درس معتز الحلبي الطب في أوكرانيا وعاد إلى غزة في عام 2001 مع زوجته الأوكرانية وله من الأبناء 3 (Khalil Hamra/AP)
تابعنا

تواجه عائلة الأسطل من قطاع غزة مرة أخرى أهوال الحرب، غارات جوية ونقص في الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي ومكالمات هاتفية محمومة. لكن هذه المرة خارج القطاع.

وتنام أوكسانا الأسطل لأوقات قليلة جداً منذ بدء القتال. ويعيش والداها، وهما في الثمانينيات من العمر، في قرية أوكرانية صغيرة حيث ينفد الطعام والأدوية بالفعل. وبمجرد أن تعود إلى المنزل كل يوم من العمل في عيادتها، تتصل طبيبة أمراض النساء بهما هاتفياً لمعرفة ما إذا كانا على قيد الحياة.

وقالت أوكسانا: ”الغارات الجوية مستمرة، لذلك يضطر والداي إلى الاختباء في أقبية مبتلة وباردة.. الأنوار مقطوعة، لا تدفئة ولا كهرباء، إنه أمر مرعب”.

انتقلت أوكسانا إلى غزة مع زوجها الفلسطيني عام 2008  (AP)

تعرف أوكسانا كيف يبدو الأمر، فقد انتقلت إلى غزة مع زوجها الفلسطيني عام 2008، وشهدا أربع حروب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية. ونفذت إسرائيل في كل منها موجات من الغارات الجوية قالت إنها استهدفت أهدافاً عسكرية، لكنها قتلت أيضاً مئات المدنيين في القطاع المكتظ الذي يقطنه مليونا فلسطيني.

وقالت أوكسانا: ”شهدت وفاة الكبار والأطفال. ورأيت كيف دمرت المنازل، و كيف انطلقت سيارات الإسعاف، وكيف ضربت القنابل المستشفيات، وما يحدث للناس بعد ذلك”.

يُشار إلى أن عديد من الفلسطينيين لديهم علاقات مع روسيا وأوكرانيا تعود إلى الوقت الذي دافع فيه الاتحاد السوفييتي عن قضيتهم، وقدّم منحا دراسية وفرصا أخرى. ينقسم الفلسطينيون حول الحرب، إذ أعرب البعض عن دعمه روسيا ضد الدول الغربية التي لطالما دعمت إسرائيل.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تداول كثيرون تغريدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مايو/أيار الماضي عبر فيها عن الرعب من الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل. ويقولون إنه تجاهل الحصيلة غير المتوازنة للقتلى في الحرب التي قتل فيها 260 فلسطينياً بينهم 66 طفلاً و40 امرأة.

وقتل في إسرائيل 13 مدنياً بينهم طفلان وجندي.

وتجاوب فلسطينيون آخرون مع القلق السائد بشأن معاناة المدنيين الأوكرانيين. فرفعت حفنة من الأسر في غزة العلم الأوكراني فوق منازلها، بينما رفعت أسر أخرى العلم الروسي.

العلم الأوكراني يرفرف  على منزل عائلة الأسطل في قطاع غزة (AP)

ولطالما رفرف العلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر خارج منزل عائلة الأسطل. ويعود تاريخ هذا التقليد إلى زمن دراسة رائد زوج أوكسانا، المتخصص في أمراض الرئة، في مدينة سومي الأوكرانية، التي التقى فيها أوكسانا، ابنة أحد أساتذته.

وفي كل مرة يزوران فيها أوكرانيا، ومنها زيارة في الصيف الماضي، يقدم له والد زوجته علماً جديداً لضمان عدم تلاشي الألوان في شمس غزة.

لدى أطفالهما الثلاثة ذكريات جميلة عن تلك الرحلة، وتقول أوكسانا إنهم قلقون الآن بشأن الأطفال الذين لعبوا معهم في أوكرانيا.

ساعد معتز الحلبي، الذي درس الطب في أوكرانيا وعاد إلى غزة في عام 2001 مع زوجته الأوكرانية، في تنظيم عمليات إجلاء الأوكرانيين من غزة خلال حرب العام الماضي.

ويقول إن نحو 1400 فلسطيني–أوكراني في غزة حالياً، بعد أن كان العدد 2000 شخص. وانضم كثيرون إلى هجرة جماعية أوسع من القطاع الفقير الخاضع لحصار منذ عام 2007.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً