الرئيس الأمريكي جو بايدن بات يستطيع الاطلاع على المكالمات السرية بين ترمب وبوتين (Reuters)
تابعنا

تعود إلى الواجهة قضية إخفاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عن مسؤولين بارزين في إدارته تفاصيل حوارات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما بات الرئيس الأمريكي جو بايدن باستطاعته الاطلاع على المكالمات السرية الـ12 والاجتماعات غير الرسمية التي جرت بين ترمب وبوتين.

في مطلع عام 2019، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ترمب أخفى عن مسؤولي إدارته تفاصيل حوارات مع بوتين، وذلك بعد يوم من كشف صحيفة نيويورك تايمز فتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقات في شبهات تواطؤ ترمب مع روسيا.

تعود القصة إلى اجتماع ترمب مع الرئيس الروسي بهامبورغ في يوليو/تموز 2017، وهو الاجتماع الذي حضره أيضاً وزير الخارجية في حينها ريكس تيلرسون.

وأكدت واشنطن بوست حينها –نقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين في البيت الأبيض– أن ترمب أخذ، في مرة على الأقل، ملاحظات بشأن اجتماع له مع بوتين من المترجم، وطلب منه عدم كشفها أو مناقشتها مع مسؤولي إدارته.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين انتبهوا لهذا الفعل من الرئيس ترمب عندما سعى مستشار في البيت الأبيض ومسؤول كبير في وزارة الخارجية للحصول على معلومات من المترجم غير المعلومات التي شاركها تيلرسون.

في قبضة بايدن

وتقول صحيفة بوليتكو الأمريكية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بات يستطيع الاطلاع على المكالمات السرية والاجتماعات غير الرسمية التي جرت بين الرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تكمن خطورة فحوى المكالمات التي لا يعرفها إلا الرئيس الـ45، أن ما جرى بينهما في عدد من المكالمات قد ظل سراً، لكن الكشف عما جرى بينهما قد يقدم فكرة عما إن كان ترمب متواطئاً مع موسكو.

ويؤكد مسؤول سابق بالبيت الأبيض كان يعمل في إدارة ترمب أن فريق بايدن للأمن القومي لا يحتاج موافقة إدارة ترمب لمعرفة مضمون سجلات المكالمات بين ترمب وبوتين، مضيفاً: "لدى بايدن جميع أكواد الاتصالات، ولا يوجد سوى رئيس واحد في كل مرة".

ولم تعلِّق إدارة بايدن حتى الآن على ما إذا كانت قد اطلعت على محتوى المكالمات، ولم يسجل مجلس الأمن القومي أي شكاوى، بالوضع في الاعتبار قدرته على الوصول إلى سجلات المكالمات من الإدارة السابقة.

وهنا يشير مسؤول سابق بالأمن القومي مقرب من الرئيس الجديد جو بايدن إلى أنه من أولويات الأمن القومي معرفة ما قاله ترمب لبوتين على مدار السنوات الأربع التي قضاها في منصبه.

مضيفاً: "أن التفاصيل التي قيلت في اجتماعات لم يكن فيها مترجم، أو مُدون ملاحظات، قد لا تكون معروفة تماماً".

بالتأكيد ستحاول الإدارة الأمريكية الجديدة أن تجيب على سؤال: هل كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب متواطئاً مع الروس؟ وذلك عبر الاطلاع على مكالماته التي يمكن أن تقدم إضاءة بعدما وقعت بيد الرئيس بايدن.

كيف كان يتعامل ترمب مع هذه اللقاءات؟

حرص ترمب على حماية محادثاته الخاصة مع القادة الأجانب في أثناء وجوده بمنصبه، ووصل إلى حد إخفاء بعضها في نظام الكلمات المشفرة السرية للغاية التابع لمجلس الأمن القومي؛ للحدِّ من وصول الموظفين إليها وحتى أعضاء مجلس الوزراء ومن أجل منع التسريبات.

