الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

ومن المقرر مناقشة الأفكار المبدئية خلال اجتماع في الرياض هذا الشهر تشارك فيه مع السعودية كل من مصر والأردن والإمارات. وقالت خمسة من المصادر إن المقترحات قد تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج.

وتحدثت رويترز إلى 15 مصدراً في السعودية ومصر والأردن وغيرها لتكوين صورة للجهود الحثيثة التي تبذلها دول عربية لوضع المقترحات القائمة في خطة جديدة يمكن تسويقها للرئيس الأمريكي، حتى مع عدم استبعاد احتمالية تسميتها "خطة ترمب" للفوز بموافقته.

ورفضت جميع المصادر الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية المسألة على الصعيدين الدولي والمحلي، ولأنه غير مخوَّل لها بالتحدث علانية.

وقال مصدر حكومي عربي إن أربعة مقترحات على الأقل جرت صياغتها بالفعل بشأن مستقبل غزة، لكنّ مقترحاً مصرياً يبدو حالياً أنه الأساس للمسعى العربي لطرح بديل لفكرة ترمب.

المقترح المصري

قالت ثلاثة مصادر أمنية مصرية إن أحدث مقترح قدمته القاهرة يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة دون مشاركة حركة حماس، وتعاوناً دولياً في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، إضافةً إلى المضي نحو حل الدولتين.

وأوضح مصدر حكومي عربي أن ممثلين عن السعودية ومصر والأردن والإمارات والفلسطينيين سيراجعون ويناقشون الخطة في الرياض قبل طرحها خلال القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في مصر يوم 27 فبراير/شباط.

وقال مسؤول أردني: "نقول للأمريكيين إن لدينا خطة عملية. سيكون اجتماعنا مع محمد بن سلمان حاسماً. فهو يقود الجهود".وأشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الخميس، إلى القمة العربية المقبلة قائلاً: "في الوقت الحالي الخطة الوحيدة هي خطة ترمب، هي لا تعجبهم ولكنها الخطة الوحيدة. لذا إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها".

منطقة عازلة

يرفض الاحتلال الإسرائيلي أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم غزة أو توفير الأمن هناك. كما تقول الدول العربية والولايات المتحدة إنها لا تريد نشر قوات على الأرض لفعل ذلك.وقالت دول الخليج، التي لطالما ضخَّت أموالاً لإعادة الإعمار في غزة، إنها لا تريد فعل ذلك هذه المرة دون ضمانات بأن إسرائيل لن تدمِّر مرة أخرى ما تبنيه.

وقال مسؤول أردني إن الملك عبد الله أكد لترمب في اجتماعهما في البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي، أنه يعمل مع السعودية ومصر على خطة قابلة للتنفيذ في غزة.

وأوضح العاهل الأردني في تصريحات بثتها محطات التليفزيون بعد الاجتماع، أنه ستجري مراجعة خطة مصرية، "وسنذهب إلى السعودية لمناقشة كيف يمكننا العمل مع الرئيس والولايات المتحدة".

ويبدو أن المقترحات الأولية التي أوضحتها المصادر الأمنية المصرية الثلاثة فيما يتصل بإعاد ة الإعمار والتمويل، في مرحلة متقدمة.

وسيجري إنشاء منطقة عازلة وحاجز فعلي لعرقلة حفر الأنفاق عبر حدود غزة مع مصر. وبمجرد إزالة الأنقاض، سيجري إنشاء 20 منطقة إسكان مؤقت. وستعمل نحو 50 شركة مصرية وأجنبية أخرى من أجل إنجاز ذلك.

وقال مصدر إقليمي مطَّلع إن التمويل سيشمل أموالاً دولية وخليجية. وقال المسؤول الحكومي العربي إن صندوقاً محتملاً لهذا الغرض قد يطلق عليه اسم «صندوق ترمب لإعادة الإعمار».

وقال المسؤول إنه ما زال يتعين حسم القضايا الأصعب حول حكم غزة والأمن الداخلي.

وسبق أن أكدت حركة حماس أنها مستعدة للتخلي عن حكم غزة للجنة وطنية، لكنها تريد أن يكون لها دور في اختيار أعضائها، ولن تقبل نشر أي قوات برية دون موافقتها.

"غير راضٍ"أكدت السعودية مراراً إن التطبيع مع إسرائيل مشروط بوضع مسار لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وتمسكت السعودية أكثر بموقفها مع تنامي الغضب الشعبي بسبب الدمار والقتل في غزة. واتهم ولي العهد الاحتلال الإسرائيلي علناً بالإبادة الجماعية خلال قمة إسلامية في نوفمبر/تشرين الثاني، وأكد الحاجة إلى حل الدولتين.

ورداً على سؤال قبل يوم من تصريحاته بشأن غزة عمَّا إذا كان من الممكن المضي قدماً في اتفاق للتطبيع دون حل الدولتين، قال ترمب: "السعودية ستكون متعاونة جداً".

وعقد مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اجتماعات في الرياض في أواخر يناير/كانون الثاني. وقال دبلوماسيان كبيران إن ويتكوف وضع جدولاً زمنياً مدته ثلاثة أشهر لعملية التطبيع.

لكن بعد إعلان ترمب فكرته بشأن غزة، قال مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي عن رد فعل الأمير محمد "إنه غير راضٍ".

وقال رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، الأسبوع الماضي، إن ترمب إذا زار الرياض، "أنا متأكد من أن القيادة هنا ستوجه إليه كثيراً من الانتقادات اللاذعة".

ورداً على سؤال عمَّا إذا كان يرى أي احتمال لإحراز تقدم في محادثات التطبيع مع إسرائيل، قال: "لا، على الإطلاق".

وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلَّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً