يعد بارديلا أول شخص يقود الحزب لا يحمل اسم لوبان منذ تأسيسه قبل نصف قرن / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

انتُخب جوردان بارديلا السبت على رأس حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا خلفاً لمارين لوبان التي جاءت ثانية في الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان، في ظل جدل أثاره نائب متّهم بالعنصرية.

وفاز بارديلا العضو في البرلمان الأوروبي البالغ من العمر 27 عاماً، في تصويت حزبي داخلي بنسبة 85% من الأصوات وفقاً للنتائج التي جرى الإعلان عنها في مؤتمر للحزب المناهض للهجرة في باريس. وأصبح أول شخص يقود الحزب لا يحمل اسم لوبان منذ تأسيسه قبل نصف قرن. إذ إن جان ماري لوبان أسّس عام 1972 "الجبهة الوطنية" التي أصبحت "التجمع الوطني" بقيادة ابنته مارين لوبان.

ويأتي التغيير في قيادة الحزب مع تزايد الأحداث العنصرية ومن بينها قول النائب من حزب "التجمع الوطني" غريغوار دي فورناس في أثناء جلسة عامة للبرلمان "فليعد إلى إفريقيا!" رداً على نائب أسود من اليسار المتطرف تساءل عما سيكون مصير مركب مهاجرين يواجه صعوبات في البحر الأبيض المتوسط.

وهذا الحادث يقوض استراتيجية تغيير صورة الحزب التي وعد جوردان بارديلا بمواصلتها، بخاصة أن النائب دي فورناس الذي فرض عليه البرلمان عقوبات أظهر باستمرار دعمه لبارديلا الذي نال 85% من الأصوات ضد لوي أليو.

وخلال خطابه الأول بصفته رئيساً للحزب دافع بارديلا عن تصريحات النائب قائلاً إن "محترفي السخط الانتقائي تلاعبوا بتصريح حول العودة المنطقية للسفن غير القانونية إلى مواني (الدول) التي أبحرت منها".

كما أعرب عن "عرفانه" و"فخره بالعمل مع" مارين لوبان "وإلى جانبها".

وانسحبت لوبان التي حصلت على 41.5 % من الأصوات في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية ضد إيمانويل ماكرون في أبريل/نيسان بعد 11 عاماً على رأس الحزب فيما تقول إنها تريد مواصلة "عملها" وكفاحها السياسي، من دون استثناء احتمال ترشحها للمرة الرابعة للاستحقاق الرئاسي.

وأشار جوردان بارديلا في عدة مناسبات إلى أنه يعتزم دعم مارين لوبان للترشح في انتخابات عام 2027.

لذلك فإن المطروح قبل كل شيء على لوبن هو تحرير نفسها من المسؤوليات الحزبية الداخلية، في وقت بات مركز نشاط حزب "التجمع الوطني" في الجمعية الوطنية حيث برزت رئيسة لكتلة من 89 نائباً (من أصل 577)، أي أكثر بعشر مرات من الانتخابات السابقة.

ولم تشمل المنافسة على رئاسة الحزب ماريون ماريشال (32 عاماً)، ابنة أخت الزعيمة اليمينية المتطرفة التي اعتبرت لفترة طويلة وريثة العائلة، فقد تركت الحزب قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2022 للانضمام إلى حركة "الاسترداد" الأكثر ليبرالية من الناحية الاقتصادية ويقودها إريك زمور الذي نافس خالتها في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية وحصل على 7% من الأصوات.

في حين رفضت مارين لوبان أي تحالف مع حركة "الاسترداد" فإن علاقات جوردان بارديلا بـ"المدافعين عن الهوية" وتسامحه تجاه من غادروا الحزب للانضمام إلى حركة إريك زمور كانت موضع انتقادات كثيرة.

ولم ينسَ بارديلا إرسال إيماءة إلى حلفائه المحتملين، منتقداً "فرنسا التي ترغب في جعل الهوية كلمة بذيئة".

وكان منافسه لوي أليو انتقد في منتدى الشهر الماضي "المدافعين عن الهوية"، لا سيما "أتباع (نظرية) الاستبدال العظيم"، وهي نظرية عنصرية دافع عنها إريك زمور ثم جوردان بارديلا اعتباراً من أغسطس/آب 2021.

ويعتزم جوردان بارديلا و"التجمع الوطني" الاستفادة من صعود اليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي، والذي تجلى مؤخراً في انتصار جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية الإيطالية وتوليها رئاسة الحكومة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً