متظاهرون يحمون أنفسهم بالمظلات وسط إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع خلال اشتباكات في مظاهرات اليوم التاسع - نانت/ فرنسا  / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

​​أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الجمعة "توقيف 457 شخصاً وإصابة 441 من عناصر الشرطة والدرك" الخميس في فرنسا في حصيلة 9 أيام من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد.

وأكّد دارمانان الذي حلّ ضيفا على قناة "سي نيوز" أنه كان هناك "903 حرائق لأثاث حضري وحاويات قمامة" الخميس في باريس خلال التظاهرة النقابية.

وأغلق محتجون غاضبون من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وخطته لرفع سن التقاعد سكك القطارات، واشتبكوا مع الشرطة وألقوا مقذوفات على مركز للشرطة في يوم من الاحتجاجات شمل جميع أنحاء فرنسا.

وتصدت الشرطة بالغاز المسيل للدموع للمحتجين في مدينة نانت في غرب البلاد. وأظهرت لقطات لقناة BFM التليفزيونية استخدام الشرطة لمدافع المياه في مدينة رين. وفي الغرب أيضاً في لوريان، قالت صحيفة ويست فرانس إن المقذوفات تسببت في حريق لفترة وجيزة في ساحة مركز للشرطة.

وطالت الاحتجاجات مطار رواسي-شارل ديغول الباريسي. وقرب مدينة تولوز في الجنوب الغربي، تسبب إحراق أكوام أنقاض في منع حركة المرور على طريق سريع وتصاعدت سحب الدخان.

وقال فيليبي مارتينيز زعيم الكونفدرالية العامة للشغل في بداية تجمع حاشد في باريس "هناك كثير من الغضب، وضع متفجر". ودعا زعماء النقابات العمالية إلى التزام الهدوء، لكنهم عبّروا عن غضبهم مما وصفوه بتصريحات ماكرون "الاستفزازية".

وخرج ماكرون عن صمته لأسابيع بشأن السياسة الجديدة ليقول إنه سيصمد وإن القانون سيدخل حيّز التنفيذ بحلول نهاية العام. وشبّه ماكرون الاحتجاجات الفرنسية باقتحام مقر الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.

وأظهرت استطلاعات للرأي منذ فترة طويلة أن غالبية الناخبين عارضوا تمديد سن التقاعد عامين إلى 64 عاماً.

وزاد غضب الناخبين بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي تمرير تعديلات التقاعد في البرلمان دون إجراء تصويت وبعد تعليقات لماكرون أدلى بها أمس الأربعاء.

واجتذبت الاحتجاجات ضد التغييرات، حشوداً ضخمة في مظاهرات نظمتها النقابات منذ يناير/كانون الثاني.

وتمثل أحدث موجة من الاحتجاجات أكبر تَحدٍّ لسلطة الرئيس منذ احتجاجات "السترات الصفراء" قبل أربعة أعوام.

من جهة أخرى قال وزير العمل أوليفييه دوسوبت، إن الحكومة لا تنكر حالة التوتر بالبلاد لكنها تريد المضي قدماً في التغييرات.

وشهدت باريس عدداً قياسياً من المتظاهرين فيما ارتفعت التعبئة على مستوى البلاد مقارنة بيوم التحرك الثامن في 15 مارس/آذار عندما نزل 480 ألف شخص إلى الشوارع في أرجاء فرنسا حسب تقديرات وزارة الداخلية. وأعلن وزير الداخلية جيرار دارمانان إصابة 123 دركيا وشرطياً الخميس وتوقيف أكثر من 80 شخصا.

أعمال عنف

اعتبرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أن "أعمال العنف والتخريب" التي تخللت التظاهرات "غير مقبولة".

وكتبت في تغريدة: "التظاهر والتعبير عن المعارضة حق، لكن العنف والتخريب اللذين شهدناهما اليوم غير مقبولين"، معربة عن "شكرها للقوى الأمنية وفرق الإسعاف".

في باريس أعلنت نقابة CGT نزول 800 ألف شخص إلى الشارع. وقد اندلعت سريعاً أعمال عنف في مقدم الموكب مع إلقاء حجارة وزجاجات ومفرقعات على القوى الأمينة فيما حطمت واجهات محال تجارية ومحطات حافلات مع إضرام النار في سلال المهملات.

ووقعت صدامات أيضا الخميس في نانت ورين في غرب فرنسا بين متظاهرين وقوات الأمن التي ردّت على رشقها بالحجارة بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه.

وسجلت توترات متفاوتة الحدة أيضاً في مدن أخرى مثل تولوز وبوردو في جنوب غرب فرنسا وليل في الشمال.

رغم المعارضة الكبيرة لهذا الإصلاح الذي يرفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، حسب استطلاعات الرأي، أكّد ماكرون الأربعاء أن الإصلاح سيدخل "حيّز التنفيذ بحلول نهاية العام" مع تراجع السيولة في صناديق التقاعد وتشيّخ السكان.

وقال فابيان فيلديو المندوب في نقابة SUD-Rail قبل المشاركة في الموكب الباريسي الضخم: "أريد أن أشكر إيمانويل ماكرون لأنه بسبب استعلائه يدفعنا كلما تكلم، إلى حمل العلم والتظاهر".

وشهدت المواكب مشاركة لافتة للشباب. وقد تعطلت الدراسة في عشرات من 3,750 مدرسة ثانوية وتكميلية ومؤسسة جامعية في فرنسا.

وتُعَدّ فرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سنّ للتقاعد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً