مسجد ودير وآثار.. مبان تاريخية تصمد أمام الزلازل في هطاي / صورة: AA (AA)
تابعنا

رغم انهيار كثير من الأبنية في هاطاي التركية بسبب الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد، بقيت مبانٍ حجرية أثرية في قضاء بيلين التابع للولاية، ثابتة في وجه الهزات العنيفة.

وتضمّ هاطاي آثاراً تاريخية متنوعة، تعبّر عن حقب حضارية مختلفة، كما تضمّ متحفاً يحمل اسمها في مدينة أنطاكية التابعة لها، يقدّم لزواره رحلة عبر التاريخ من خلال الآثار المعروضة.

وبسبب الزلازل التي كان مركزها قضاءَي ألبيستان وبازارجيق بولاية قهرمان مرعش، انهار عديد من الأبنية في قضاء بيلين، كما تضررت أخرى بشدة، فيما بقيت المباني الأثرية ثابتة.

ليس الأول

ومن بين دمار الزلازل نجا مسجد تاريخي شيّده السلطان سليمان القانوني عام 1553 ويحمل اسمه، في حين أصابت أضرار طفيفة الحمام والخان الملحقين بالمسجد.

مصطفى أوكسوز، بائع حلويات، يزاول مهنته منذ 40 عاماً قبالة مسجد السلطان سليمان القانوني بهاطاي، تحدث عن نفسه قائلاً: "وُلدت وترعرعت في الحي، وتعلمت تلاوة القرآن في المسجد".

وأضاف أوكسوز أن والدته تطهو الطعام منذ سنوات طِوال لطلاب العلم في مسجد السلطان سليمان القانوني.

وتابع: "المسجد والحمام التاريخي ما زالا صامدين جيداً، هذا المكان صمد في وجه كل الزلازل، وأشدّها على الإطلاق الذي شهدناه حديثاً".

واستدرك: "أجل، به حطام بسيط، إلا أنه لم يُدمَّر بالكامل، به بعض التشققات، كما تعرَّض رخام المنبر داخل المسجد لتشققات".

ومن الأبنية الحجرية التي لم تتضرر أيضاً بسبب الزلازل، تلك الواقعة في حي "مخلص علي"، والتي يعود تاريخها إلى 470 عاماً، إذ نجت جميعها تقريباً ولم يتضرّر سوى أجزاء بسيطة، مئذنة وجدار أحد المساجد.

كنيسة أثرية

وفي حي صوغوقولوق، لم تتعرض كنيسة ودير الأم مريم التي شيدت من الحجارة عام 1920 لأي أضرار جراء الزلازل، إذ لم يُعثر على أي تشققات أو انهيارات عند فحص المبنى.

وعن تأثير الزلازل عن الحيّ، أفاد سليمان سونماز عضو مجلس المخترة في حي صوغوقولوق، بأنهم شعروا بشدة الزلزال، وأخلوا منازلهم على الفور ونزلوا إلى الشوارع.

ولفت إلى أن دير الأم مريم رُمّم قبل سنوات، إذ "لم تصبه أي تشققات، ليس به أي مشلكة، المباني القديمة دائماً متينة، أقيم هنا حيث الكنيسة منذ طفولتي، إنها قوية جدّاً ولم يصبها ضرر".

وأوضح أن المسؤولين عن الكنيسة يأتون من مدينة إسكندرون (جنوب غرب) صيفاً، برفقة الطلاب ويبيتون في المكان عدة أشهر.

وبيّن أن "الكنيسة المبنية من الحجارة خضعت لترميم بديع، فالخبير الذي رممها قال: (لن تصيبها أي ضرر، أضمن ذلك)، لقد أحسن صنعاً، لم تتعرض حتى لتشققات".

وفي 6 فبراير/شباط الماضي ضرب جنوبيّ تركيا وشماليّ سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجة، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، مما أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص وخلّف دماراً مادياً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً