وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم الأربعاء باستشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة عدد آخر بجروح إثر قصف للاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين بشارع المنطار في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وفي جنوب القطاع بمدينة رفح، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية صباح اليوم تجمعاً مدنياً في منطقة مصبح ما سبب استشهاد فلسطيني وإصابة عدد آخر جراء القصف، وفق ما نقلته "وفا".
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون مساء الثلاثاء، في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال استهدف بسطة تفترش بضائع بمنطقة قيزان أبو رشوان جنوب غرب خان يونس، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين وإصابة عدد آخر غير معروف، حسب وفا.
وفي وسط القطاع استهدف قصف إسرائيلي مساء الثلاثاء خيمة نزوح مأهولة في مدينة دير البلح، ما أدى إلى اشتعال النيران بها واستشهاد فلسطينيين، وإصابة 6 آخرون بجراح مختلفة من بينهم أطفال.
كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 10 آخرون معظمهم من الأطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم النصيرات في وسط القطاع.
وبحسب بيان صدر عن مستشفى العودة بالمخيم فقد وصل واحد من الشهداء "أشلاء" إلى المستشفى إضافة إلى 10 إصابات معظمهم من الأطفال"، فيما وصل القتيلان الآخران أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى.
40 يوماً من التطهير العرقي بشمال القطاع
وفي شمال القطاع الذي يتعرض للتطهير العرقي لليوم الـ40 على التوالي، استهدف الاحتلال بقصف اليوم تجمعاً لفلسطينيين أمام بوابة مستشفى كمال عدوان أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى لم يعلَن عددهم حتى الآن، فيما واصل نسف مربعات سكنية بالمناطق الغربية من مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي ومناطق متفرقة في بيت لاهيا وتلة قليبو ببلدة بيت حانون.
ونقلت وكالة وفا أن لاعب نادي التفاح الرياضي إياد أبو خاطر استشهد اليوم جرّاء قصف الاحتلال المستمر على شمالي قطاع غزة، بينما أصيب آخرون في قصف استهدف منزلاً لعائلة "أبو جراد" بحي المنشية في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وفي السياق أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة مساء الثلاثاء، قتل إسرائيل لأكثر من 2000 مدني فلسطيني في محافظة الشمال خلال 38 يوماً من الإبادة والتطهير العرقي المتواصل.
وعن المجاعة في شمال القطاع قال مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة، في تصريحات إن: "الاحتلال يواصل منع إدخال المواد الغذائية والأدوية إلى قطاع غزة". وأوضح أن إغلاق معبر رفح الذي كان ممراً أساسياً للمساعدات منذ نحو 190 يوماً تسبب بـ"نقص حاد في المواد الأساسية وارتفاع عدد الوفيات نتيجة الجوع خاصة في شمال القطاع".
من ناحيته قال جهاز الدفاع المدني بغزة اليوم الأربعاء، إنه "لليوم الـ22 الدفاع المدني ما يزال معطلاً قسراً في كل مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية".
وأشار في بيان إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي " وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم"، مطالباً المنظمات الإنسانية بالاستجابة لاستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في شمال القطاع بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية.
انهيار النظام الغذائي في غزة
بحث مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدها مساء الثلاثاء الأوضاع الكارثية والمجاعة في قطاع غزة، في أعقاب التقرير الذي أصدرته لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وحذرت فيه من احتمال وشيك وكبير لحدوث مجاعة، في مناطق الشمال.
وقالت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي براندز كيريس، في إحاطتها للمجلس إن الأوضاع الإنسانية والحقوقية للمدنيين الفلسطينيين في أنحاء غزة كارثية، مشيرة إلى التقرير الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي حذر من الاحتمال القوي لحدوث مجاعة وشيكة في شمال غزة.
وحذرت المسؤولة من أن استخدام تجويع السكان المدنيين وسيلةً للحرب، محظور تماماً بموجب القانون الدولي"، داعية جميع الدول إلى "تقييم بيعها ونقلها للأسلحة ودعمها العسكري واللوجستي والمالي لطرف في الصراع بهدف إنهاء هذا الدعم لكونه يخاطر بوقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي".
بدوره قال مدير مكتب الطوارئ والصمود بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) راين بولسون، أمام المجلس، إن ما يقرب من 133 ألف شخص يواجهون انعداماً كارثياً للأمن الغذائي، فيما تُمنع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين.
وأضاف أن "الأنظمة الغذائية الزراعية في قطاع غزة انهارت ودُمر الإنتاج المحلي للغذاء، ذاكراً أن التحليلات تشير إلى أن ما يقرب من 70% من أراضي المحاصيل دُمرت أو لحقت بها أضرار منذ بدء الحرب العام الماضي، وبالمثل تضرر الإنتاج الحيواني بشكل كبير، إذ نفق ما يقرب من 95% من الماشية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة، خلفت أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
