"سنخسر كل شيء".. شبح الركود يثير ذعر أكثر من نصف الأمريكيين / صورة: AA (AA)
تابعنا

يقلق أمريكيون كثر أن تقع بلادهم بمصيدة الركود هذا العام وسط ارتفاع معدلات التضخم، إذ أعرب نحو 75% عن مخاوفهم من اقتراب الركود الكبير، ويعتقد 69% من الأمريكيين أن البلاد بحالة ركود بالفعل، ويقول أكثر من 55% إنهم سيخسرون كل شيء خلال الركود، حسب مسح أجرته "ريال ستيت واتش".

على الرغم من عدم إعلان المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية -الهيئة الرسمية المسؤولة عن إعلان الركود- عن الركود فإنه حدث بالفعل بالربع الثاني من 2022، إذ يعرّف الاقتصاديون الركود بأنه انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في ربعين متتاليين.

وبرغم زيادة الناتج المحلي الإجمالي بالربع الرابع بنسبة 2.9%، فإن نظرة كثيرين لم تتغير إلى الاقتصاد، إذ أفاد تحليل لشركة كريدبال بأن 63% متشائمون إزاء أداء الاقتصاد عام 2023.

محاربة التضخم ببطاقات الائتمان؟

في ظل الارتفاع الحالي للتضخم يلجأ كثير من الأمريكيين إلى استخدام بطاقات الائتمان لمواكبة ارتفاع النفقات، إذ أشار تقرير صادر عن ترانس يونيون إلى زيادة أرصدة بطاقات الائتمان إلى 931 مليار دولار في الربع الأخير من 2022.

بدوره قال نائب الرئيس الأول لشركة ترانس يونيون وقائد أعمال بطاقات الائتمان سيغفريد في بيان: “تستمر أرصدة وأصول البطاقات المصرفية بالارتفاع إذ يبحث المستهلكون عن طرق للتعامل مع التضخم، وهذا هو الحال بخاصة بين مستهلكي الجيل Z الذين شهدوا نمواً بنسبة 19% في الإصدارات على أساس سنوي و64% في الأرصدة خلال نفس الفترة”.

علاوة على ذلك ارتفعت حالات عدم سداد ديون بطاقات الائتمان، ويتوفع أن تزداد حالات التأخر الخطيرة في السداد إلى 2.6% نهاية 2023، وفقاً لتوقعات الائتمان الاستهلاكي التابع لترانس يونيون.

ووفق التوقعات فإن الولايات المتحدة تواجه معدلات تأخر بالسداد لم تحدث منذ عام 2010.

من جهتها قالت نائبة رئيس الأبحاث والاستشارات الأمريكية في ترانس يونيون، ميشيل رانيري، في تقرير التوقعات: “تمثل الزيادة السريعة في أسعار الفائدة والتضخم المرتفع بعناد إلى جانب مخاوف الركود الأحدث في سلسلة تحديات كبيرة واجهها المستهلكون في السنوات الأخيرة”.

وأضافت: “ليس من المستغرب إذن أن نرى زيادات ملحوظة بمعدلات التخلف عن السداد لبطاقات الائتمان والقروض الشخصية، وهما اثنان من أكثر منتجات الائتمان شعبية”.

التضخم سيبقى مرتفعاً عام 2023

في فبراير/شباط ارتفع معدل التضخم بنسبة 6% على أساس سنوي، ورغم بطء وتيرة الارتفاع مما كانت عليه الأشهر الماضية، فإن عديداً من الأمريكيين يضيق صدرهم جراء ارتفاع الأسعار.

وفق مؤشر أسعار المستهلك -مقياس التضخم- (CPI)، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية المنزلية بنسبة 10.1% على أساس سنوي.

ولمواجهة شبح التضخم رفع الفيدرالي أسعار الفائدة الآونة الأخيرة بمقدار 25 نقطة أساس مما رفع معدل الأموال الفيدرالية إلى نطاق مستهدف من 4.5% إلى 4.75%، وهو أعلى مستوى منذ 15 عاماً.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحفي: “لا نزال نتوقع أن الزيادات المستمرة ستكون مناسبة”. بالإضافة إلى ذلك نواصل عملية تقليص حجم ميزانيتنا العمومية بشكل كبير. ومن المرجح أن تتطلب استعادة استقرار الأسعار الحفاظ على موقف مقيد للسياسة لبعض الوقت“.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً