سفير قطر في تركيا: تعاون الدوحة وأنقرة في مونديال الدوحة 2022 يعكس الثقة الكبيرة التي توليها قطر لتركيا والمشاعر الأخوية التي تربط شعبي البلدين (AA)
تابعنا

قال سفير الدوحة لدى أنقرة محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني إنه من المرتقب "توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات وقطاعات حيوية" خلال الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية في إسطنبول الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

​​​​​​​وفي مقابلة مع الأناضول، أضاف بن جاسم أن "العلاقات القطرية التركية تختلف عن غيرها من العلاقات الدولية في أسسها ومسبباتها واستدامتها وتميزها، لطالما رأينا العديد من التحالفات والعلاقات التي تتغير تبعاً لتطور الأحداث السياسية والعالمية".

وتابع: "ولذا تبقى صلابة هذه العلاقات واستدامتها أمراً يميزها، بخاصة ضمن التطورات الدولية المتسارعة وتداعياتها على ديناميكيات العلاقات بين الدول".

واستدرك: "لكن علاقاتنا مع تركيا ظلت بمنأى عن التغيير إلا إلى الأفضل، وتمكنت من تجاوز التحديات التي مرت بها والتي لم تزدها إلا صلابة ورسوخاً".

آليات حوار متنوعة

وبشأن آليات الحوار بين البلدين، قال بن جاسم إنه "نظراً إلى تشعب العلاقات ومجالات التعاون، يوجد العديد من الآليات، على غرار الاجتماعات السنوية الدورية للجنة الاستراتيجية العليا والزيارات المتبادلة والمؤتمرات والمنتديات المتنوعة واللجان المشتركة، وآخرها اجتماع اللجنة التركية القطرية المشتركة لشؤون العمل في أغسطس (آب) الماضي".

ومضى قائلاً: "بطبيعة الحال نطمح إلى تحقيق المزيد من التقارب والتعاون بين البلدين، وترسيخ التعاون الحالي وتثبيت ركائزه، فضلاً عن الارتقاء بمستوى العلاقات لتشمل جوانب أشمل وأوسع".

وحالياً، يبلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا مليارَي دولار، مع سعي نحو زيادته إلى 5 مليارات دولار.

وقال بن جاسم إنه "منذ أن تأسست اللجنة الاستراتيجية العليا عام 2014، كانت إحدى أهم أولوياتها رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، وقد حرص قادة البلدين على ذلك".

وأوضح أن هذا "ما يمكن ملاحظته بشكلٍ واضح في الاستثمارات المتبادلة والمعارض التجارية والاقتصادية والحراك الكبير بين رجال الأعمال والمستثمرين وغرف التجارة وثقة المواطنين من البلدين ورغبتهم في الاستثمار".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، استضافت الدوحة الاجتماع السابع للجنة الاستراتيجية العليا، ووقّع البلدان 15 اتفاقية جديدة، ليرتفع عدد الاتفاقيات المنبثقة عن اللجنة إلى 83 اتفاقية.

وأكد بن جاسم أن "اجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا مع الاتفاقيات الناجمة عنها تعطي عادة زخماً كبيراً للعلاقات الثنائية، بخاصة أنها تأتي باتفاقيات جديدة تقوي العلاقات القائمة وتوسع مجالات التعاون المشترك".

دعم تركي للمونديال

وضمن التعاون المكثف والمتنوع بين البلدين، سيدعم أكثر من ثلاثة آلاف عنصر أمن تركي تأمين الملاعب والفنادق خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين.

وهذا التعاون، وفق بن جاسم، "في هذا المجال المهم والحساس يعكس الثقة الكبيرة التي توليها قطر لتركيا، والمشاعر الأخوية التي تربط شعبي البلدين، ثمة تعاون وثيق في شتى القطاعات بين البلدين".

وأضاف أن "هذا الاستحقاق الكبير (المونديال) يعني لنا الكثير، باعتبارنا أول دولة عربية وإسلامية تستضيف هذا الحدث، ونتوقع تدفق العديد من المشجعين، ونظراً إلى العلاقات الأخوية المميزة التي تربطنا بتركيا، فإن الشعب التركي شريكنا في هذه الفرحة".

وتابع: "وهو ما لمسناه من الحماسة العالية التي أظهروها خلال احتفالية الترويج للفعاليات التي أقيمت في أنقرة مؤخراً وشرفنا سعادة وزير الشباب والرياضة محمد قصاب أوغلو بحضورها".

ومشيداً بالدور التركي، أكد بن جاسم أن "تركيا شاركت منذ البداية في الاستعداد لهذا الحدث المهم، سواء عبر مشاريع تجهيزات البنية التحتية أو في تأمين البطولة، وهو ما اقتضى تنسيقاً مكثفاً بين الجهات ذات الصلة وزيارات متبادلة واتصالات على المستويات كافة".

ولفت إلى أن "أحد أبرز بصمات التعاون التركي القطري في تجهيزات كأس العالم يمكن مشاهدته في ملعب الثمامة (أحد ملاعب البطولة) المتميز بتصميمه وفكرته الإبداعية".

وقال بن جاسم : "نحتاج إلى شيءٍ من الفرح والسعادة والكثير من الأمل، لا سيما أن العالم يعيش أوقاتاً صعبة من القلق وعدم اليقين، وثمة العديد من الجبهات المشتعلة في مناطق مختلفة، فضلاً عن الاضطرابات الاقتصادية والتهديدات التي تتربص بالأمن الغذائي العالمي والسلم الأهلي".

وختم بالإعراب عن التطلع إلى "بطولة تمنح عشاق كرة القدم تجربة لا تُنسى وأجواء مميزة من الحماس والتشجيع والفرح، بخاصة بعد أن ألقت جائحة كورونا بظلالها على النشاطات الرياضية وقيّدتها لفترة من الزمن".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً