وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن الاحتلال اعتقل ما يقرب من 40 فلسطينياً في مناطق مختلفة في الضفة الغربية. وتركزت الاعتقالات في محافظتَي أريحا والخليل بصورة أساسية ومحافظات قلقيلية وجنين وطوباس وبيت لحم، وفق ما أفادت به هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
كما أفادت الوكالة بأن قوات إسرائيلية اقتحمت قرية المغيّر شمال شرق مدينة رام الله ونكّلت بأربعة مواطنين.
وشمال غرب رام الله، ذكرت الوكالة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم قرية دير نظام، كما اقتحم بلدة سردا شمال المدينة، "دون أن يبلغ عن اعتقالات أو مواجهات".
وشمالي الضفة، قال تليفزيون فلسطين (حكومي) إن "شاباً أصيب خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس"، دون توضيح طبيعة الإصابة، مشيراً إلى مواجهات اندلعت بالتزامن مع اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدة أحياء في المدينة.
في حين ذكرت وفا أن جيش الاحتلال اقتحم قرية مادما جنوب المدينة "وداهم عدداً من المنازل وفتّشها وعبث بمحتوياتها"، كما اعتقل شاباً من مدينة طوباس "بعد مداهمة منزل ذويه في المدينة".
كما هاجم مستوطنون إسرائيليون، مساء الاثنين، تجمعاً فلسطينياً في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية ورشقوا المساكن بالحجارة.
وقال مهدي دراغمة، رئيس مجلس محلي منطقة المالح في الأغوار الشمالية، للأناضول إنّ نحو 15 مستوطناً هاجموا تجمع عين الحلوة الفلسطيني، ورشقوا المساكن بالحجارة، وأثاروا الرعب والخوف بين السكان وخصوصاً الأطفال".
أما جنوبي الضفة فذكرت الوكالة أن شاباً "أصيب بكسر في قدمه اليمنى ورضوض في أنحاء متفرقة من جسده، ونُقل إلى مستشفى الأهلي (في مدينة الخليل) لتلقي العلاج (...) إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه في بلدة دورا جنوب مدينة الخليل" في أثناء مداهمة البلدة.
وجنوب الخليل أيضاً قال شهود عيان إنّ جيش الاحتلال اقتحم مخيم الفوار للاجئين وأغلق جميع الطرق الترابية البديلة التي استحدثها السكان لمغادرة المخيم بعد إغلاق مدخله الرئيسي الذي يربط بمدينة الخليل منذ أيام.
وذكر الشهود أن الجيش "منع المواطنين من استخدام المدخل الرئيسي للمخيم والمرور مشياً على الأقدام باتجاه بلدة دورا (شمال المخيم) والدخول أو الخروج".
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، فإن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة من بوابات وحواجز عسكرية أو ترابية، التي تقسم الأراضي الفلسطينية بالضفة وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع، بلغت 872، منها أكثر من 156 بوابة حديدية وُضعت بالتزامن مع بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تسمم الأسرى الفلسطينيين
وأصيب عدد من الأسرى الفلسطينيين بحالات تسمم في سجن إسرائيلي جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، نتيجة تناولهم "طعاماً فاسداً".
وقال نادي الأسير إنّ "محامية هيئة الأسرى نقلت عن 9 أسرى -زارتهم (أول من أمس) الأحد- في عتصيون أنهم أصيبوا بالتسمم بعد ظهور أعراض مشتركة على كل الأسرى عقب تناولهم وجبات الطعام".
وأضاف أن "هذه الحالة ليست الأولى في عتصيون حيث سجلت حالات تسمم بحق الأسرى المحتجزين في المعتقل عدة مرات ورصد ذلك أكثر من مرة خلال السنوات الماضية".
وقالت المنسقة الإعلامية للنادي أماني سراحنة إن عتصيون "مركز محطة توقيف وتحقيق ينقل بعدها الأسرى إلى السجون، وبه 111 أسيراً"، مشيرة إلى أن الأسرى الذين أصيبوا بالتسمم "لم يتلقوا العلاج".
من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى إنها "رصدت تعرض عدد كبير من أسرى تحقيق معتقل عصيون لحالات تسمم، جراء وجبات طعام فاسدة قدمت لهم من قبل إدارة المعتقل".
وأضافت الهيئة -وفقاً لمحاميها (لم تسمِّه) الذي زار المعتقل بصعوبة (أول من) أمس (الأحد)- أن "الأسرى بعد وجبات الطعام التي قدمت لهم شعروا بآلام شديدة بالبطن وإسهال وقيء وضعف وهزال واصفرار بالوجه، وفقدوا كثيراً من السوائل في جسمهم وأصبحوا غير قادرين على الوقوف، كما أن عديداً منهم أصيبوا بحالة من الإغماء".
وأضافت الهيئة أن إدارة السجون "تتعمد منذ بدء العدوان على غزة ممارسة أبشع العقوبات بحق الأسرى، ومن ضمنها إبقاؤهم بالجوع لفترات طويلة، والاكتفاء بتقديم وجبات سيئة لهم كمّاً ونوعاً، وفضلاً عن ذلك فإنّ إدارة السجون تقابل كل من يعترض على ذلك بالضرب المبرح والعزل".
ووفق الهيئة والنادي فإنّ حصيلة الاعتقالات في الضفة منذ بدء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت "أكثر من 12 ألف حالة اعتقال (...) إلى جانب اعتقال العشرات من العمال الفلسطينيين، والآلاف من غزة لم يُحصَر عددهم".
هاجم مستوطنون إسرائيليون، مساء الاثنين، تجمعاً فلسطينياً في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية ورشقوا المساكن بالحجارة وسط تصاعد اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبموازاة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالاً عن مقتل 809 فلسطينيين، وإصابة نحو 6 آلاف و450، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.