مدينة باخموت تشهد معارك دموية عنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك الجارية في الشرق، بما يشمل المعارك في باخموت وحولها، في وقت يتحدث فيه كل طرف عن قتال وحشي في المدينة بينما تكثف روسيا حملتها الشتوية للسيطرة عليها.

وأصبحت باخموت المدمرة هدفاً رئيسياً للهجمات الروسية وتحوّلت المعارك الدائرة فيها إلى أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي، الاثنين: "الوضع صعب ومؤلم جداً في الشرق. علينا تدمير القوة العسكرية للعدو، وسنفعل ذلك". واعتاد زيلينسكي إلقاء خطاباته ليلاً منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من عام.

المحكمة الجنائية الدولية تتحرك

من ناحية أخرى، قال مصدر لوكالة رويترز إنه من المتوقع أن تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر اعتقال لمسؤولين روس يُشتبه في ترحيلهم أطفالاً من أوكرانيا قسراً بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية المدنية، فيما ستكون أولى قضايا جرائم حرب دولية تتعلق بالحرب في أوكرانيا.

ومن المؤكد أن ترفض موسكو أوامر اعتقال مسؤوليها، لكن من شأن محاكمة تتعلق بجرائم حرب دولية أن تزيد عزلة موسكو الدبلوماسية.

ورغم ذلك، تقف موسكو، فيما يبدو، على أعتاب انفراجة دبلوماسية لطالما سعت إليها، إذ أبلغت مصادر رويترز أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يزور روسيا الأسبوع المقبل.

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلبات للتعليق. وقال الكرملين إن ليس لديه ما يعلنه.

وتتهم أوكرانيا والدول الغربية الحليفة روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" باستهدافها المدنيين والبنية التحتية المدنية، وهي اتهامات تنفيها موسكو.

وقال مصدر مطلع إن المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت تحقيقاً في وقوع جرائم حرب في أوكرانيا العام الماضي، من المنتظر أن تسعى إلى استصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين روس على صلة بالصراع "في المدى القريب"، وفقاً لرويترز.

وأضاف المصدر أنه لم تتضح بعد هوية المسؤولين الروس الذين قد يسعى المدعي العام بالمحكمة إلى استصدار أوامر للقبض عليهم أو الموعد المحتمل لاستصدار مثل تلك الأوامر، لكنها ستتضمن جريمة الإبادة الجماعية، حسب المصدر نفسه.

ورفض مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية التعليق.‭‭ ‬‬ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب رويترز للتعليق.

وقال قسطنطين كوساتشيوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إن المحكمة الجنائية الدولية لا سلطة لها على روسيا منذ أن سحبت الأخيرة تأييدها في 2016، مضيفاً أن "المحكمة الجنائية الدولية هي أداة للاستعمار الجديد في أيدي الغرب".

ونفت روسيا اتهامات سابقة بأنها نقلت أوكرانيين قسراً. لكنها لم تخفِ برنامجاً أخذت بموجبه آلاف الأطفال إلى روسيا فيما تصورها على أنها حملة إنسانية لحماية الأيتام والأطفال المتروكين في منطقة الصراع.

في المقابل، تقول أوكرانيا إن آلاف الأطفال الأوكرانيين المرحّلين تتبناهم أسر روسية ويعيشون في مخيمات وملاجئ ويجري منحهم جوازات سفر روسية وتنشئتهم على رفض الجنسية الأوكرانية.

ويعرف ميثاق الإبادة الجماعية للأمم المتحدة "نقل الأطفال قسراً من جماعة إلى جماعة أخرى" بأنه واحدة من خمسة أفعال يمكن مقاضاة مرتكبيها باعتبارها إبادة جماعية.

تطورات ميدانية

وفي ساحة المعركة قال جنود أوكرانيون أمس الاثنين إنهم يصدون هجمات قرب كريمينا شمالي باخموت.

وفي غابة على بعد نحو 8 كيلومترات من الجبهة، سُمِعت أصوات المدافع مستهدفة مراكز الروس باتجاه الشمال الشرقي. ودوت انفجارات مستمرة بطول المسافة، مما يشير إلى تواصل القتال العنيف.

وأدت حرب الخنادق، التي يصفها الجانبان بأنها "مفرمة لحم"، إلى وقوع عدد هائل من القتلى في باخموت حيث أعلن كلا الجانبين مقتل المئات من قوات العدو.

وتقول روسيا إن السيطرة على باخموت ستفتح الطريق أمام السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل، وهي هدف حربي رئيسي، فيما تقول أوكرانيا التي قررت عدم الانسحاب والدفاع عن باخموت، إن إنهاك الجيش الروسي الآن سيسهل عليها هجومها المضاد لاحقاً.

لكن لا يوجد اتفاق بين المحللين العسكريين حول أن الدفاع عن باخموت أفضل استراتيجية لأوكرانيا.

وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جادانوف في مقابلة: "حتى الآن لدينا معلومات حول إرسال أوكرانيا قوات الاحتياط التي تدربت في دول غربية إلى باخموت. ونتكبد خسائر بين قوات الاحتياط التي ننوي استخدامها في الهجمات المضادة".

وأضاف: "يمكن أن نخسر هنا كل شيء أردنا استخدامه في تلك الهجمات المضادة".

من جانبه، قال المؤرخ العسكري الأوكراني رومان بونومارين كو إن خطر تطويق المدينة "حقيقي جداً". وأضاف لإذاعة "إن.في" الأوكرانية: "لو تخلينا ببساطة عن باخموت وسحبنا قواتنا ومعداتنا لا يمكن أن يحدث شيء فظيع.. لو أحكموا الحصار سنخسر الرجال والعتاد".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً