أهالي السويداء يخرجون في مظاهرات رافضة لانتخاب بشار الأسد (Louai Beshara/AFP)
تابعنا

على الرغم من المعرفة المسبقة لنتيجة الانتخابات السورية، وهي فوز بشار الأسد كما فاز في كل جولة منذ توليه السلطة، فإنّها تأتي هذه المرة وسط رفض داخلي في مناطق سيطرته ومن معسكرات كانت الداعم الأكبر له.

انطلقت هذه المعارضة من مدينة السويداء السورية جنوباً، بعد خروج الأهالي عن صمتهم ليعلنوا مقاطعة الانتخابات "ورفضهم القاطع" لانتخاب بشار الأسد، بعدما حمّلوه المسؤولية الكاملة عن إفقار عائلات المدينة وتشريد أبنائها.

أهالي المدينة، وهم غالبية دروز، خرجوا في مظاهرات رافضة للانتخابات ومزّقوا صور بشار الأسد والمرشحين الأخرَين، وهو مشهدٌ يُذكّر بأحداث عام 2011 التي اندلعت بسببها شرارة الثورة السورية.

وكتب مجهولون على جدران المدينة شعارات وعبارات مناهِضة لنظام الأسد ورافضة لانتخابه في حملة بدأها ناشطون في شهر فبراير/شباط الماضي عمّت أرجاء المدينة.

المشهد في السويداء هذا أنذر النظام بالخطر، خصوصاً أنّ وتيرته زادت قبل أيام من موعد الانتخابات، ما دفع حكومة الأسد إلى المسارعة إلى استرضاء أهالي المدينة عبر إرسال وفد حكومي رفيع المستوى، يحمل في جعبته 5 مليارات ليرة سورية لدعم المحافظ، فيما وصف البعض المساعدة بمحاولة إسكاتهم.

وذكرت مصادر محلية في السويداء أن هذه الزيارة تأتي "لتهدئة الأوضاع وتنفيس الاحتقان قبيل الانتخابات الرئاسية، لا سيما أنّ المظاهر الاحتفالية والبذخ على الدعايات الانتخابية والصور والمهرجانات الخطابية التي ترعاها الأفرع الأمنية والحزبية والمليشيات الرديفة تستفز أهالي المحافظة الذين يعانون أوضاعاً معيشية قاسية جداً".

وبالتوازي مع ذلك نظم جهاز المخابرات احتفالات وخيماً مضافة على مقربة من الأفرع الأمنية في المدينة، حاوطوها بلافتات وصور داعمة لبشار الأسد وحملته الانتخابية.

مصادر إعلامية: رئيس الحكومة "حسين عرنوس" يقدم خمسة مليارات ليرة سورية، دعم لمحافظة #السويداء وموزعة على عدد من الدوائر الخدمية على رأسها مديرية المياه، خلال زيارة الفريق الحكومي اليوم الأحد.

Posted by ‎السويداء 24‎ on Sunday, May 23, 2021

وما جرى في السويداء لم يكن الأول ولا الوحيد، ففي العاصمة دمشق مزّق مجهولون صور بشار الأسد في منطقة دويلعة، وحي كشكول التابع لبلدة جرمانا بريف دمشق، وهو ما دفع السلطات إلى شن حملة أمنية مكثفة للقبض على المنفذين.

وقال الأسد على حساب حملته الانتخابية التي ترفع شعار "الأمل بالعمل" على فيسبوك: "إذا كانت الحرب تفرض نفسها على جدول أعمالنا فذلك لا يعني أن تمنعنا أداء واجباتنا".

لكنّ السوريين المعترضين يرون أنّ النظام لا ينفذ أدنى واجباته، وأعلنوا رفضهم الانتخابات الرئاسية التي وصفوها بالمهزلة، لأنها حسب بيانات صدرت عنهم يُراد منها تسويق نظام الأسد "الذي ارتكب على مدى سنوات جرائم حرب بحق الشعب السوري واستقدم عدة احتلالات إلى البلاد لتثبيت كرسي حكمه على أكوام الجماجم والدمار".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً