آثار الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مخيم المغازي / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

استُشهد وأُصيب عشرات الفلسطينيين، في قصف إسرائيلي عنيف استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة، تزامناً مع اكتشاف مقابر جماعية في القطاع نتيجة المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال طيلة 193 يوماً.

وفي آخر تحديث، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر في الساعات الـ24 الماضية، أسفرت عن استشهاد 68 شخصاً وإصابة 94 آخرين.

وبهذا يرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 33 ألفاً و797 شهيداً و76 ألفاً و465 جريحاً.

وكشف المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، عن أن جيش الاحتلال ارتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 3045 مجزرة في القطاع، راح ضحيتها عائلات فلسطينية وعناصر طبية وعمال إغاثة.

عشرات المجازر

في رفح جنوبي القطاع، استُشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفل، وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف منزلاً في حي تل السلطان غربي المدينة.

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية أيضاً منزلاً آخر في حي الزهور، ومنطقة الخربة شمال شرقي مدينة رفح، وألحقت الغارات أضراراً مادية بالمناطق المستهدفة.

وفي مخيم النصيرات (وسط) حيث تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الـ6 على التوالي، أفادت مصادر محلية باستشهاد 6 فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة نحو 30 آخرين جراء القصف المستمر.

وتعرضت مناطق متفرقة في المخيم أيضاً، لغارات جوية وقصف مدفعي ألحق أضراراً جسيمة بالمنازل والأبنية.

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني في غزة بانتشال جثامين 15 شهيداً فلسطينياً بينهم أطفال، قتلهم جيش الاحتلال، في مناطق متفرقة بمدينة خان يونس.

وفي جباليا (شمال)، استُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين، جراء قصف إسرائيلي استهدف مسجد شهداء الفاخورة، غرب المخيم، ومنزلاً في جباليا البلد.

كما توغل عدد من آليات الاحتلال في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، وحاصرت مدرسة تؤوي نازحين في البلدة وأطلقت النيران عليهم.

وتحدثت عدة مصادر محلية، عن انقطاع الاتصالات والإنترنت عن المدينة بالتزامن مع توغل قوات الاحتلال.

وواصلت قوات الاحتلال إطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة غرب بلدة بيت لاهيا (شمال).

اكتشاف مقابر جماعية

في غضون ذلك، نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، مقطع فيديو مسجَّل لمقبرة جماعية اكتُشفت في الباحة الأمامية لمجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، وعُثر بداخلها على 10 جثث لفلسطينيين أعدمهم الجيش ودفنهم فيها خلال عملياته العسكرية بالمستشفى التي استمرت على مدار أسبوعين نهاية مارس/آذار الماضي.

وصرح عضو لجنة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، معتصم صلاح: "اكتُشفت أول مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي بعد العثور على 10 جثث مدفونة أمام قسم الاستقبال بالمجمع (بالساحة الأمامية للمستشفى)".

وأضاف صلاح أن "الجثث التي عُثر عليها جزء منها متحلل وجزء عبارة عن أشلاء وبعضها يعود لنساء".

وتابع: "جارٍ التعامل مع هذه الجثث من لجنة مشتركة تضمّ وزارتَي الصحة والعدل والأدلة الجنائية والخدمات الطبية في وزارة الداخلية الفلسطينية".

وأشار إلى أنه ستُدفن هذه الجثث بعد التعرف عليها من العائلات الفلسطينية وبعد استكمال عمل اللجنة القانونية.

من جانبها، قالت مصادر طبية إنه عُثر على عشرات من الجثث متحللةً أو محروقةً أو مقطعةً ومدفونةً بشكل جماعي أو فردي في أنحاء متفرقة من ساحات مستشفى الشفاء.

وذكرت أن الجهات المختصة تواصل عمليات البحث عن جثامين داخل هذه المقبرة الجماعية وفي بقية مناطق مستشفى الشفاء والمناطق المحيطة به، ولا يمكن في الوقت الحالي تحديد عدد دقيق للجثامين المدفونة هناك.

من جانبها، قالت حركة حماس، إن "المشاهد المروّعة للمقبرة الجماعية الجديدة التي اكتُشفت اليوم، في إحدى باحات مجمع الشفاء الطبي، وتضم عدداً من جثامين الشهداء المتحللة، التي واراها الاحتلال التراب قبل انسحابه من المجمّع؛ تؤكّد أنه لا حدود لهذه الفاشية الصهيونية المقيتة والمستمرة في ممارساتها، مستغلةً الصمت الدوليّ المُشين".

وأضافت الحركة، في بيان لها، أن "هذه السلسلة غير المنتهية من الفظائع، التي تُكتَشَف في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه من مقابر جماعية وآثار لحالات إعدام، ومئات الجثامين التي لا تزال تحت الأنقاض، والدمار الهائل الذي طال المجمع وأقسامه؛ هي برسم المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والإنسانية والقضائية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، جرائم حربٍ موصوفة وموثّقة".

وشددت على أن "المطلوب من المؤسسات الدولية أن تُفعِّل دورها بإخضاع قادة هذا الكيان المارق للمحاسبة فوراً".

ولم تقتصر المقابر الجماعية على مجمع الشفاء، فقد عثر السكان في بيت لاهيا شمالي القطاع على نحو 20 جثة متحللة دُفنت في مقبرة جماعية.

والثلاثاء الماضي، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة انتشال جثامين 409 قتلى من مدينة خان يونس جنوبي القطاع ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه غربي مدينة غزة، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقتين.

المجاعة تهدد القطاع

وإلى جانب القصف الإسرائيلي المستمر والمجازر المروعة في مناطق القطاع كافة، تهدد المجاعة حياة الفلسطينيين فيه.

ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى وقفٍ إنسانيٍّ لإطلاق النار للتغلب على المجاعة.

وقال البرنامج إنه يحتاج إلى "وقفٍ إنساني لإطلاق النار ووصولٍ أوسع إلى المناطق، كي يتغلب على المجاعة في غزة".

وأضاف أن كثيراً من الرُّضَّع والأطفال لقوا مصرعهم بسبب الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة تحديداً، فيما تواصل إسرائيل منع وصول فرق الإغاثة.

وبسبب استمرار القصف والحصار المطبق على قطاع غزة من كل الجهات، ضربت المجاعة سكان القطاع المحاصَر، خصوصاً في الشمال.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً