الهجوم الروسي على أوكرانيا يدخل شهره الثاني (Gleb Garanich/Reuters)
تابعنا

يجتمع قادة دول غربية الخميس، في بروكسل غداة دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعوب العالم إلى التظاهر في الشوارع ضدّ الهجوم الروسي على بلاده بعد شهر من بدايته.

ودعا زيلينسكي في تسجيل فيديو تحدّث فيه بالإنكليزية إلى "رفع الشعارات الأوكرانية دعماً لأوكرانيا ودعماً للحرية وللحياة"، مضيفاً: "انزلوا إلى ساحاتكم، إلى شوارعكم، أظهِروا أنفسكم وأسمِعوا أصواتكم".

وتوجّه أيضاً إلى الروس بالقول: "إذا تمكّنتم من مغادرة روسيا، غادروا ولا تدفعوا الضرائب في سبيل هذه الحرب".

ومع دخول الهجوم الروسي لأوكرانيا شهره الثاني، ستعقد في بروكسل في يوم واحد ثلاث قمم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.

واتّهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باقتراف "خطأ كبير" بإطلاقه هجوماً عسكرياً ضد أوكرانيا، و"بالتقليل من شأن" المقاومة الأوكرانية".

وأضاف ستولتنبرغ: "ستبحث القمة الاستثنائية للحلف في تعزيز دفاعات الحلف في شرق أوروبا".

ولفت أمين عام الناتو إلى أن الرئيس الأوكراني "سيخاطب قادة الحلف الذين سيبحثون في الدعم اللازم لمساعدة أوكرانيا في ممارسة حقها في الدفاع عن النفس"، مشيراً إلى أن الناتو سيُناقش أيضاً "تجديد دفاعاته على المدى الطويل في جانبه الشرقي"، بدءاً بالموافقة على عمليات جديدة لنشر جنود في رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا.

وحسب البيت الأبيض، تهدف اجتماعات الخميس إلى تعزيز العقوبات التي فُرضت على موسكو لتجنّب محاولات التفافها عليها، وتعزيز موقع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية على المدى الطويل.

ووصل بايدن مساء الأربعاء إلى العاصمة البلجيكية، على أن يتوجّه إلى بولندا الجمعة.

ويُنتظر أن تعلن الولايات المتحدة الخميس، "مجموعة من العقوبات تشمل في الوقت نفسه شخصيات سياسية" و"متمولين" من روسيا.

إرسال أسلحة

ودعا زيلينسكي الذي يُتوقّع أن يلقي كلمة عبر الفيديو خلال اجتماعات بروكسل، الناتو إلى تزويد بلاده بالأسلحة، قائلاً: "نظّفوا أرضنا من الغزاة وأعيدوا السلام إلى أوكرانيا".

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء أنّ بلاده سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي، ما يمثل زيادة بأكثر من الضعف في الأسلحة الفتاكة الدفاعية التي قرّرت لندن تزويد كييف بها منذ بدأ الغزو الروسي.

وأعلنت أيضاً السويد وألمانيا إرسال آلاف الصواريخ الجديدة الى أوكرانيا.

وكانت القوات الأوكرانية تلقّت ألف صاروخ و500 قاذفة صواريخ أرض جو من طراز ستينغر من احتياطيات الجيش الألماني.

وأكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء أنّ حكومته "خلصت إلى أنّ عناصر في القوات الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا"، متعهّداً مقاضاة المسؤولين عنها.

وعلى الأرض في أوكرانيا، يتواصل حصار مدينة ماريوبول في جنوب شرق البلاد. وقال زيلينسكي الأربعاء، إن نحو مئة ألف شخص ما زالوا عالقين في المدينة "في ظروف غير إنسانية، بدون طعام، بدون ماء، بدون دواء، وتحت قصف مستمر".

شموع في مستشفى ماريوبول

وفي أبرز مستشفى في مدينة ماريو بول الأوكرانية، يُقدّم العلاج للمرضى في الطوابق السفلية على ضوء الشموع، حسب ما أفاد مجلس البلدية.

وكتب مجلس البلدية على تطبي "تلغرام"، "تبقى الشموع هي مصدر الإضاءة الأساسي. يحاول (المستشفى) توفير الوقود قدر الإمكان، لذا فإن مولدات الديزل تستخدم فقط للعمليات المعقّدة"، مشيرًا إلى أن ما بين 600 و700 من سكان المنطقة المجاورة لجأوا أيضاً الى المستشفى.

وفي الجانب الروسي، لا توجد معلومات عن الخسائر في صفوف الجيش، لكن مسؤولاً كبيراً في الناتو قال إن الجيش خسر حتى الآن بين سبعة آلاف و15 آلاف جندي في أوكرانيا، مستنداً إلى معلومات صادرة عن السلطات الأوكرانية وعن أجهزة الاستخبارات الغربية.

واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء أن الهجوم الروسي على أوكرانيا "متعثّر رغم كل الدمار الذي يتسبب به يوماً بعد يوم"، داعياً موسكو إلى وقف القتال "حالاً".

مواقع دفاعية

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية طالباً عدم نشر اسمه لصحفيين، إنّ "الأوكرانيين نجحوا في دفع الروس للتراجع إلى بُعد 55 كلم شرق وشمال شرق كييف"، موضحاً أنّ هذا الأمر يمثّل تغييراً في الوضع الميداني حول العاصمة.

وأضاف المسؤول الأمريكي: "بدأنا نراهم يتحصّنون ويقيمون مواقع دفاعية".

ويواصل الجيش الروسي قصف المدن الكبرى بشكل مكثّف. وسجلت هيئة الأركان العامة الأوكرانية 250 طلعة جوية روسية الأربعاء بزيادة 60 طلعة عن الثلاثاء.

وأوردت الخميس على صفحتها على فيسبوك ما يأتي "لا تزال الأهداف الرئيسية للعدو البنى التحتية العسكرية والمدنية في كييف وتشيرنيف وخاركيف".

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عمليات عسكرية واسعة في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً