نزحت آلاف العائلات في مخيمات الشمال السوري، بعدما غمرت مياه الأمطار الخيام المهترئة التي يعيشون فيها، في مشهدٍ يتكرر مع بداية كل شتاء.
وتنتقل العائلات في مخيم أم جرن التابع لمدينة سرمدا بمدينة إدلب السورية منذ أربعة أيام مع الأطفال وكبار السن من خيمة إلى أخرى، في مسعى لإبعادهم عن المياه التي تحاصر المنطقة من كل جانب.
وتصف منظمات إنسانية حالة العائلات بـ"المنكوبة"، بعد أن فقدت مسكنها الوحيد وهو الخيمة، بفعل السيول والفيضانات التي تشكلت على مدار اليومين الماضيين، وأسفرت عن غرق مئات المخيمات العشوائية والمنظمة في شمال سوريا وغربها.
وتبلغ أعداد النازحين السوريين في الشمال السوري نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق سيطرة المعارضة السورية.
في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليوناً و43 ألفاً و869 نازحاً، يعيشون ضمن 1293 مخيماً، من بينها 282 مخيماً عشوائياً أقيمت في أراضٍ زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.
ويعمل فريق من الشبان على إبعاد مجرى المياه عن الخيام، بعدما غمرت مئات الخيام، وفي مخيم أم جرن وحده 250 عائلة مغمورة بالمياه.
وتزداد المخاوف والتحذيرات الإنسانية الدولية في كل عام من الوقع المأساوي ذاته الذي تتعرض له المخيمات في أثناء الهطولات المطرية الغزيرة، إلا أنها تعجز عن احتواء أزمة باتت لزاماً على النازحين في الجزء الشمالي من سوريا، بعد عشر سنوات، في ظل ضعف التمويل الدولي المخصص للملف السوري.
ويُعزَى تجدُّد الكارثة كل عام إلى انتشار المخيمات العشوائية، وتفتقر هذه المخيمات إلى أي بنية تحتيه أو مجارٍ لتصريف المياه، إضافة إلى كونها مؤسسة على تربة حمراء هشة.
وارتفعت أعداد المخيمات المتضررة نتيجة هطول المطر منذ مساء الأحد إلى 104 مخيمات، فيما انقطع عديد من الطرقات المؤدية إليها.
وبلغ عدد العائلات المتضررة تضرراً مباشراً 1.842 عائلة، في حين بلغ عدد العائلات المتضررة من هطول المطر 3.742 عائلة.
وسُجّلت حركة "نزوح داخلي" ضمن المخيمات لأكثر من 472 عائلة، نتيجة تضرُّر خيامهم مباشرة أو دخول مياه الأمطار إلى الخيام.
ومن المتوقع زيادة الأضرار إذا استمرّ هطول المطر أو تَجدَّد في المنطقة، إضافة إلى مخاوف من الانزلاقات الطينية ضمن المخيمات نتيجة تشكُّل مستنقعات مائية كبيرة.