وفي حالة لقاءاته مع بوتين، عادة ما يتم الكشف عما دار في المحادثات عبر الإيجازات التي كان ينشرها الكرملين أو تغريدات ترمب على تويتر.

وفي الوقت الذي لم تسجل فيه المكالمات إلا أن المسؤولين كانوا يستمعون على الخط ويسجلون النقاط وما جرى تبادله من معلومات.

وكانت النتيجة هي حوار عام يعرف في لغة المسؤولين "ميمو كونز" أي (اختصار لعبارة مذكرات الحوار).

وتمسك ترمب بالخصوصية فيما يتعلق بحواراته مع المسؤولين الروس، من مصادرة ملاحظات مترجمة إلى رفض مرافقة المترجم وكاتب المحضر له في المقابلة.

وقد امتدت رغبة ترمب بالحفاظ على السرية حتى بعد خروجه من البيت الأبيض حيث طالب مسؤول سابق في إدارة ترمب الأسبوع الماضي بعدم توفير المكالمات التي أجراها مع بوتين وكانت تستمر أحياناً ساعة أو يزيد، لسلفه بايدن.

وقال مسؤول ثان "هناك أمور معينة على الرئيس والمسؤولين القريبين التميز بها للقيام بعمل الحكومة بدون تدخل حزبي مستمر".

وتعتبر مذكرات الحوارات التي أجراها ترمب مع بوتين جزءاً من السجلات الرئاسية ويجب عدم الكشف عنها قبل خروج الرئيس 45 من مكتبه. ويجري بعد ذلك تحويلها للأرشيف الوطني والسجلات الإدارية كما هو معتاد.

ولم يكن تفاعل ترمب مع المسؤولين الروس مرتباً دائماً، فقد كشف الرئيس عن معلومات سرية لدبلوماسي روسي، لكن مسؤولاً قال وفق صحيفة بولتيكو إنه من النادر كشف ترمب في حديثه مع بوتين عن أمور ليست معروفة في المجال العام أو أنه اعتبرها جزءاً من الزيف الروسي، في إشارة للتحقيق في تدخل موسكو في انتخابات 2016.

وتقول مارينا غروس التي ترجمت في عدة مناسبات بين ترمب وبوتين إن الاستماع إليهما كمثل شخص يتنصت على حوار بين شخصين في حانة.

لكن الحملات الدبلوماسية التي تمت في الظل بينهما وخلال فترة ترمب تعتبر من أولويات بايدن الذي يحاول من خلالها معرفة طبيعة التنسيق الذي جرى.

وكان رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الديمقراطي جيرولد نادلر قد صرح أن لجنته ستنظر في مضمون تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الذي أفاد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) فتح عام 2017 تحقيقاً فيما إذا كان الرئيس دونالد ترمب، يعمل لصالح روسيا بعلم منه أو دون علم.

وكانت الصحيفة قد نقلت عن مصادر مطلعة على التحقيق قولها إن المسؤولين في "أف بي آي" فتحوا التحقيق بعدما شعروا بقلق شديد بشأن سلوك الرئيس في الأيام التي أعقبت إقالته مدير مكتب التحقيقات جيمس كومي في مايو/أيار 2017.

وأوضحت أن المحققين في مجال مكافحة التجسس أخذوا على عاتقهم التحقيق بشأن إذا كانت أفعال الرئيس تشكل تهديداً محتملاً للأمن القومي، وأضافت أنهم سعوا أيضا لتحديد إذا كان ترمب يعمل لحساب روسيا عن قصد أو أنه وقع عن غير قصد تحت تأثير موسكو.

وعلق ترمب حينها على تقرير نيويورك تايمز عبر سلسلة تغريدات غاضبة، هاجم فيها جيمس كومي ومساعدين له أقالهم قبل ذلك، كما هاجم الصحيفة ووصفها بالفاشلة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً