سفير تركيا في الدوحة: قطر ستقدم النسخة الأفضل بتاريخ كأس العالم / صورة: AA (AA)
تابعنا

تشهد العلاقات القطرية-التركية خلال العقدين الأخيرين ازدهاراً بشكل متنامٍ بشتى المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بخاصة في العقدين الأخيرين.

وتشكل العلاقات بين تركيا وقطر "تجربة متميزة" في منطقة الشرق الأوسط برمتها لما حققته من مكاسب للجانبين، وبلوغها مدى لافتاً في التعاون على عدة أصعدة. وتتميز العلاقات بين البلدين بتقارب فريد في وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، إذ شهدت الأعوام العشرين الأخيرة محطات بارزة في تطور العلاقة، كانت فارقة في زيادة الترابط بينهما.

TRT عربي التقت السفير التركي في قطر مصطفى كوكصو حول آخر تطورات العلاقة بين البلدين والاستعدادات لاستضافة قطر فاعليات كأس العالم والحملة الممنهجة ضدها.

التعاون في كأس العالم

فيما يتعلق بالاستعدادات لكأس العالم قال السفير التركي: "نحن كتركيا سعداء جداً، ومتحمسون للغاية لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 كأول دولة إسلامية وعربية، وبرأيي سيكون هذا الحدث ناجحاً بامتياز".

وأضاف: "تركيا وقطر تربطهما علاقات صداقة وأخوة استثنائية نتيجة التقارب الكبير على مستوى القادة والشعب والقواسم المشتركة بين البلدين. فالعلاقات بين البلدين ارتقت إلى مستويات الشراكة المنشودة، تكاملاً وتنسيقاً على الأصعدة كافة".

وأوضح السفير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينوي حضور حفل الافتتاح تاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وأكد كوكصو: "ندعم قطر بالكامل في كل مجال تحتاج إليه لوضع اللمسات الأخيرة على الحدث بنجاح. ووفقاً لذلك يأتي هذا الدعم نتيجة للتعاون المتبادل والشراكة التكاملية المتميزة بين البلدين".

وأشار السفير إلى أن التعاون بين تركيا وقطر في كأس العالم غير محصور بالمجال الأمني فقط، بل يتخطاه إلى مجالات وآفاق أوسع عبر مساهمة القطاع التركي الخاص في تجهيزات البطولة.

وحول إسهامات تركيا في بناء البنية التحتية لكأس العالم في قطر، قال السفير إن "شركات تركية ساهمت في تشييد أحد أهم الملاعب التي تستضيف مباريات كأس العالم 2022، إذ شيدت "شركة تكفن التركية" "استاد الثمامة" المتميز بتصميمه وفكرته الإبداعية، هذا إلى جانب الشركات التركية المتخصصة في تشييد المساكن وأماكن الإقامة التي سيقطن فيها مشجعو كأس العالم".

وأضاف: "نساهم لوجستياً وأمنياً في دعم أشقائنا في دولة قطر لإنجاح البطولة، ولن نبخل بأي جهد أو إمكانات لتحقيق ذلك".

هجوم غير مبرر على قطر

وحول الهجمات والحملات الموجهة ضد قطر واستضافتها للمونديال قال السفير: "نلحظ في الآونة الأخيرة هجوماً غير مبرر من عدة أطراف على قطر فيما يخص استضافتها المونديال".

وتابع: "ندرك أن قطر أكبر ممن يوثر عليها هذا الهجوم وهي ماضية –مما نراه ونتابعه– قدُماً في تقديم النسخة الأفضل بتاريخ كأس العالم".

وكدليل واضح على الدعم التركي لقطر في استضافتها للمونديال حضر ما يزيد على 2200 شرطي تركي إلى قطر ضمن بروتوكول التعاون بشأن كأس العالم لكرة القدم. كما تشارك تركيا على نطاق واسع في عملية "درع كأس العالم" التي تهدف إلى تأمين كأس العالم، وذلك عبر قواتها الموجودة في القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، إلى جانب سفينة حربية، حسب السفير.

أول مونديال في دولة إسلامية

وقال السفير: "أيام قليلة تفصلنا عن البطولة، ونحن نتابع بحماس ومن كثب سير عملية تنظيم كأس العالم، فهذا الحدث يعد الأكبر في مجال الرياضة حول العالم".

وتابع: "نرحب بأول بطولة لكأس العالم تقام في دولة إسلامية التي ستكون، ومن دون شك، حدثاً ناجحاً، وستمثل فرصة للمشجعين من جميع أنحاء العالم للقدوم إلى قطر، واستكشاف المنطقة، والاستمتاع بكرم الضيافة العربية الأصيلة".

وأوضح كوكصو أن الشعب التركي ينتظر هذا الحدث بفارغ الصبر "فهو بمثابة الفرحة الكبيرة لنا، وللعالم بأسره".

كما وجه السفير الشكر والتقدير إلى دولة قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لاستضافتها كأس العالم وإنجازاتها ونجاحاتها المتواصلة.

علاقات فريدة وتناغم سياسي

وحول علاقات البلدين وشراكتهما المتصاعدة أوضح كوكصو أن العلاقات التركية-القطرية تتميز بتقارب فريد في وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتناغم الرؤى السياسية إزاء كثير من الملفات.

وأضاف: "لطالما كان المستوى السياسي أولوية مهمة لقيادة البلدين، حيث عملا على بلورة رؤية مشتركة ومواقف موحدة تجاه العديد من القضايا البارزة في المنطقة. فقد أبدت تركيا وقطر سياسات متقاربة تجاه العديد من الأزمات العربية والإقليمية، وارتقيا بالعلاقات القطرية–التركية إلى الشراكة التكاملية المنشودة".

وختم السفير بالقول: "إننا نؤمن أن العلاقة الوثيقة والتنسيق العالي بين البلدين كانا ولا يزالان ضمانة لأخذ موقف قوي في مواجهة التحديات، وهي علاقة تتخطي كونها تعاوناً ثنائياً، بل خيار استراتيجي للحاضر والمستقبل".


TRT عربي
الأكثر تداولاً