أوكرانيا تدّرب المدنيين لمواجهة غزو روسي محتمَل   (Sergei Supinsky/AFP)
تابعنا

في منطقة تغطيها الغابات خارج كييف، نصب جنود كميناً لعسكريين آخرين يرتدون ملابس مموَّهة، من بينهم مهندسون معماريون وباحثون، فيرد هؤلاء بإطلاق النار ببنادق كلاشنيكوف غير حقيقية، فيما تنفجر حولهم قنابل دخان زائفة... كل سبت، يتدرّب جنود الاحتياط الأوكرانيون على كيفية مواجهة كمين روسي محتمل.

ويقول دانيل لارين (19 عاماً، طالب جامعي) لوكالة الصحافة الفرنسية خلال استراحة قصيرة من التدريبات: "أعتقد أن كل شخص في هذا البلد يجب أن يعرف ما عليه أن يفعل... إذا اجتاح العدو بلده".

ولارين واحد من نحو 50 مدنيا أوكرانيا قدموا من كييف إلى مصنع أسفلت مهجور يعود إلى الحقبة السوفييتية بعد ظهر أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع أخيراً للتدرب على طريقة الدفاع عن بلادهم في حال حدوث غزو روسي.

وانضمّ عشرات المدنيين إلى احتياط الجيش الأوكراني في الأشهر الأخيرة، مع تصاعد المخاوف من أن روسيا التي تقول كييف إنها حشدت نحو 100 ألف جندي على جانبها من الحدود، تخطّط لشنّ هجوم واسع النطاق.

ويقاتل الجيش الأوكراني الذي يبلغ قوامه 215 ألف جندي، تمرداً تدعمه موسكو في منطقتين انفصاليتين منذ عام 2014، في صراع أودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص.

وفي حين نفت موسكو أنها تخطّط للغزو، لم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الردّ عسكرياً إذا لاحظ توسعاً نحو الشرق لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، الذي تريد أوكرانيا الانضمام إليه.

ويروي لارين أن جنود الاحتياط الأوكرانيين الذين ارتفع عددهم إلى قرابة 100 ألف، يتعلمون "طريقة استخدام الأسلحة والتصرف في بيئة المعركة والدفاع عن المدن".

"لن تتركنا وشأننا"

وتعتقد مارتا يوزكيف (طبيبة، 51 عاماً) أن الجيش الروسي "أقوى بكثير" من الجيش الأوكراني، وأن خطر حدوث غزو واسع النطاق "مرتفع بما يكفي" ليدفعها إلى الانضمام إلى قوات الاحتياط.

وتقول: "فقط إذا كان الجميع مستعداً للدفاع عن أرضنا، ستكون أمامنا فرصة".

منذ انضمامها في أبريل/نيسان، عندما نشرت روسيا جنوداً على الحدود، تتدرب يوزكيف لساعات كل سبت على توفير المساعدة الطبية التكتيكية وإطلاق النار بأسلحة آلية وإقامة نقاط تفتيش.

وفيما قدّم لها الجيش لباساً عسكرياً، دفعت من مالها الخاص لشراء خوذة وسترة واقية من الرصاص ونظارتين تكتيكيتين.

والمتدربون جزء من كتائب الاحتياط التي شُكّلت لحماية كييف في حال وقوع هجوم على أكبر مدينة في أوكرانيا.

ويقول فاديم أوزيرني، قائد كتيبة في قوات الاحتياط، إن مهمة جنود الاحتياط ستكون حماية مبانٍ إدارية والبنية التحتية الحيوية والمساعدة على إجلاء السكان.

ويضيف: "هؤلاء الرجال والنساء يجب أن يكونوا جاهزين في كل الأوقات للمجيء وحمل أسلحتهم وتنفيذ المهمات الموكولة إليهم والدفاع عن منازلهم".

أما دينيس سيميروغ-أورليك، أحد أكثر جنود الاحتياط خبرة في الوحدة، فيقول إنه مستعد لمواجهة هجوم حقيقي.

ويوضح المهندس المعماري البالغ 46 عاماً: "أعيش منذ ثماني سنوات مع فكرة أنه ما لم نوجِّه ضربة قوية إلى روسيا، فإنها لن تتركنا وشأننا".

ويتابع: "أفهم تماماً أنني جندي، وقد أُستدعَى، ويجب أن أتصرف كجندي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً