عملية "نبع السلام" بدأت في  9 أكتوبر/تشرين الأول 2019 للقضاء على التنظيمات الإرهابية   / صورة: AA Archive  (AA)
تابعنا

مرت أربع سنوات على إعلان تركيا بدء عمليتها العسكرية "نبع السلام"، في شمال سوريا والمناطق الواقعة شرق نهر الفرات، لإنهاء تهديدات تنظيمي "PKK/YPG" و"داعش" الإرهابيين على طول الحدود التركية، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وشرعت تركيا في عملية "نبع السلام" في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، استناداً إلى حقها الشرعي في الدفاع عن النفس، وبموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الإرهاب. ونجحت من خلال العملية التي استمرت حتى 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، في تحرير كل من "تل أبيض" و"رأس العين" في شمال سوريا بالكامل وتطهيرها من احتلال التنظيمات الإرهابية.

وكان انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وتدمير ممر الإرهابيين على طول الحدود التركية السورية، وإنشاء منطقة آمنة على طول الحدود، والقضاء على الإرهاب والعودة الآمنة للاجئين إضافة إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق، من أبرز مجريات ومخرجات هذه العملية العسكرية.

انسحاب القوات الأمريكية

شكل تكثيف مسلحي تنظيم PKK/YPG الإرهابي لهجماتهم من "رأس العين" و"تل أبيض" في شمال سوريا، وبدعم واضح من الولايات المتحدة، تهديداً واضحاً للأمن القومي التركي، فكان الهدف هو تطهير المنطقة من الإرهابيين كافة.

وتمكنت تركيا من إقناع الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق يقضي بسحب القوات الأمريكية من منطقة العمليات العسكرية في الشمال السوري، فكانت البداية، بدء "نبع السلام" للقضاء على مسلحي تنظيم PKK/YPG الإرهابي.

تدمير ممر الإرهابيين

استغلت التنظيمات الإرهابية المنطقة قاعدة عسكرية لتنفيذ هجمات إرهابية طالت المناطق الحدودية مع تركيا، وشكلت تهديداً واضحاً للأمن القومي التركي، إذ كانت صواريخ وقذائف الهاون التي تضرب بلدات تركية تسببت في تعليق الدراسة بتلك المناطق.

وتمكنت عملية "نبع السلام" من إحلال الاستقرار مجدداً بتلك المناطق الحدودية بعد تحييد الإرهابيين وتدمير ممرهم على طول الحدود التركية السورية.

إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود

خلال عملية "نبع السلام"، وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تمكنت القوات التركية والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، والمعروف سابقاً بـ"الجيش السوري الحر"، من دخول "رأس العين" والسيطرة عليها.

وبعد يوم واحد، أي في 13 أكتوبر/تشرين الأول، حررت القوات التركية منطقة "تل أبيض"، الواقعة على بعد 100 كيلومتر من مدينة "رأس العين" شمال شرقي سوريا، لتتمكن من تطهير المنطقتين من العناصر المسلحة لتنظيم "PKK/YPG" الإرهابي وإقامة منطقة آمنة على طول الحدود مع تركيا.

ونبهت تركيا المجتمع الدولي إلى أهمية بناء منطقة آمنة في شمال سوريا بهدف ضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين والقضاء على الإرهابيين.

وفي 24 سبتمبر/أيلول 2019، أي قبل بدء عملية "نبع السلام"، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه بإمكان السوريين من دول أخرى أيضاً العودة لوطنهم إذا ما جرى توسيع المنطقة الآمنة.

وأظهر خطاب أردوغان حرص تركيا القوي على حماية الأمن القومي التركي في حربها على الإرهاب، بجانب حرصها أيضاً على سلامة الأراضي السورية.

استعادة الحياة مجدداً

بعد تطهير "تل أبيض" و"رأس العين" في الشمال السوري كاملاً من عناصر التنظيمات الإرهابية بفضل عملية "نبع السلام"، وجهت تركيا الأولوية في المناطق الآمنة والمحررة نحو توفير الاستقرار للمدنيين السوريين، من خلال دعم الخدمات الصحية والبنية التحتية وكذلك التعليم.

وبدعم من تركيا، تأسست المجالس المحلية لإدارة شؤون السوريين في المنطقة، وعودة الحياة إلى طبيعتها وتمكين المدنيين من العودة إلى منازلهم بسلام.

وساهمت تلك المجالس، في توفير الخدمات الضرورية للأهالي واللاجئين العائدين، فقد وُفّرت فرص العمل لنحو 10 آلاف سوري في مختلف المجالات.

ومكن دعم الدولة التركية في "تل أبيض" و"رأس العين" بعد تطهيرهما من الإرهاب، من استعادة الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب ترميم المدارس القديمة وفتح أخرى جديدة، وشمل الدعم أيضاً بناء المساجد والطرق التي دمرتها العناصر الإرهابية.

كما استُعيدت البنية التحتية الخاصة بإمدادات الطاقة من السدود بعدما سيطر عليها الإرهابيون سابقاً.

العودة الآمنة للاجئين

مكنت عملية "نبع السلام" من القضاء نهائياً على التهديدات الإرهابية وآثارها، وعودة الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية والبنيات التحتية إلى "تل أبيض" و"رأس العين".

وشجّع هذا الأمر على ارتفاع العائدين من اللاجئين السوريين، إذ عاد أكثر من 30 ألف لاجئ كانوا يعيشون في تركيا بشكل طوعي، إلى "تل أبيض" بعد انتهاء عملية "نبع السلام".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً