شيخ الأزهر: "إنسان اليوم يعاني من فرض ثقافات شديدة الشذوذ على عالم ومجتمعات لا تؤمن بها ولم تكن جزءاً من حضاراتها وثقافاتها". / صورة: Reuters (Tony Gentile/Reuters)
تابعنا

قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، الخميس، إن "الحضارة الغربية تتحمل الجزء الأكبر في مأساة الإنسان المعاصر".

جاء ذلك في بيان لمشيخة الأزهر، عقب لقائه بالممثل السامي للأمم المتحدة لحوار الحضارات ميجيل موراتينوس، في القاهرة.

وخلال اللقاء، أكد الطيب "انفتاح الأزهر على الحوار مع كل المؤمنين بالأديان، والثقافات والحضارات" ، مشدداً على أن "العالم الآن يواجه أزمة شديدة التعقيد؛ وهي أزمة إقصاء القيم الدينية والأخلاقية عن حياة الناس".

وأوضح الطيب أن هذه الأزمة لا يقع صداها وتأثيرها على صانعيها ومقرري مصيرها، "ولكنها ممتدة للإنسانية جمعاء شرقاً وغرباً، وهي الأساس في كل ما يتعرض له عالمنا اليوم من صراعات وحروب".

وذكر أن الجزء الأكبر في مأساة الإنسان المعاصر تتحملّه الحضارة الغربية، وذلك "حين سعت لإقصاء الدين وتجنيبه عن حياة الناس، وركزت على إشباع رغبات الإنسان، وتعزيز الفكر المادي"، على حد وصفه.

وفصّل الطيب قوله، بأن إنسان اليوم يعاني من نقص الطعام والدواء، وأزمة تغير المناخ، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية التي تستهدف تدمير الأسرة ونشر العلاقات خارج إطار الزواج، "وفرض ثقافات شديدة الشذوذ على عالم ومجتمعات لا تؤمن بها ولم تكن جزءاً من حضاراتها وثقافاتها".

واعتبر الطيب أن العالم اليوم "يستعمر بعضه بعضاً بشكل أقوى وأخطر من أشكال الاستعمار التي شهدناها في الماضي".

من جانبه، أعرب الممثل الأممي، موراتينوس، عن سعادته بتجدد اللقاء بشيخ الأزهر، واعتزازه بجهود الأزهر الشريف وعلاقته بالأمم المتحدة، التي سهلت من مهام عمله في تحقيق التقارب بين الثقافات والشعوب.

وكثيراً ما أدان الأزهر الشريف سلوكيات غربية، وحمّلها مسؤولية ما يعتبره "تدميراً للأخلاق"، وكان أحدثها في 22 مايو/أيار الماضي.

ووقتها أعلن مرصد الأزهر الشريف التابع للمشيخة، تضامنه مع اللاعب المصري مصطفى محمد، بعد رفضه المشاركة بحملة ناديه "نانت" الفرنسي لدعم المثليين.

وفي النهاية، أكد موراتينوس أن العالم "بحاجة إلى تعزيز التعاون وتكثيف الجهود".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً