قال توكاييف إنه في إطار عملية "مكافحة الإرهاب" أمر أجهزة إنفاذ القانون والجيش "بإطلاق النار في مقتل بلا سابق إنذار" (Reuters)
تابعنا

قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف الجمعة، إنه أصدر أوامر بـ"إطلاق النار في مقتل" خلال التصدي لأي اضطرابات أخرى يثيرها أولئك الذين وصفهم بـ"قطاع الطرق والإرهابيين"، مضيفاً أنه "سيسحق" مَن يرفض تسليم نفسه.

وقال توكاييف في كلمة بثّها التليفزيون، بعد أسبوع على تحوُّل احتجاجات على رفع أسعار الوقود إلى موجة من الاضطرابات عمَّت أنحاء البلاد، إن ما يصل إلى 20 ألفاً "من قطاع الطرق" هاجموا ألماتي، أكبر مدن البلاد، ودمروا ممتلكات الدولة.

وأضاف أنه في إطار عملية "مكافحة الإرهاب" أمر أجهزة إنفاذ القانون والجيش "بإطلاق النار في مقتل دون سابق إنذار".

وقال توكاييف إن "المسلحين لم يلقوا أسلحتهم ويواصلون ارتكاب الجرائم أو يُعِدُّون لها. يجب مواصلة المعركة ضدهم حتى النهاية. سنسحق كل من لن يستسلم"، ورفض دعوات إلى إجراء محادثات مع المحتجين.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في كازاخستان الجمعة مقتل 26 محتجاً خلال المظاهرات المناهضة للحكومة، وأفادت الوزارة في بيان بأن العملية التي أطلقتها قوات الأمن في إطار حالة الطوارئ المعلنة بالبلاد متواصلة.

وذكرت أن الوضع بات تحت السيطرة وأنه جرى تطهير كل المباني الإدارية ومباني البلديات في كل المدن، وتشكيل 70 نقطة تفتيش في عموم البلاد، وأضافت أنه جرى رفع مستوى خطر الإرهاب إلى "أحمر حرج".

وفي ذات السياق، أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف في بيان، الجمعة فرض النظام العام في عموم المناطق بالبلاد.

وأشار إلى أن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بدأت الوصول إلى كازاخستان، موضحاً أنها ستظل لفترة مؤقتة للمساهمة في حماية المواقع الاستراتيجية.

الاتحاد الأوروبي

وتعليقاً على الوضع في كازاخستان، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية جوزيب بوريل الخميس إن المساعدات العسكرية الأجنبية المرسلة إلى نور سلطان "تستحضر ذكريات مواقف ينبغي تجنبها".

وفي ديسمبر/كانون الأول 1986 شهدت مدينة ألماتي أكبر مدن كازاخستان مظاهرات شبابية واسعة، عُرفت فيما بعد باسم انتفاضة جيلتوكسان.

وجرى تنظيم المظاهرات احتجاجاً على استبدال أمين الحزب الشيوعي لجمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفيتية، دين محمد كوناييف، بالروسي جينادي غولبين، وقتل العديد من الأشخاص خلال قمع القوات الحكومية للانتفاضة.

وأعرب بوريل عن قلقه البالغ إزاء التطورات في كازاخستان، مشيراً إلى ضرورة ضمان حقوق المدنيين وسلامتهم.

وأضاف أن "المساعدات العسكرية الأجنبية (إلى كازاخستان) تستحضر ذكريات مواقف يجب تجنبها"، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم حل الأزمة في البلاد.

"نراقب موسكو"

وفي سياق متصل حذرت الولايات المتحدة الخميس روسيا من ارتكاب قواتها انتهاكات لحقوق الإنسان في كازاخستان التي تشهد اضطرابات داخلية خلال الأيام الأخيرة.

جاء ذلك في تصريحات صحفية لمتحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس قال فيها إن واشنطن والعالم "سيراقبان (ممارسات) موسكو في كازاخستان للكشف عن انتهاكات لحقوق الإنسان"، حسب قناة "الحرة" الأمريكية.

وأضاف أن واشنطن تحذر موسكو من أي خطوات "قد تمهد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان" التي تشهد احتجاجات شعبية استدعت فرض حالة طوارئ.

وقال برايس إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث هاتفياً مع نظيره الكازاخي مختار تيليوبردي و"جدد دعم الولايات المتحدة الكامل للمؤسسات الدستورية في كازاخستان وحرية الإعلام".

كما دعا بلينكن خلال الاتصال الهاتفي إلى "حل سلمي للأزمة يحترم حقوق (المواطنين)".

وأعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي "CSTO" الخميس أنها قررت إرسال قوات حفظ السلام إلى كازاخستان بسبب الوضع الحالي الذي تشهده البلاد، وذلك تلبية لطلب وجهه إليها الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف.

والأحد الماضي انطلقت احتجاجات في كازاخستان على زيادة أسعار الغاز المسال تخللتها أعمال نهب وشغب في مدينة ألماتي وسقوط ضحايا.

وأعلنت الحكومة استقالتها الأربعاء على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد لحفظ الأمن العام، وفق إعلام محلي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً