الحرس الثوري الإيراني يعلن استهدافه قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق بعشرات الصواريخ الباليستية (وكالة فارس)
تابعنا

أعلن الحرس الثوري الإيراني فجر الأربعاء، استهدافه قاعدة عين الأسد الجوية العسكرية الأمريكية، بمحافظة الأنبار غربي العراق، بعشرات الصواريخ.

وذكر الحرس الثورى أنه أطلق عدداً من الصواريخ الباليستية على القاعدة المذكورة التي تتمركز فيها غالبية القوات الأمريكية بالعراق، كما نشرت وكالة فارس الإيرانية مقاطع فيديو لعملية القصف.

وقال الحرس الثوري في بيان إنه أطلق "عشرات الصواريخ أرض-أرض على القاعدة الجوية التي يحتلّها الجيش الأمريكي الإرهابي المعروفة بعين الأسد" بمحافظة الأنبار.

وأعلنت الحكومة الإيرانية، أنها لا تملك إحصائيات حول عدد القتلى والأضرار جراء استهداف "الحرس الثوري" لقاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أمريكية بالعراق.

وقال المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، في تصريحات لوسائل إعلامية محلية، إن "طهران لا تؤيد أي إحصائية للقصف الإيراني على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية".

وحول الهجوم، قالت وزارة الدفاع العراقية، إن مقرات التحالف الدولي تعرضت إلى قصف بـ22 صاروخاً، مشيرةً أن 17 منها سقطت على قاعدة "عين الأسد" الجوية، و5 صواريخ على أربيل.

كما كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال بالعراق عادل عبد المهدي الأربعاء، أن إيران أبلغت بلاده الضربة الصاروخية ضدّ القاعد الأمريكية قبل تنفيذها بقليل، دون ذكر مواقع محددة.

وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لعبد المهدي أنه "في نفس الوقت بالضبط، اتصل بنا الجانب الأمريكي، وكانت الصواريخ تتساقط على الجناح الخاص بقواتها في قاعدتي عين الأسد في الأنبار (غرب) وحرير في أربيل (شمال) وفي مواقع أخرى (دون تحديد)".

وتابع: "بالطبع كنا قد أنذرنا، فور تلقينا خبر الهجوم، القيادات العسكرية العراقية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولم تردنا لحد اللحظة أية خسائر بشرية لدى الجانب العراقي، ولم تردنا رسميا الخسائر في جانب قوات التحالف (الدولي)".

ودعا عبد المهدي الجميع إلى "ضبط النفس وتغليب لغة العقل والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية وقرارات حكومتها، ومساعدتها على احتواء وتجاوز هذه الأزمة الخطيرة التي تهددها والمنطقة والعالم بحرب مدمرة شاملة".

ويأتي الهجوم الصاروخي الإيراني بعدما توعدت طهران بـ"الرد" على هجومٍ أمريكي الجمعة، قُتِل فيه قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في بغداد.

من جانبه، أكّد البنتاغون الاستهداف، وقال إن إيران أطلقت فجر الأربعاء "أكثر من 12 صاروخاً" على قاعدتين عسكريتين في العراق تستخدمهما القوات الأمريكية، مشيراً إلى أنه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل "الردّ" على هذه الضربة.

"ردّ ساحق"

واستباقاً لأي ردّ أمريكي، هدّد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري الأربعاء، بأن بلاده ستواجِه بردّ "ساحق"، أي خطوة جديدة لواشنطن عقب استهداف القاعدتين الأمريكيتين في العراق.

وقال باقري في بيان أصدره حول القصف الصاروخي الإيراني، إن القصف جاء ردّاً على مقتل قاسم سليماني. واعتبر باقري أن القصف الصاروخي "مجرد إشارة بسيطة إلى مدى قوة القوات المسلحة الإيرانية".

وتابع: "سنردّ ردّاً ساحقاً وقاطعاً على أي خطوة جديدة للولايات المتحدة". وشدد على أنه يجب على الولايات المتحدة سحب جيشها من المنطقة في أقرب وقت ممكن.

في السياق ذاته أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه سيُدلِي بتصريحات صباح الأربعاء حول الضربة.

وقال ترمب في تغريدة على تويتر، إن "كل شيء على ما يُرام! لقد أُطلِقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق، ويجري الآن تقييم الخسائر والأضرار، ولكن كل شيء على ما يرام حتى الآن، فلدينا الجيش الأقوى والأفضل تجهيزاً في العالَم، بفارق شاسع! سأدلي بتصريح صباح غد".

رسالة تحذير

من جانب آخر بعثت الحكومة الإيرانية الأربعاء، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، تؤكّد فيها عدم سعي طهران وراء إشعال حرب في المنطقة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن الحكومة بعثت برسالة إلى مجلس الأمن، وأمين عامّ الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عقب الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدتين أميركيتين في العراق.

وقالت إيران في الرسالة إنها "لا تسعى وراء حرب، بل توجّه تحذيراً حيال جميع أشكال المغامرات العسكرية المحتملة ضدّها".

مخاوف إسرائيلية

في سياق متصل، يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغَّر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" الأربعاء، لبحث التصعيد الأمريكي-الإيراني.

ولوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتوجيه "ضربة ساحقة" في حال أقدمت إيران على ضرب أهداف إسرائيلية. وقال نتنياهو: "كل من يحاول مهاجمتنا، سيعاني أكثر من ضربة ساحقة".

وجدّد نتنياهو تهنئته الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على قرار اغتيال سليماني، مؤكّداً أنه "ليس لأمريكا صديق أفضل من إسرائيل، وليس لإسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة".

وتخشى إسرائيل أن يطالها الرد الإيراني، بينما نأى مسؤولون إسرائيليون بأنفسهم عن أي علاقة بعملية اغتيال سليماني.

وكان البرلمان العراقي صوّت الأحد على قرار يدعو فيه الحكومة العراقية إلى إنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد. بعد ذلك هدّد ترمب الاثنين، بفرض عقوبات على العراق إذا طالبت بغداد برحيل القوات الأمريكية بطريقة غير ودية.

وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وتأتي هذه التطورات على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الجمعة، فيما توعدت إيران والفصائل الموالية لها في العراق ودول أخرى بـ"الانتقام".

ويشكّل هذا التطوُّر تصعيداً كبيراً بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً