جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن الإمارات ومصر وسلطنة عمان والجزائر، ومشيخة الأزهر غداة مواقف مماثلة من السعودية وقطر والكويت والأردن والعراق وجامعة الدول العربية،
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، إن قوات الجيش توغلت برياً في المنطقة العازلة مع سوريا، مع استمرار تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة.
وأعلنت تل أبيب، الأحد، انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظمهم مساحتها منذ 1967.
وأفادت الخارجية الإماراتية، في بيان، بأن بلادها "تدين بشدة استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجو لان (السوري المحتل)"، مؤكدة "حرص الإمارات على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها".
في السياق، قالت وزارة الخارجية المصرية عبر بيان، إن "المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا تتطلب تكاتف جهود كل أبنائها لتدشين عملية سياسية شاملة ذات ملكية وطنية سورية خالصة، دون إملاءات أو تدخلات خارجية". وأكدت حرص مصر على "التواصل مع الأشقاء في سوريا، وبذل كل الجهد لإنجاح العملية السياسية الشاملة التي تحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، وتقطع الطريق على أي محاولة لاستغلال الأوضاع الحالية للمساس بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها".
وفي سلطنة عمان، أعربت وزارة الخارجية في بيان، عن "إدانة إقدام القوات الإسرائيلية على احتلال أجزاء جديدة من الأراضي السورية في المنطقة الحدودية العازلة وخرقها لاتفاق فض الاشتباك، مع استمرار قصفها العسكري على مواقع في العاصمة دمشق ومناطق أخرى"، وأكدت أن "هذا الانتهاك يُضاف إلى سجل إسرائيل الإجرامي في المنطقة، بما يؤكد مجدداً الطبيعة العدوانية لها وسياساتها المستمرة لتقويض الشرعية الدولية.
كما أدانت الجزائر في بيان "انتهاك جيش الكيان الصهيوني لسيادة سوريا والاعتداء على أراضيها، بعد استيلائه على المنطقة العازلة في الجولان المحتل".
وأكدت الجزائر، في بيان وزارة الخارجية، أن "جيش الكيان الصهيوني استغل الظروف الحالية التي تمر بها سوريا وحالة عدم الاستقرار في المنطقة. لفرض أمر واقع جديد يتماهى مع السياسة التوسعية والاستيطانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الصهيوني".
من جانبه، استنكر الأزهر في بيان "انتهازية الصهاينة واستغلالهم ما تمر به سوريا للسطو على أرضها ومقدراتها". وأكد أن "هذا الكيان المحتل اعتاد على اغتصاب أراضي دول المنطقة، ونهب ثرواتها، وتسخير مواردها لخدمة مصالحه".
كما دعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، (غير حكومية) في بيان، الدول العربية والإسلامية كافة ودول العالم والمؤسسات الدولية إلى "التصدي الفوري للاعتداءات والعربدة والاستباحة الإسرائيلية لسوريا ومقدراتها واحتلال أجزاء إضافية من أراضيها". واعتبرت ذلك التحرك الإسرائيلي "يمثل عبثاً صارخاً بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ومستقبل الشعب السوري".
والاثنين، رفضت عدة دول عربية، الاستيلاء الإسرائيلي على المنطقة العازلة.
وقالت الخارجية السعودية في بيان، إن "الاعتداءات التي نفذتها حكومة الاحتلال ا لإسرائيلي عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان (السوري المحتل)، واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للأراضي السورية، يؤكدان استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعزمها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها".
كما قالت قطر في بيان للخارجية: "تدين قطر بشدة استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، وتعتبره تطوراً خطيراً واعتداء صارخاً على سيادة ووحدة سوريا وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي".
وحذرت من أن "سياسة فرض الأمر الواقع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك محاولاته احتلال أراض سورية، ستقود المنطقة إلى المزيد من العنف والتوتر".
وأعربت الكويت في بيان للخارجية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية". واعتبرته "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، والتي أكدت ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية".
وأكدت الكويت "أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، لوضع حد لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، حفاظاً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين"
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمة أمام مجلس نواب بلاده: "ندين دخول إسرائيل الأرضَ السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة"، وفق بيان للخارجية الأردنية. وأضاف: "نرفض هذا العدوان رفضاً قاطعاً، ونؤكد وحدة سوريا ووحدة أراضيها وتماسكها، وهذا يشمل وحدة أراضيها فيما يتعلق بالحدود مع إسرائيل".
كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، عن "إدانتها استيلاء الكيان الصهيوني على المنطقة العازلة مع سوريا في الجولان والأراضي المجاورة لها"، مبينة أن "هذا الإجراء يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
أما جامعة الدول العربية، فأعربت في بيان الأحد، عن "الإدانة الكاملة لما تسعي اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إلى تحقيقه بشكل غير قانوني، مستفيدة من تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا، سواء علي صعيد احتلال أراضي إضافية في الجولان، أو اعتبار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974منتهياً".
و اتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) جرى توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو/أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية. وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعاً تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي جرى احتلالها في حرب 5 يونيو/حزيران 1967.
وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وجرى إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما.
ومنذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967، تحتل إسرائيل نحو 1200 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كلم مربع، ولا تتوفر معلومة بشأن مساحة المنطقة العازلة.