استمرار عملية فرز الأصوات في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

لم يتضح بعد من سيسيطر على مجلس الشيوخ الأمريكي بينما اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب بعد يوم من تحقيق الديمقراطيين أداء أفضل من المتوقع وتجنبهم "موجة حمراء" من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي.

ولم تحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتي نيفادا وأريزونا، حيث يحاول شاغلو المقاعد الديمقراطيون صد منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أياماً.

وقد يؤول مصير مجلس الشيوخ إلى انتخابات إعادة في جورجيا للمرة الثانية خلال عامين، إذ توقعت مؤسسة "إديسون ريسيرش" البحثية أن لا يحصل المرشح الديمقراطي والسيناتور الحالي رافاييل وارنوك ولا الجمهوري هيرشل ووكر على نسبة 50% اللازمة لتجنب الإعادة في السادس من ديسمبر/كانون الأول.

ويقترب الجمهوريون من نيل 218 مقعداً اللازمة لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين، مع وجود 210 مقاعد الآن في حوزتهم، وفقاً لتوقعات إديسون ريسيرش.

لكن تحليلاً أجرته رويترز لتوقعات مراكز استطلاعات الرأي البارزة غير الحزبية يوضح أن 21 سباقاً من بين 53 من السباقات الأكثر تنافسية لم تُحسم بعد بحلول ظهر يوم الأربعاء، مما يزيد احتمالات بقاء النتيجة النهائية غير معروفة لبعض الوقت.

وحتى الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب ستسمح للجمهوريين بالتضييق على الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، بعرقلة التشريعات وإطلاق تحقيقات قد تكون مضرة سياسياً.

حفاظ على الديمقراطية

وتعهد بايدن خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بالعمل مع الحزب الجمهوري الذي يمثل المعارضة في الولايات المتحدة، أياً كانت النتائج النهائية للانتخابات.

وأضاف أنه سيدعو قادة الحزبين إلى البيت الأبيض لمناقشة السياسات في الفترة المقبلة، وإنجاز كل ما يصب في مصلحة الأمريكيين.

وفي السياق ذاته، أشاد بايدن بانتخابات التجديد النصفي و أداء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه، واستبعد أن يحدث تفوق كبير للجمهوريين في هذه الانتخابات.

وأضاف: "كان هناك توقع بأن موجة حمراء (في إشارة للجمهوريين) ستحدث، ولكنها لم تحصل".

واعتبر بايدن أن الأمريكيين تمكنوا خلال هذه الانتخابات من "الحفاظ على الديمقراطية".

ووجه بالغ الشكر للأمريكيين على المشاركة الواسعة في الانتخابات، لاسيما الشباب المنتمين لجيل "زد"، وهو جيل "ما بعد جيل الألفية" للمولودين بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثالثة.

وأردف: "كان اليوم اختباراً جيداً للديمقراطية، ولم أكن متفائلاً بشأن مستقبل الولايات المتحدة كما أنا اليوم".

وعلى صعيد آخر، لم يخف بايدن شعور الكثير من الأمريكيين بالإحباط والخوف جراء مشكلات التضخم وارتفاع أسعار البنزين ومصادر الطاقة.

بيد أنه شدد على أنه سيعمل مع حزبه على السيطرة على معدلات التضخم، وخفض تكاليف المعيشة، كما تعهد بمنع حيازة الأسلحة الهجومية.

وفيما يتعلق بموقفه من الترشح مجدداً للرئاسة الأمريكية، كشف بايدن عن أن لديه نية للترشح في انتخابات عام 2024، لكنه سينتظر الوقت المناسب للإعلان عن قراره النهائي.

وفي السياق ذاته، لفت الرئيس الأمريكي إلى أنه سيعمل وفقاً لما يمليه الدستور الأمريكي على ضمان عدم عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وتعد انتخابات منتصف الولاية التي تنظم بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية، بمثابة تصويت يعاقب الإدارة القائمة.

وتمكن الحزب الديمقراطي من الحد من الأضرار وانتزع عدداً من المقاعد الرئيسية في مجلسي الشيوخ والنواب، رغم أن التوقعات كانت تميل إلى تقدم الجمهوريين وانتزاعهم مقاعد من الديمقراطيين.

فوز الديمقراطيين في بنسلفانيا

ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أن تمنحهم سلطة منع مرشحي بايدن للمناصب القضائية والإدارية.

لكن في فوز حاسم للديمقراطيين، انتزع جون فيترمان مقعداً يسيطر عليه الجمهوريون في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، ملحقاً الهزيمة بالجراح المتقاعد الشهير محمد أوز المدعوم من ترمب ومعززاً فرص حزبه في الاحتفاظ بالسيطرة على المجلس.

وكان للديمقراطيين أيضاً نصيبهم من الإحراج، إذ اعترف ممثل نيويورك شون باتريك مالوني، رئيس اللجنة المكلفة بالسعي إلى إعادة انتخاب الديمقراطيين في مجلس النواب، بخسارة سباقه.

وإذا سيطر الجمهوريون على أي من المجلسين، فإنهم يخططون للسعي إلى خفض تكاليف برامج شبكة أمان الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، وجعل تخفيضات ضريبية جرى سنها في عام 2017 دائمة.

كما يمكنهم أيضاً استخدام تحديد سقف للدين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق وتقليص المساعدات لأوكرانيا.

وعادة ما يخسر الحزب الذي يشغل البيت الأبيض مقاعد في الانتخابات في منتصف فترة ولاية الرئيس الأولى التي مدتها أربع سنوات، ويعاني بايدن من ضعف معدلات التأييد الشعبي.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء إذ أثرت حالة الضبابية على معنويات المتعاملين.

نتائج متباينة لترمب

وتباينت النتائج بالنسبة لترمب الذي لعب دوراً نشطاً في الدفع بمرشحين جمهوريين لخوض سباق الكونغرس، مما يلمح بقوة إلى احتمال خوضه سباقاً ثالثاً على الرئاسة عام 2024.

وحقق الجمهوريون النصر في ولاية أوهايو، حيث فاز المؤلف جيه. دي. فانس بمقعد في مجلس الشيوخ، ليحتفظوا بالسيطرة على مقعد الولاية. لكن دوج ماستريانو، وهو حليف آخر لترمب، هُزم بسهولة في السباق إلى منصب حاكم ولاية بنسلفانيا.

في غضون ذلك، توقعت مؤسسة إديسون إعادة انتخاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المنافس الجمهوري الرئيسي المحتمل لترمب في انتخابات 2024، بتفوقه على المنافس الديمقراطي بنحو 20 نقطة مئوية.

وتجرى الانتخابات على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ وكل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً، فضلا عن 36 سباقاً على مناصب حكام الولايات.

والقضية الأساسية التي تثقل كاهل الديمقراطيين هي التضخم السنوي المرتفع والذي بلغ 8.2%، في أعلى معدل منذ 40 عاماً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً