تبادل البلدان رسائل التضامن بشأن زلزال قهرمان مرعش في تركيا وحادثة تصادم قطارين في اليونان / صورة: AA (AA)
تابعنا

بعد زلزال تركيا وحادثة تصادم قطارين في اليونان، دخلت علاقات البلدين في مرحلة جديدة عنوانها التضامن والدعم المتبادل في المحافل الدولية.

ورغم وجود عدد من المشكلات العالقة بين البلدين، لا سيما في بحر إيجة، والتي تؤثر بشكل مباشر على المصالح الأساسية لتركيا، فإن تلك العلاقات بينهما اتخذت مؤخراً زخماً جديداً خيم عليه تبادل رسائل الصداقة والتضامن.

وعقب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/شباط الماضي أعلن رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده سخرت "كامل مواردها لمساعدة الجارة التركية".

وفي يوم الزلزال وصل إلى تركيا فريق البحث والإنقاذ التابع للوحدة اليونانية الخاصة للاستجابة للكوارث على متن طائرة من طراز C-130 تابعة للقوات المسلحة اليونانية.

وتمكن الفريق بالتعاون مع فريق آخر وصل من مدينة سالونيك اليونانية، من إنقاذ حياة 5 أشخاص وانتشالهم من تحت الأنقاض.

تضامن وتبرعات

وعقب الزلزال أجرت رئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو ورئيس الوزراء ميتسوتاكيس اتصالاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم تعازيهما وتعازي الشعب اليوناني للشعب التركي.

كما توجه وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الذي كان في رحلة إلى أمريكا اللاتينية في أثناء وقوع الزلزال، مباشرة إلى تركيا لتفقُّد منطقة الزلزال برفقة نظيره التركي مولود جاوش أوغلو.

وفي البيان المشترك لوزيرَي خارجية البلدين جرى تأكيد ضرورة تحسين العلاقات بين البلدين و"عدم انتظار وقوع زلزال أو أي كارثة طبيعية لفعل ذلك".

كما نظم الشعب اليوناني حملات مختلفة لدعم ضحايا الزلزال وأرسلت مؤسسات حكومية وخاصة مواد إغاثة لضحايا الزلزال منذ اللحظات الأولى لوقوعه.

وفي اليوم الثالث للزلزال وبتوجيهات من ميتسوتاكيس وبمبادرة من وزارة أزمة المناخ والحماية المدنية في اليونان، جرى إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للمنكوبين، شملت خياماً ومعدات صحية وبطانيات.

كما قدم اتحاد البلديات اليونانية نحو 1.5 طن من المواد الإغاثية لضحايا الزلزال جمعت في إطار حملة شعبية لجمع التبرعات.

مبادرة أنقرة تجاه أثينا

وبعد حادثة تصادم قطارين في اليونان ليلة 28 فبراير/شباط الماضي، التي أودت بحياة 46 شخصاً على الأقل، تدفقت على أثينا رسائل الدعم من تركيا.

وأرسل الرئيس أردوغان برقية تعزية إلى ساكيلاروبولو وميكوتاكيس، فيما أجرى جاوش أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره دندياس، ناقلاً تعازيه وتعازي تركيا في الحادثة.

وبعد أن تبين وجوده بتركيا لقضاء عقوبة قانونية بالسجن، نقلت السلطات التركية ديميتريوس نالبانتيس، والد سائق القطار المنكوب، نيكوس نالبانتيس الذي فقد حياته في الحادثة، من محبسه بتركيا إلى اليونان ليكمل عقوبته القانونية.

ووافق وزير العدل بكير بوزداغ على نقل نالبانتيس من سجن تكيرداغ إلى أحد سجون اليونان، في إطار اتفاق مع أثينا بشأن تبادل نقل المحكومين بين البلدين.

وفي ليلة 28 فبراير/شباط الماضي شهدت اليونان تصادم قطار ركاب بقطار شحن كانا يسيران باتجاهين متعاكسين على نفس المسار، حيث خرجت العربات الأربع الأولى من قطار الركاب عن مسارها، واشتعلت النيران في أول عربتين ودمرت بالكامل تقريباً، خلفت 46 قتيلاً و57 مصاباً، وفق آخر حصيلة.

دعم متبادل بالمحافل الدولية

اتفق ديندياس وجاوش أوغلو خلال مشاركتهما بمؤتمر المانحين الدوليين بالعاصمة البلجيكية بروكسل في 20 مارس/آذار الماضي على ضرورة دعم تركيا واليونان بعضهما البعض في المحافل الدولية.

وحسب قرار اتخذه الوزيران في الاجتماع، جرى الاتفاق على أن تدعم تركيا ترشيح اليونان لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2025-2026، وأن تدعم اليونان المرشح التركي لرئاسة الأمانة العامة للمنظمة البحرية الدولية "IMO" التابعة للأمم المتحدة.

لقاءات مستمرة

أسفر التقارب بين أنقرة وأثينا عن استمرار اللقاءات الثنائية بين مسؤولي البلدين، حيث التقى نائب وزير الخارجية التركي براق آق جابار، نظيره اليوناني كونستانتينوس فرانجويانيس في أنقرة في 22 مارس الماضي، في إطار الجولة الرابعة من خطة العمل المشتركة بين البلدين.

ووضع الاجتماع بينهما إطاراً للمشاريع المشتركة واللمسات الأخيرة على الاتفاقات ذات الصلة المخطط التوقيع عليها خلال الاجتماع المقبل رفيع المستوى.

بدوره، قال فرانجويانيس حينها، إن "الأجندة الإيجابية" توطد عرى التعاون بين البلدين، لافتاً إلى أن الشعبين التركي واليوناني سوف يلمسان النتائج الإيجابية للعلاقات الثنائية بين البلدين في الحياة اليومية.

وفي وقت آخر التقى وزير الهجرة واللجوء اليوناني نوتيس ميتاراكيس، الذي زار ولاية هطاي، وزير الداخلية سليمان صويلو ونائبه إسماعيل جتاقلي، حيث شدد الجانبان على ضرورة "استمرار الحوار والأجواء الإيجابية" في العلاقات الثنائية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً