ارتفاع عدد ااقتلى الفلسطينيين منذ تولي الحكومة اليمينية الجديدة التي يترأسها بنيامين نتنياهو مقاليد السلطة في إسرائيل / صورة: صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية (صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية)
تابعنا

تشهد الضفة الغربية المحتلة بعضاً من أسوأ أعمال العنف منذ سنوات إذ صعّدت إسرائيل عملياتها في الأراضي الفلسطينية. ويتزايد عدد القتلى الفلسطينيين منذ تولي الحكومة اليمينية الجديدة التي يترأسها بنيامين نتنياهو زمام السلطة في إسرائيل.

تعيش عائلتان فلسطينيتان حالة من الحزن والصدمة بعد استشهاد رب الأسرة برصاص القوات الإسرائيلية في واقعتين مختلفتين الشهر الماضي.

ففي التاسع عشر من يناير/كانون الثاني حدث ما لم يكن في حسبان عائلة جواد فريد بواقنة (58 عاماً)، مدرس التربية الرياضية الفلسطيني، إذ نزل الأب من بيته في محاولة لإسعاف شاب أُصيب في اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلية أمام منزله في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة فأصابه رصاص قناص كان في مبنى مجاور وأرداه قتيلاً.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث.

وقالت آلاء، ابنة جواد التي كانت معه عندما أُصيب: "لو بدي بس أحكي عن والدي بدي عمرين لحد ما أخلص، هذا إذا خلصت، مش عارفة إذا رح أقدر أوصفه بالنسبة لي كان شخص ما رح يتكرر في الحياة كان رجل الأحلام، كان كثير حنون وكانت شخصيته كثير قوية، دايما بحب البنت شخصيتها تكون كثير قوية".

وتتابع "مع كل رمشة عين بشوف أبوي يهوي.. كان نازل على الأرض (بعد إصابته). هذا المشهد رح يضل معي طول حياتي".

وتقول: "كان كل شي في البيت. كان عمود البيت كان حامل كل المسؤولية. كل الحياة كان هو". ولا تُخفي آلاء أن رحيل والدها سيترك فراغا في حياتها، قائلة "كل الفراغ ما في أي شي في الدنيا ممكن يعوض لحظة واحدة عن فراغه لأنه كان كل شي بمعنى كلمة كل شي".

وفي الخامس عشر من يناير، قتل جنود إسرائيليون الفلسطيني أحمد كحلة (45 عاماً) من قرية رمون بشرق رام الله في ظروف مختلفة قليلاً إذ حدث عراك بينه وبين الجنود الإسرائيليين على حاجز عسكري فرشوا وجهه ووجه ابنه برذاذ الفلفل وانتهى الأمر بإطلاق النار عليه وقتله.

وكحلة أب لخمسة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر عشرين عاماً وأصغرهم خمسة أعوام وكان متوجها برفقة ابنه البكر إلى عمله في مجال الإنشاءات بقرية في غرب رام الله عندما وقع العراك.

وقال أخوه عماد كحلة "يعني بالنسبة لأخوي أحمد أنا (…) ما تصورت إن أخوي أحمد اللي استشهد".

كما تحدث أخوه زايد كحلة إلى رويترز مؤكداً أنهم لا يصدقون بعد مرور نحو عشرين يوماً على مقتل أحمد أنه "استشهد".

وقالت زهية زوجة كحلة والدموع لم تفارق عينيها إن رحيل زوجها كسر ظهرها. وأضافت في حديث إلى رويترز "شو بدي أحكيلك؟ جرح يعني كسرة ظهر أحمد هو اللي كان موقفنا في الحياة.. رحيله كسرني كثير بس الحمد لله".

وتجد زهية صعوبة في إخبار ابنها الصغير ذي الخمس سنوات بما حدث لأبيه.

وتحمد زهية الله أن ابنها البكر قصي الذي كان مع أبيه لم ير مقتله بسبب رشه برذاذ الفلفل ورغم أنه سمع صوت الرصاص الذي أُطلق على أبيه ولكنه اعتقد أنهم أصابوهم إذ شاهد بعد ذلك الدم على الأرض قبل أن يعرف من الجنود أنهم قتلوه إذ قال له أحدهم إنه قتل أبيه.

وقالت زهية إن ابنها لا يزال يعيش الصدمة ولا يريد أن يتحدث مع الصحفيين وطلب منها ألا تجري حوارات مصورة مع الصحافة فوعدته بأنها لن تفعل، لذلك لم تتمكن رويترز من إجراء مقابلة مصورة معها.

وقتلت القوات الإسرائيلية 35 فلسطينياً خلال يناير.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن 42 فلسطينياً استشهدوا برصاص القوات الإسرائيلية منذ بداية العام الجاري فيما تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل سبعة إسرائيليين خلال الفترة نفسها.

وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل والضفة الغربية الشهر الماضي ودعا إلى إنهاء العنف المتجدد مؤكداً دعم واشنطن حل الدولتَين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.

وحث بلينكن الجانبَين على التزام الهدوء وترك فريقاً بالمنطقة لمواصلة خفض التصعيد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً