وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) بأن عشرات من "الحريديم" تظاهروا لساعات أمام مكتب التجنيد في بلدة "كريات أونو" التابعة لمدينة تل أبيب، للتعبير عن رفضهم فرض قانون التجنيد بحقهم.
وحدثت مناوشات بين "الحريديم" وقوات الشرطة، التي وقفت أحدهم للاشتباه في مهاجمته عناصرها، وارتكب المحتجون أعمال شغب، وهتفوا: "نازيون" في وجه الشرطة، وأغلقوا الطريق الرئيسي في البلدة، وفق الهيئة.
هاليفي يعلق
وأمس الأربعاء، علق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال جولة ميدانية قرب حدود لبنان، على الأزمة الداخلية بشأن قانون تجنيد "الحريديم"، وطالب بزيادة عدد جنود الجيش من قوات الاحتياط والقوات النظامية، حسب القناة 12 العبرية (خاصة).
وعلى موقعها الإلكتروني أكدت القناة أن "تصريحات رئيس الأركان جاءت تعليقاً على الأزمة الداخلية بشأن قانون تجنيد "الحريديم" (اليهود المتدينين) في الجيش الإسرائيلي".
ويشكل الحريديم نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ 10 ملايين نسمة، ويحتجون منذ فترة على بدء تجنيدهم في الجيش، وهم عادة لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
وبعد أن كانوا يتمتعون بإعفاءات من التجنيد، شرع جيش الاحتلال خلال يوليو/تموز الماضي في إرسال أوامر استدعاء إلى "حريديم" لأداء الخدمة العسكرية. وكان من المفترض أن في المرحلة الأولى خلال عام 2024، تجنيد 3 آلاف شاب من الحريديم، لكن أعداداً قليلة جداً منهم استجابت لأوامر التجنيد.
فيما قررت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل)، في 25 يونيو/حزيران الماضي، إلزام الحريديم التجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي نقصاً في عدد عناصره، جراء قتاله على جبهات عديدة في آن واحد منذ فترة كبيرة وتكبده خسائر بشرية يومية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على قطاع غزة، وبدأت حرباً واسعة على لبنان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، كما تنفذ من حين إلى آخر غارات جوية دموية على اليمن وسوريا وتتبادل ضربات جوية مع إيران، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية.