تتجاوز الإصابات اليومية في الهند 300 ألف إصابة فيما بلغت الوفيات أكثر من 200 ألف حتى الآن  (Sanjay Kanojia/AFP)
تابعنا

على الرغم من تصاعد المخاوف حول العالم جراء المشاهد المروّعة لتفشّي الوباء في الهند، إلا أنّ الخبراء يحذرون مِن التسرّع في إلقاء اللوم بالكامل على السّلالة الهندية من فيروس كورونا، كونها ما زالت تخضع للبحث، ولتدخل عوامل أخرى ساعدت في خروج الوضع عن السيطرة بالهند.

بالطبع هناك مبررات منطقية للقلق العام، فقد أعلنت منظمة الصحّة العالمية، رصد السّلالة المتحورة الهندية في أكثر من 17 دولة حول العالم، من بينها دول أوروبية عدّة مثل بلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا.

وتسجل الهند يومياً أكثر من 300 ألف إصابة، فيما تجاوزت أعداد الوفيات 200 ألف وفاة، وتواجه المقابر ومحارق الجثث بالإضافة إلى القطاع الطبي ضغطاً هائلاً في التعامل مع الأزمة الصحيّة غير المسبوقة.

فما السّلالة المتحوّرة الجديدة؟ وما أعراضها؟ وما قدرة اللقاحات على التعامل معها؟

الهروب من المناعة

سُجّلت السّلالة الهندية من فيروس كورونا والمعروفة بـ"B.1.617"، لأول مرة بقاعدة البيانات العالمية للجينوم الفيروسي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وما يعرفه العلماء حتى الآن، أنّ السّلالة الهندية تُصنّف "متحوّرة مزدوجة"، وتحتوي على عدة طفرات للفيروس، تتضمن طفرتين في بروتين سبايك الذي يسمح للفيروس بالدخول إلى الجهاز المناعي، ما يمنحها قابلية أعلى للانتشار والقدرة على الإفلات من المناعة التي يمنحها التطعيم أو العدوى السابقة.

إلا أنّ تأكيد إفلات السّلالة من المناعة بشكل تامٍ أو انتشارها بدرجة أعلى مقارنة بالسّلالات السابقة، ما زال قيد البحث ويحتاج لمزيد من التجارب المعمليّة قبل الجزم بذلك.

يُطلِق العلماء على الطّفرات التي تمنح الفيروس القدرة على الإفلات من المناعة "طفرة الهروب"، وهي التي تتسبب في إضعاف قدرة جهاز المناعة على تحييد الفيروس بواسطة الأجسام المضادة أو الخلايا التائية، ويظلّ العامل الحاسم هو أثر تلك العملية على الجسم في النهاية، وفقاً لمعهد روبرت كوخ للأبحاث.

ما الأعراض الجديدة؟

أوضحت سوراديبتا تشاندرا، الطبيبة الاستشارية بمركز هيلفيتيا في الهند، أنّ الأعراض الجديدة التي لوحظت في الإصابات هي الإسهال، وآلام البطن، والطّفح الجلدي، والتهاب الملتحمة (الجفن الداخلي للعين)، بالإضافة إلى ارتباك وتشوش في التفكير.

كما تصاحبها أعراض كورونا التقليدية من حمى وتعب وسعال وآلام المفاصل وفقدان حاسّتي الشم والتذوق.

وما زالت السّلالة تخضع للمراقبة والتجريب لاستكشاف أي أعراض أخرى مقبلة لم تُلاحَظ من قبل.

هل اللقاحات فعالة؟

يرى بعض الخبراء أنّ اللقاحات بشكل عام ستساهم في تقليل مضاعفات المرض بالسّلالة الهندية الجديدة، وما زال الأمر يخضع للتجريب الدقيق، إلا أنّ بعض الشركات المُصنّعة للقاحات أعلنت فعاليتها بالفعل.

فقد أكدت شركة بيونتيك الألمانية للصناعات الدوائية، فعالية لقاحها "فايزر" على مواجهة النسخة المتحوّرة الجديدة من الفيروس.

وقال رئيس الشركة أوغور شاهين: "رغم أنّ الاختبارات ما زالت جارية، فإنّ المتحوّر الهندي لديه طفرات أجرينا عليها دراسات في السابق، وواثقون من فعالية لقاحنا ضدّها".

من جانبه أكد ألكسندر غينتسبورغ، مدير مركز غاماليا الروسي للوبائيات، فعالية لقاح "سبوتنيك 7" الروسي أمام الطفرة الهندية.

وقال غينتسبورغ: "تلقّي جرعتين من لقاح "سبوتنيك 7" يمنح مستوى عالٍ من خلايا المناعة، حتى لو تغيّرت الأجسام المضادة"، وفق وكالة نوفوستي للأنباء.

فيما يرى بيتر إنجليش، المستشار المتقاعد بمركز مكافحة الأمراض المعدية في بريطانيا، أنّه "لم يتّضح بعدُ إذا ما كانت اللقاحات ستحافظ على فعاليتها أمام المتحوّرات الجديدة التي تظهر في الهند"، لكنّه يرجّح وجود "بعض الفعالية على الأقل"، بحسب تصريحه لصحيفة فاينانشال تايمز.

ولفت إنجليش إلى أنّه "نظراً لعدم تجاوز نسبة التلقيح في الهند 2 في المئة على أقصى تقدير، فإنّ المتحوّرات الفيروسية الجديدة لم تكتسب بعدُ مناعة اللقاح"، ما يمنع القلق من ظهور طفرات الهروب من اللقاح على حدّ وصفه.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً