وزير الدفاع التركي يؤكد أن احترام مصر للجرف القاري التركي خلال أنشطتها للتنقيب (شرقي المتوسط) يعتبر تطوراً مهماً للغاية (Reuters)
تابعنا

جاءت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن إمكانية التفاوض مع مصر بشأن مناطق الصلاحية البحرية وتوقيع اتفاق معها بهذا الخصوص مربكة لدى الجانب اليوناني الذي يخشى من احتمالية تفاهم تركي-مصري في شرق المتوسط.

وكانت تصريحات جاوش أوغلو تعليقاً على طرح مصر مزايدة للتنقيب عن البترول والغاز بالبحر المتوسط في 18 فبراير/شباط الماضي.

ومن بعدها ثمن وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، السبت، احترام مصر للجرف القاري التركي خلال أنشطتها للتنقيب شرقي المتوسط، مؤكداً أن ذلك تطور مهم.

وفي تصريحات، أكد أقار أن تركيا ومصر لديهما قيم تاريخية وثقافية مشتركة، معرباً عن ثقته بأن تفعيل هذه القيم يمكن أن ينعكس على حدوث تطورات مختلفة في الأيام المقبلة.

وتحاول اليونان التحرك قلقاً من هذه البوادر عن التفاهم التركي-المصري، إذ تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد تداول هذه الأخبار اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس.

وقالت الصحف المصرية إن المكالمة كانت بغرض التباحث حول العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في مختلف المجالات خاصة "التعاون في مجال الطاقة وقضايا شرق المتوسط".


ومن جانب آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية، ألكسندروس بابايوأنو، أن وزير الخارجية نيكوس ديندياس، سيزور القاهرة يوم الاثنين المقبل.

وقال بابايوأنو إنه "سيجري خلال الزيارة مناقشة العلاقات الثنائية ومجمل الوضع السياسي والتعاون الاقتصادي وأيضاً التعاون في قطاع الطاقة، كما سيتم التطرق إلى مناقشة القضايا الإقليمية وخاصة التطورات في شرق المتوسط".


وفي وقت سابق، قال جاوش أوغلو​​​​​​​ إن تركيا ومصر تمتلكان أطول خط ساحلي على البحر المتوسط، مضيفاً: "بناء على سير العلاقات يمكننا التفاوض مع مصر بشأن مناطق الصلاحية البحرية وتوقيع اتفاق معها بهذا الخصوص".

وأوضح في مؤتمر صحفي، الأربعاء، مع نظيره الجورجي في العاصمة أنقرة، أن القاهرة أبدت احتراماً للحدود الجنوبية للجرف القاري التركي، في الوقت الذي وقعت فيه اتفاقاً مع اليونان عام 2020.

وأضاف جاوش أوغلو أن مصر تواصل أنشطة الاستكشاف الزلزالي داخل جرفها القاري دون الدخول في الجرف القاري التركي، وتابع: "تواصل مصر احترام جرفنا القاري، ونحن نرحب بذلك".

ذعر يوناني


ولوحظ أن الاتصال اليوناني بالسيسي والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية اليوناني إلى القاهرة متعلقة بالأساس بالتطورات في شرق المتوسط.

وبحسب صحيفة "حرييت" التركية، فإن التحركات المصرية الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو حول العلاقات بين أنقرة والقاهرة، تسببت في حالة من الذعر لدى أثينا.

وقالت الصحيفة إن "أثينا سعت لإبقاء الاتصال الهاتفي بين ميكوتاكيس والسيسي سراً، ومع ذلك فإن القاهرة عندما أطلقت تصريحاً بالأمر، قالت المتحدثة باسم الحكومة اليونانية أريستوتيليا بيلوني، إنهم يجرون اتصالات متكررة مع مصر، ولا داعي لشرح تفاصيل كل اتصال يجرى".

وأوضحت أن تحركات القاهرة التي أثارت قلق أثينا تتمثل في أن المناقصة المصرية كانت مناسبة بالنسبة لتركيا، وتحاول اليونان أن تطلب من مصر إجراء تغيير على الخريطة بزعم "أنه لا يوجد جرف قاري لتركيا".

أما الأمر الثاني والذي أثار انزعاج اليونان، فهو أن السيسي عندما زار أثينا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قدم مقترحاً حول اتفاقية طريق خط أنابيب الغاز "إيست ميد" الموقعة بين اليونان و"إسرائيل" وإدارة جنوب قبرص في يناير/كانون الثاني 2020 استبعد فيه إدارة جنوب قبرص.

وناقش ميكوتاكيس المقترح المصري والذي يقوض الطموحات اليونانية في شرق المتوسط، مع رئيس إدارة قبرص الجنوبية نيكوس أناستاسياديس، والذي بدوره عارضه.

وتقول صحيفة "حرييت"، إن هناك اجتماعات تعقد على مستوى المخابرات بين مصر وتركيا.

لماذا تحركت اليونان سريعاً؟

وظهر الارتباك والقلق اليوناني بعد أن قالت صحيفة "كا ثيميريني" اليونانية، الاثنين، إن مصر فتحت باب التفاهم مع تركيا في شرق البحر المتوسط عبر إعلانها عن مناقصة للبحث عن الطاقة الهيدروكربونية، تأخذ بعين الاعتبار حدود الجرف القاري لتركيا.

وأوضحت الصحيفة في خبرها المعنون بـ"القاهرة تُبقي أبوابها مفتوحة أمام أنقرة"، أن خريطة المناقصة التي أعلنتها الحكومة المصرية توضح بأن المناطق الغربية في المتوسط جرى تحديدها بموجب الاتفاق المبرم بين القاهرة وأثينا.

وأضافت: "غير أن الخريطة المصرية تشير إلى أن المساحة الأخرى الواقعة شرق خط الطول 28، تحدد الحدود الجنوبية للجرف القاري التركي المشار إليها في الاتفاق التركي الليبي".

وذكرت الصحيفة أن إعلان الحكومة المصرية بشأن تقييم الهيدروكربونات في المتوسط يشير إلى محاولات القاهرة تجنب التوترات الحاصلة بين القوى الإقليمية بسبب أزمة جزيرة قبرص.

وتابعت قائلة: "خيار مصر هذا لا يمكن تقييمه على أنه خطوة نحو تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، بل يمكن اعتباره بأنه خطوة متعمدة من القاهرة لترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات المحادثات المستقبلية مع أنقرة".

من جانبها نقلت صحيفة "The İndicator" اليونانية الخبر بعنوان "مصر تتفق مع تركيا في شرق المتوسط".

وأضافت أن الدبلوماسية اليونانية تلقت معلومات حول توصل مصر إلى اتفاق مع تركيا بشأن ترسيم حدودها البحرية، وأن هذا الاتفاق سيلحق الضرر بالمصالح اليونانية مستقبلاً.

ولفتت الصحيفة اليونانية إلى أن مصر أعلنت عن مناقصة لـ24 قطعة في المتوسط ​​وخليج السويس والمنطقة الصحراوية.

وأردفت "لكن المشكلة تكمن في أن الخطوط الرئيسية لإحدى القطع في المتوسط​​ لم تنظّم كما هو متفق مع اليونان، بل يبدو أنها نُظّمت مع تركيا".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً