عبد الفتاح البرهان في كملته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

أعرب قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان عن استعداده المشروط للتفاوض مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

جاء ذلك في مقابلة أجرها البرهان مع هيئة الإذاعة البريطانية (BCC) بعد أن ألقى خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 78.

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في المقابلة التي نُشرت مساء السبت أنه "واثق" بالانتصار على قوات الدعم السريع.

وأضاف البرهان أنه سيجلس مع حميدتي ما دام ملتزماً حماية المدنيين، وهو ما تعهَّد به الجانبان خلال محادثات مدينة جدة السعودية في مايو/أيار الماضي، مضيفاً: "نحن مستعدّون للمشاركة في المفاوضات".

وفي 6 مايو/أيار الماضي بدأت السعودية والولايات المتحدة برعاية محادثات بين الجيش والدعم السريع، أسفرت عن اتفاق بين الجانبين لحماية المدنيين، بالإضافة إلى أكثر من هدنة جرى خرقها، وتبادل الطرفان اتهامات بالمسؤولية، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.

وتابع: "إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة (يقصد الدعم السريع) ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها فسوف نجلس مع أي منهم، خصوصاً إذا التزم ما جرى الاتفاق عليه في جدة، سنجلس لحل هذه المشكلة".

وقبل أيام أعلن حميدتي عبر مقطع فيديو أنه مستعدّ لبدء محادثات سياسية. وسبق أن أعلن الطرفان مراراً عن استعدادهما لاستئناف المفاوضات، لكن هذا لم يحدث ولم تخفَّ وتيرة المعارك على الأرض.

واتهم البرهان قوات الدعم السريع بأنهم "يقصفون المدنيين ويصورون الأمر كما لو كانت القوات المسلحة هي مَن فعلت".

وشدد على أن قواته "قوات محترفة، نعمل بدقة ونختار أهدافنا في المناطق التي يوجد فيها العدو فقط.. لا نقصف المدنيين ولا نستهدف المناطق السكنية".

وردّاً على سؤال بشأن احتمال أن يصبح السودان "دولة فاشلة أو مقسمة "، أجاب بأن "السودان سيبقى موحداً. السودان سيبقى دولة سليمة، لا دولة فاشلة. لا نريد ما حدث في الدول الأخرى التي ذكرتها. الشعب السوداني الآن متّحد خلف قضية واحدة، إنهاء هذا التمرد سلمياً أو بالقتال".

بورتسودان مقرّاً

وجدّد البرهان ثقته بهزيمة قوات الدعم السريع، لكنه اعترف بأنه اضطر إلى نقل مقر قيادته إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (شرق)، لأن القتال في العاصمة الخرطوم جعل من المستحيل على الحكومة الاستمرار.

وأضاف: "في الخرطوم لا تستطيع البعثات الدبلوماسية والوزارات وجميع الأجهزة الحكومية القيام بواجباتها بشكل طبيعي لأنها منطقة حرب، هناك قناصة وعمليات عسكرية تجري".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً خلَّفت أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلاً عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

وبيَّن البرهان وحميدتي خلافات عديدة كان أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح بإدماج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً