في وقت سابق الثلاثاء أكدت الشرطة السودانية مقتل 7 أشخاص وإصابة 72 آخرين خلال مظاهرات الإثنين (AFP)
تابعنا

يواصل المتظاهرون المناهضون للانقلاب في السودان احتجاجاتهم الثلاثاء، بإغلاق بعض الطرق الرئيسية في العاصمة وإعلان حالة العصيان المدني، عقب يوم دام من التظاهرات أسفر عن سبعة قتلى وعشرات المصابين.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية بأن المحتجين أغلقوا الجزء الجنوبي من شارع المطار أحد الشوارع الرئيسية في الخرطوم، كما أغلقوا أحد الشوارع الرئيسية في منطقة بُري شرق العاصمة قبل أن تواجههم قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وإزالة المتاريس.

وفي حي بحري شمال الخرطوم، قطع المتظاهرون الطرق الرئيسية بوضع الحجارة وجذوع الأشجار ورفعوا لافتات كتب عليها: "الحصة وطن".

كما أُغلقت المحال التجارية والصيدليات في الخرطوم واحيائها المجاورة. وشمل الإغلاق سوق السجانة أكبر سوق في السودان لمواد البناء وسط العاصمة.

ووُضع على أبواب أحد المحال لافتة كُتب عليها: "المحل مغلق حداداً على روح الشهيد عثمان الشريف"، وهو صاحب المحل وكان بين قتلى تظاهرات الاثنين الدامية.

من جانبه أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الثلاثاء، قراراً بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأحداث التي شهدتها مظاهرات العاصمة الخرطوم الاثنين، وأوقعت قتلى وجرحى.

وقال بيان صادر عن المجلس: "أصدر رئيس مجلس السيادة قراراً بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأحداث التي وقعت خلال تظاهرات 17 يناير/كانون الثاني".

وأردف أن "عضوية اللجنة ستكون من الأجهزة النظامية والنيابة العامة"، ومنح القرار اللجنة 72 ساعة لرفع تقريرها، دون ذكر تفاصيل أخرى.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أكدت الشرطة السودانية مقتل 7 أشخاص وإصابة 72 آخرين خلال مظاهرات الاثنين، متهمة الحراك الشعبي باللجوء إلى العنف المنظم ضد أفرادها ومراكزها.

وفي تبريرها لسقوط هذا العدد من الضحايا، قالت الشرطة في بيان، إن "قيادتها ناشدت قيادات الحراك للجلوس والتنسيق (للمظاهرات)، لكنها لم تجد استجابة".

وأضافت: "بل قوبل ذلك بعداء مستحكم ومواجهات اتسمت بالعنف المنظم واستخدام (قنابل) المولوتوف (زجاجات حارقة) وتكتيك أشبه بالعسكري نتج عنها إصابات وقتل وطعن في وضع النهار".

من جهتها قالت الشرطة السودانية في بيان ليل الاثنين إنها "تعاملت بأقل قدر من القوة القانونية"، مضيفة أن "خمسين من أفرادها أصيبوا في المواجهات".

ودفع ذلك النشطاء إلى الدعوة إلى عصيان مدني شامل لمدة يومين، وقال ائتلاف قوى الحرية والتغيير، الذي قاد احتجاجات 2019 التي أدت إلى إسقاط الرئيس السابق عمر البشير، في بيان الاثنين: "ندعو كل جماهير شعبنا للدخول في عصيان مدني شامل لمدة يومين اعتباراً من الغد (الثلاثاء)".

والأسبوع الماضي، أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرتس رسمياً إطلاق مبادرة ينفذ بمقتضاها لقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة قبل أن ينتقل في مرحلة تالية الى محادثات مباشرة أو غير مباشرة بينها.

قلق عميق

ومن المتوقع أن يصل الثلاثاء إلى العاصمة السودانية وفد أمريكي على رأسه المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية مولي.

وحاليا يلتقي الوفد في العاصمة السعودية أصدقاء السودان وهي مجموعة تطالب بإعادة الحكومة الانتقالية في البلاد بعد الانقلاب العسكري.

والثلاثاء كتب بيرتس، الذي يحضر الاجتماع افتراضياً، على تويتر: "مجموعة أصدقاء السودان تجتمع الآن في الرياض.. قلق عميق بشأن عنف الأمس (الاثنين)".

وأضاف: "توجد حاجة إلى الدعم الدولي واستخدام وسائل التأثير المتوفرة.. يجب أن يتماشى دعم العملية السياسية مع الدعم الفعال لوقف العنف".

وعطّل البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي استكمال انتقال السلطة إلى المدنيين، في أعقاب اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وغالبية القادة المدنيين وتعليق عمل مجلس السيادة.

ومنذ ذلك الحين، يكثف الناشطون السودانيون المطالبون بحكم مدني ديموقراطي احتجاجاتهم في موازاة تصاعد العنف من طرف قوات الأمن بحق المتظاهرين ما أسفر حتى الآن عن مقتل 71 متظاهراً على الأقل وسقوط مئات الجرحى، كما تعرضت 13 امرأة على الأقل لحوادث اغتصاب.

إلا أن السلطات الأمنية تنفي بانتظام استخدام الذخيرة الحية في مواجهة الاحتجاجات، واتهمت بعض المتظاهرين بعدم التزام السلمية في المسيرات والتسبب في مقتل ضابط وإصابة عشرات من أفراد الأمن.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً