جبانة المماليك في القاهرة  (Others)
تابعنا

تواصل الحكومة المصرية هدم المقابر التاريخية بمنطقة المقطم، لإنشاء جسر علوي يربط وسط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ما سيتسبب في تهجير عشرات الآلاف من فقراء القاهرة الذين وجدوا مأوى لهم في تلك المقابر، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

وكان المصريون دأبوا منذ الفتح الإسلامي على دفن موتاهم تحت منحدرات المقطم التي ترتفع فوق قلب المدينة التاريخي، لكن بحلول منتصف القرن العشرين، أصبحت هذه المقابر مأوى لآلاف الأجيال من حراس القبور وعمال الدفن والحفر وعائلاتهم.

وقال المؤرخ مصطفى الصادق: "أنت ترى هنا شجرة عائلة القاهرة. إن شواهد القبور تقول من كان متزوجاً ممن، وماذا فعلوا، وكيف ماتوا. سوف تدمر التاريخ والفن".

وأضاف سيف ذو الفقار، الذي دفنت عمته الملكة فريدة الزوجة الأولى للملك فاروق حاكم مصر في هذه المقابر: "لماذا تهدم هذه المقابر؟ هل ذلك لبناء جسر؟".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القاهرة ليست المدينة الوحيدة التي هدمت مقابر لتطوير بنيتها التحتية، كما فعلت نيويورك لإنشاء بعض حدائقها الأكثر شهرة. لكن يقول ناشطون إن مقابر القاهرة مختلفة، لأن هدمها لن يدمر التاريخ فقط، بل حي نابض بالحياة يعيش فيه الآلاف.

وعلى مدار العامين الماضيين، هُدم بالفعل أجزاء من المقبرة وبعض الأضرحة.

وتخطط الحكومة لنقل السكان إلى مساكن عامة مفروشة في الصحراء. لكن بعض المراقبين يقولون إن هذه الأسر الفقيرة لن تستطيع توفير الدفعة الأولى من ثمن الشقة والتي تصل إلى 3800 دولار أو الإيجار الشهري البالغ 22 دولاراً، خاصة بعد اختفاء سبل عيشهم من الوظائف التي تعتمد على العمل في المقابر أو المحلات التجارية القريبة منها.

كما سيُنقل الموتى أيضاً إلى الصحراء. وعرضت الحكومة على العائلات شراء مقابر أخرى أصغر في جنوب القاهرة.

واعتبر المسؤولون المصريون تدمير المقبرة ونقل سكانها إلى الصحراء لسنوات، جزءاً من جهودها لتحديث المدينة وتحسين مستويات المعيشة، لكن بعض الناشطين يقولون إن المطورين الخاصين كانوا يتطلعون إلى الأرض التي تقع فيها المقابر.

وفي أوائل الثمانينيات، قدرت جليلة القاضي، وهي مهندسة معمارية درست المقبرة على مدى عقود، عدد مساكن المقابر ب179 ألف منزل، وهو آخر إحصاء معروف. وقالت إن كثيرين انتقلوا إلى أماكن أخرى بعد ثورة 2011 في مصر.

وقالت القاضي عن المسؤولين: "لم يتعاملوا مع المقابر على أنها مدينة للأحياء والموتى". وأضافت: "في مصر، عندما تكون هناك مشكلة تبدو غير قابلة للحل، أو يصعب حلها، فإن الحل هو حذفها".

وقال خالد الحسيني المتحدث باسم شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، الشركة الحكومية المطورة للعاصمة الجديدة، إن الأضرحة المسجلة سيُحافَظ عليها آثاراً تاريخية.

وقال أشرف زاهر، رئيس متعهدي دفن الموتى، إن عديداً من سكان المقابر سعداء بترك منازلهم المتهالكة من أجل شقق جديدة. وأضاف "بدلاً من العيش في مقبرة، سيعيشون في شقة".

وأشار زاهر إلى أن الجسر الجديد سيخفف من حركة المرور أيضاً، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر مهماً للأشخاص الذين لا يهتمون إلى حد كبير ونادراً ما يتنقّلون خارج الحي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً