أعلنت الحكومة اليمنية، الجمعة، انتهاء "المرحلة الأولى" من عملية تبادل الأسرى مع الحوثيين بعد وصول طائرتين إلى مطاري العاصمة صنعاء وعدن.
وقال متحدث الوفد الحكومي بمفاوضات الأسرى والمختطفين ماجد فضائل، للأناضول، إن "طائرة تابعة للصليب الأحمر وصلت إلى عدن (جنوب) وتقل 35 أسيراً من الحكومة تزامناً مع وصول طائرة أخرى إلى صنعاء تحمل 125 أسيراً حوثياً".
وأوضح أنه "بوصول الدفعتين الأخيرتين من الأسرى في عملية التبادل، نكون قد أنهينا المرحلة الأولى والتي ضمت إطلاق سراح 320 أسيراً من الطرفين، مشيراً إلى استئناف عملية التبادل (المرحلة الثانية) غداً السبت.
وخلال الساعات الماضية، أطلقت جماعة الحوثي 35 أسيراً من الحكومة، فيما أفرج الطرف الحكومي عن 125 أسيراً حوثياً.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت الحكومة اليمنية انطلاق المرحلة الأولى من عملية تبادل المحتجزين مع جماعة الحوثي، تحت رعاية مشتركة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت الحكومة اليمنية في بيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية، إن "اليوم الأول من عملية تبادل الأسرى شهد نقل وتبادل عدد من المحتجزين عبر مطاري عدن وصنعاء، بينهم اللوا ء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي".
وأوضحت الحكومة أنها "ستعمل في اليوم الثاني على نقل وتبادل دفعة أخرى من المحتجزين مع المليشيات عبر مطارات (أبها وصنعاء والرياض والمخا)"، وفق البيان.
وأضاف البيان أن "اليوم الثالث والأخير من هذه المرحلة ستتم فيه عملية التبادل عبر مطاري صنعاء وتداوين بمحافظة مأرب"، مشيراً إلى أن من بين الأسرى "أربعة صحفيين محكوم عليهم ظلماً بالإعدام".
وفي أبريل/نيسان 2020، أصدرت محكمة تديرها جماعة الحوثي حكماً بالإعدام بحق الصحفيين اليمنيين توفیق المنصوري، وأكرم الولیدي، وعبد الخالق عمران، وحارث حمید، بتهمة "التعاون مع التحالف العربي في اليمن" الذي تقوده السعودية.
وأكدت الحكومة في بيانها، أن "التزام الفريق الحكومي بانطلاق عملية التبادل في وقتها المحدد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يأتي استشعاراً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية".
وفي وقت سابق، الجمعة، أعلن الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدنان حزام، للأناضول، بدء عملية تنفيذ تبادل الأسرى باليمن.
وقال "إنها لحظات رائعة جداً أن يعود هؤلاء المحتجزون سابقاً إلى أهاليهم"، مضيفاً أن الإفراج عن الأسرى "خطوة مهمة جداً في بناء العلاقة بين أطراف الصراع في اليمن".
وفي 20 مارس/آذار الماضي، أعلنت الحكومة الاتفاق مع الحوثي على الإفراج عن 887 أسيراً ومختطفاً من الجانبين، في ختام مشاورات عقدت بسويسرا بالخصوص.
في السياق، وصلت طائرة للصليب الأحمر، الجمعة، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وعلى متنها وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، بالتزامن مع وصول 125 حوثيّاً إلى صنعاء، ضمن عملية تبادل الأسرى بين الحكومة وجماعة الحوثي.
وقال مصدر للأناضول، إن "اللواء الصبيحي وصل برفقة اللواء ناصر منصور (شقيق الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي) و35 أسيراً تابعين للحكومة الشرعية".
من جانبه، قال مدير عام مطار عدن الدولي، عبد الرقيب العمري، إن "طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، غادرت عدن باتجاه صنعاء، وعلى متنها 125 أسيراً حوثياً".
بدورها، قالت جماعة الحوثي اليمنية الجمعة إن المباحثات التي أجرتها مع الوفدَين السعودي والعُماني خلال الأسبوع الجاري "حققت تقدماً في ملفات عدة".
وكتب رئيس الوفد التفاوضي بالجماعة محمد عبد السلام، عبر تويتر، أن "الوفود أنهت أعمال التفاوض في العاصمة صنعاء بعد نقاشات اتسمت بالجدية والإيجابية".
وأضاف أن "المفاوضات حققت تقدماً في عدد من القضايا (لم يذكرها)" ، وأعرب عن أمله "في استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق"، دون تفاصيل.
وشكر عبد السلام، سلطنة عمان على جهودها لـ"تذليل الصعاب ودعم خيار السلام".
ومساء الخميس، غادر وفدا السعودية وسلطنة عمان العاصمة اليمنية صنعاء بعد زيارة استمرت 6 أيام، عقدا خلالها مباحثات مع جماعة الحوثي حول سبل إحلال السلام في البلاد، وفق مصدر سياسي مطّلع على سير المشاورات للأناضول.
ومنذ مساء السبت عقد الوفدان مباحثات مع قيادات بجماعة الحوثي في صنعاء، تناولت سبل تمديد الهدنة وإحلال السلام في اليمن.
وتتصاعد مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.
ويعاني اليمن حرباً بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، وازداد النزاع منذ مارس 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
