وزير الخارجية الأردني يستقبل نظيره اليمني في عمان - 10 يناير\كانون الثاني 2019 (Reuters)
تابعنا

ما المهم: عادت أوراق الصراع اليمني إلى الواجهة في الساعات الأخيرة، بعدما تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع بشأن من يتحمل مسؤولية عرقلة تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي تمّ التوصل إليه برعاية أممية في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتستضيف الأردن الجولة الثانية من المباحثات اليمنية، والتي ستركز على اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة اليمنية، والحوثيين. ومن جهة أخرى، وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على نشر ما يصل إلى 75 مراقباً في مدينة الحديدة لمدة ستة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة انتشار قوات الطرفين المتحاربين، وفقاً لمقتضيات اتفاق ستوكهولم.

المشهد: أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة، أنّ الأردن وافقت على الطلب المقدم من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لاستضافة عمّان للاجتماع الذي سيعقد بين ممثلي الحكومة اليمنية وبين الحوثيين، لمناقشة بنود اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين.

وأوضح سفيان القضاة أنّ "تحديد موعد الاجتماع والترتيبات الخاصة بالأمور اللوجستية والإعلامية سيكون من اختصاص مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث"، والذي شكر بدوره الحكومة الأردنية على الاستضافة.

والأربعاء، أعلن مكتب غريفيث، أنّ اجتماع اللجنة الفنية المكلّفة بمتابعة تنفيذ اتفاق الأسرى اليمنيين، انطلق في عمّان، ويستمر ليومين. وفي حديث لوكالة الأناضول، أوضحت المتحدثة باسم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن حنان البدوي، أنّ "الاجتماع فني، ويأتي في إطار متابعة تنفيذ نتائج مشاورات السويد".

وأضافت البدوي أن "مستوى الحضور بالنسبة للأطراف اليمنية سيكون من خلال المعنيين أنفسهم بإبرام الاتفاق"، من دون أن تحددهم.

على صعيد آخر، صوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار بريطاني، يقضي بنشر ما يصل إلى 75 مراقباً في مدينة الحديدة لمدة ستة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة انتشار قوات الطرفين المتحاربين، وفقاً لمقتضيات اتفاق ستوكهولم.

في غضون ذلك، وعلى الرغم من العوائق التي يواجهها اتفاق ستوكهولم بسبب الخروقات المتكررة، فإنّ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلن الثلاثاء، أنّ تراجع أعمال العنف في محافظة الحديدة أتاح للأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ ستة أشهر، إرسال مواد غذائية إلى منطقتين تقعان جنوب المحافظة.

وقال المتحدث باسم الوكالة هيرفيه فيرهوزيل، "للمرة الأولى منذ استِعار المعارك في الحديدة في يونيو/حزيران 2018، يتمكّن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى مناطق صعبة المسالك في التحيتا والدريهمي" في جنوب محافظة الحديدة.

الخلفيات والدوافع: منذ توقيع طرفي الصراع اليمني على اتفاق ستوكهولم الشهر الماضي، باتت التطورات اليمنية تدور حول تنفيذ بنوده والعراقيل التي تواجه الاتفاق. وفي السابع من الشهر الجاري، انتهت مهلة الأسابيع الثلاثة لوقف إطلاق النار في الحديدة طبقاً لمقتضيات اتفاق ستوكهولم.

وبينما يسعى مجلس الأمن لتعزيز حضور فريق المراقبة في الحديدة، وتجديد مهمته، عبر التصويت على المشروع البريطاني، يأتي الإعلان الأردني ليكون عنصراً جديداً في مسار إحياء المفاوضات بين طرفي الصراع.

جدير بالذكر أنّه في مارس/آذار 2015 حين أعلنت السعودية بدء عمليات التحالف في اليمن، ذكرت وكالة أنبائها الرسمية أنّ الأردن أعربت عن "رغبتها في المشاركة بعملية عاصفة الحزم استجابة لترحيب المملكة ودول الخليج العربية بالمجتمع الدولي المشاركة في العملية، وكذلك لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية".

غير أنّ هذه المشاركة لم تصل إلى حدود المشاركة العسكرية المباشرة. ورأى الكاتب الأردني عريب الزنتاوي، أنّه "إذا كان الأردن جزءاً من التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، فإن مشاركته في هذه الحرب لا تتعدى الطابع الرمزي".

وقال مستشار تحرير صحيفة الغد الأردنية فهد الخيطان لـTRT عربي إنّ "للأردن تاريخاً من العلاقات الإيجابية" بين طرفي الصراع اليمني. وأشار الخيطان إلى أنّه "في الثمانينيات، استضافت المملكة الأردنية مفاوضات يمنية". كما أوضح أيضاً أنّ وجود مقر بعثة الأمم المتحدة إلى اليمن في العاصمة الأردنية، يسهّل إقامة مفاوضات فيها.

من جهة أخرى، لفت الصحفي اليمني نبيل الأسيدي، إلى أنّ "الأردن عرضت منذ مدة استضافة مفاوضات يمنية". وبينما أوضح الأسيدي لـTRT عربي أنّ أحد أسباب استضافة عمّان للجولة المرتقبة يعود إلى أنّها "تحظى بثقة أطراف يمنية عدّة"، فإنّه أشار كذلك إلى أنّه قد تكون ثمة تفاهمات أكبر، على علاقة بقرب عمّان من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

ما التالي: أبدى الصحفي اليمني عمار الأشول، اعتقاده بأنّ اقتصار مفاوضات الأردن على ملف الأسرى والمعتقلين، يعطيها أملاً في النجاح. ويشرح لـTRT عربي أنّ هذا "الملف إنساني وتنفيذه أسهل وأسرع من الملفات العسكرية الأخرى، كملف الحديدة".

وقال الأشول إنّ هذا الملف "يمثّل الخطوة الأولى لحسن النوايا وبناء الثقة، ما من شأنه أن تليه خطوات أخرى أكثر تعقيداً، على علاقة بملف الحديدة وموانئها".

TRT عربي
الأكثر تداولاً