكالة الأناضول من اتحاد مُصدِّري شرقي البحر الأسود صدّرت تركيا 4 آلاف و870 طناً من الشاي إلى 106 بلدان خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2022.

وبلغت عائدات تركيا من صادرات الشاي 16 مليوناً و595 ألفاً و194 دولاراً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وبذلك حققت صادرات الشاي نمواً خلال الفترة المذكورة بنسبة 42% في الكمية و26% في العائدات، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021 التي بلغت فيها العائدات 13 مليون و212 ألفاً و948 دولاراً.

واحتلت بلجيكا المرتبة الأولى بين الدول المستوردة للشاي التركي بعائدات وصلت إلى 3 ملايين و921 ألفاً و198 دولاراً، تلتها المملكة المتحدة ثم ألمانيا.

وفي حديثه للأناضول قال أحمد حمدي غوردوغان نائب رئيس اتحاد مصدري شرقي البحر الأسود إن صادرات الشاي تجاوزت التوقعات.

وأكد غوردوغان ثقته بأن الربع الأخير من العام الجاري سيغلق بزيادة في الصادرات، وأفاد بأن الدول الأوروبية من أكثر البلدان التي تفضل الشاي التركي.

الشاي "تراث غير مادي"

وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول استضافت العاصمة المغربية الرباط حفلاً للتعريف بثقافة الشاي التركي، بعد اعتماده تراثاً غير مادّي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

ونظم الحفل الوفد التركي المشارك بأشغال الدورة الـ17 للجنة الدولية الحكومية لصَون التراث الثقافي غير المادّي التابعة لليونيسكو بشراكة مع الوفد الأذربيجاني.

وفي حديث للأناضول قالت الممثلة الدائمة لتركيا لدى يونسكو غولنور آيبت إن الفاعلية تأتي "بعد أن جرى تسجيل ملفّ تركيا بشكلٍ مشترك مع جمهورية أذربيجان، لاعتبار الشاي تراثاً لا مادّياً".

وأضافت أن الوفدين باللجنة اشتركا في حفل للتعريف بثقافة الشاي.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة التركية، أعلنت خلال الاجتماع في المغرب أن اليونسكو أدرجت "ثقافة الشاي" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.

وبلغت عائدات تركيا من صادرات الشاي 203 ملايين و872 ألف دولار، خلال الفترة بين عامي 2011 و2021.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً